أوباما : أردوغـان شـريكنا الرائـع وندعم المعارضة السورية ضد الأسد

11-02-2013

أوباما : أردوغـان شـريكنا الرائـع وندعم المعارضة السورية ضد الأسد

أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما سلسلة من المواقف تجاه تركيا وقضايا المنطقة، في لقاء مطول مع صحيفة «ميللييت» التركية نشر أمس.
رفض أوباما أولاً الانتقادات بأن صواريخ الدرع الصاروخي نصبت للدفاع عن رادارات الدرع الصاروخي في ملاطية، وعن الأمن القومي الإسرائيلي، معتبراً أنها نشرت من أجل حماية تركيا والشعب التركي وهو مشروع «أطلسي» في الأساس، ويعكس تضامن الحلف مع دولة عضو فيه.
وأشاد أوباما برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، موضحاً انه «صديق ممتاز وشريك رائع في القضايا الدولية»، معتبراً أن التباين في الموقف من بعض القضايا بين البلدين أمر طبيعي يحصل بين كل الدول.
وعن الوضع في سوريا وإمكانية تدخل أميركا عسكرياً قال أوباما إن ما تشهده سوريا «مأساة كاملة»، مضيفاً إنه «معطى مرعب أن يواجه (الرئيس السوري بشار) الأسد والنظام في سوريا بالقتل الشعب السوري لمجرد انه يطالب بحقوقه، لذلك فقد الأسد ونظامه كل مشروعيته وعلى الأسد أن يذهب». وأنكر انه لا يرى مأساة الشعب السوري، قائلاً إنه دعا الأسد في آب العام 2011 إلى الرحيل والسماح للشعب السوري أن يحدد مستقبله، واردوغان أشار في الفـترة ذاتـها للنقـطة نفسها. وأضاف «لقد سعينا معاً لعزل النظام السوري سياسياً ولفرض عقوبات اقتصادية عليه، ودعمنا مجلس المعارضة السـوري، ودعـونا لمعاقبة مرتكبي الجرائم. والولايات المتحدة قدمت مؤخراً مساعدة من 155 مليون دولار لمساعدة ضحايا العنف، ومجموع المساعدات الأميركية للشعب السوري بلغت 365 مليون دولار».
وأشاد أوباما بدور تركيا في استقبال اللاجئين السوريين. وقال إن «هذه المساعدة تظهر الصداقة العميقة بين الشعبين التركي والسوري، كما تظهر الدور القيادي لتركيا في المنطقة. ونحن ندرك الكلفة العالية لهذه المساعدة على تركيا، لذا نحن نقدم مساعدات إنسانية للاجئين». وأضاف «نحن ندرك أن الأيام المقبلة ستكون صعبة جداً على الشعب السوري والمنطقة، ونحن نعرف أن نظام الأسد يواصل ضعفه وخسارة الأراضي». وتابع أنه «مع استمرار انشقاق الجنود والخسائر تصبح المعارضة أقوى. إلا لا ينخدعنّ أحد. نهاية النظام السوري عاجلاً أو آجلاً آتية. وسيكون أمام الشعب السوري الفرصة لتقرير مصيره بنفسـه، وسنواصل مع تركيا والجماعة الدولية العمل من أجل هذا المستقبل».
واعتبر أوباما أن برنامج إيران النووي يشكل قلقاً للعالم ولجيرانها، ومنهم تركيا، بل يشكل أيضاً تهديداً. وقال إن «على قادة إيران أن يعرفوا ما يتوجب عليهم من مسؤوليات في اتجاه إقناع الجماعة الدولية بسلمية برنامجها النووي. نحن نريد حل المشكلة بالديبلوماسية وبطريقة سلمية. ولكن الشيء المحقق أن كلفة امتلاك إيران سلاحاً نووياً ستكون باهظة جداً، وستكون إيران خطراً شديداً على المنطقة وبلدانها، ومنهم تركيا». وأعلن أوباما دعمه لجهود حل المشكلة الكردية سلمياً بعد 30 عاماً على بدئها.
وذكرت الصحيفة إن أوباما رفض الردّ على أسئلة حول الوضع في شمال العراق والعلاقات التركية ـ الإسرائيلية و«الإبادة» الأرمنية ومواقف أردوغان حول الرغبة في الانضمام إلى منظمة «شانغهاي».
في هذا الوقت، كان أردوغان يعلن أن بلاده لم تعد تتحمّل البقاء منتظرة على باب الاتحاد الأوروبي، ولا تتحمّل التسامح مع «الإرهاب» الذي تبديه دول كثيرة.
وانتقد اردوغان، في اجتماع حزبي في اسطنبول في إطار التحضير للانتخابات البلدية في العام 2014، تلك المحبة بين أوروبا والإرهاب. وقال إنه طالما أن «الإرهاب» لم يترك سلاحه فلن يكون هناك وقف للعمليات العسكرية. وأعلن أنه سيقبل بأن تترك العناصر الإرهابية سلاحها وتغادر إلى بلد ثانٍ أو ثالث.
وشنّ أردوغان حملة على السفير الأميركي في أنقرة ريتشارد ريكياردوني الذي انتقد استمرار توقيف الجنرالات لفترة طويلة من دون محاكمة. وقال «نحن كأمة من 76 مليون نسمة لا تحني رأسها أبداً. نحن لسنا أمة تسلّم إرادتها للآخرين وتساوم على حريتها وتحدد وجهتها من قبل الآخرين. نحن لسنا طفلاً لقيطاً. نحن حريصون جداً على أفضل العلاقات والصداقة مع كل الدول، ولكننا لا يمكن أن نسمح لأحد ولا لأي دولة أو مؤسسة أن تتجاوز إرادتنا». واتهم أوروبا بأنها تعيق على أساس إيديولوجي تركيا في مرحلة الانضمام إلى الاتحاد، مضيفاً إن تركيا كما هي منذ ألف عام فهي اليوم ستواصل مسيرتها نحو المستقبل. وأعلن أنه سيحمل بلاده إلى أعلى الذروات بالعظمة السلجوقية والقوة العثمانية وتحت علم الجمهورية.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...