المعهد الأمريكي للسلام: لسوريا مصلحة في عراق مستقر

17-04-2007

المعهد الأمريكي للسلام: لسوريا مصلحة في عراق مستقر

اعتبر تقرير نشره «المعهد الاميركي للسلام» أن لدمشق مصلحة كبرى في استقرار العراق، لأنها متخوفة من ازدياد الطائفية وتدفق اللاجئين وتفكك البلد وحصول الأكراد على الانفصال.
وأشار التقرير إلى انه «حتى لو قدمت دمشق كل التعاون في منع المتمردين والأسلحة من المرور عبر حدودها، فإن التأثير على الصراع لن يحسن الوضع بشكل كامل»، لان «عوامل داخلية هي التي تقود العنف في العراق».
وأشارت كاتبة التقرير منى يعقوبيان، مديرة مجموعة عمل المعهد في سوريا، إلى أن تسارع المبادرات الإقليمية الدبلوماسية حول العراق يبرز الدور الذي يمكن أن تؤديه دول الجوار، مشيرة إلى أن مؤتمر بغداد، في 10 آذار الماضي، الذي جمع قوى دولية وإقليمية، ضمنها سوريا وإيران، أدى إلى تأليف 3 لجان للأمن واللاجئين والطاقة. وأشارت إلى أنه عقد اجتماع غير رسمي بين العراق وجيرانه، ضمنهم سوريا، قبل مؤتمر بغداد، صدر عنه «إعلان مرمرة»، الذي يتضمن خطة عمل من 36 نقطة لتطوير العملية السلمية في العراق.
وأضافت يعقوبيان «في حين أن الزخم الدبلوماسي يتواصل بقوة، فإن هناك تركيزاً على العلاقة بين دمشق وبغداد، وحول ما إذا كان يمكن لسوريا المساعدة في استقرار العراق».
وتحت عنوان «بوابة المتمردين إلى العراق؟»، اعتبرت يعقوبيان أن الادعاء بأن غض النظر السوري عن مرور الأسلحة والمتمردين إلى العراق يمثل نقطة رئيسية تفرق بين دمشق وبغداد، وبرغم ذلك، وحتى لو قدمت سوريا كل التعاون وأوقفت تدفق المقاتلين والأسلحة، فإن التأثير على الوضع الأمني في العراق سيكون هامشياً، حيث ان دوافع العنف في العراق داخلية».
وأكدت يعقوبيان أن «لدى سوريا مصلحة مشتركة في منع عناصر القاعدة من كسب الزخم في العراق»، مشيرة إلى أن دمشق كانت أعلنت أنها اعتقلت الآلاف من الجهاديين، كما قدمت في الماضي معلومات استخباراتية إلى الولايات المتحدة والعراق حول المتمردين من القاعدة، القادمين من دول الخليج، والذين لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول إلى سوريا. وأوضحت انه بالنسبة إلى البعثيين، فإن دمشق تؤكد أنهم غير متورطين في «التمرد».
ونقلت يعقوبيان عن التقرير القومي للاستخبارات حول العراق، الصادر في شباط ,2007 إشارته إلى أن العامل الخارجي ليس «المحرك الأساسي للعنف». وأوضحت أن «عوامل داخلية هي التي تقود العنف في العراق، وبالتالي، فحتى لو قدمت دمشق كل التعاون في منع «المتمردين» والأسلحة من المرور عبر حدودها، فإن التأثير على الصراع لن يحسن الوضع بشكل كامل».
وحول اللاجئين العراقيين في سوريا، أشارت يعقوبيان إلى انه «في حين أن تدفق المقاتلين من سوريا إلى العراق يكسب اهتماما ملحوظا، فإنه قد يكون لتدفق اللاجئين من العراق إلى سوريا تأثير كبير على الاستقرار»، موضحة أن «تواصل تدفق اللاجئين العراقيين إلى سوريا، حيث يفوقون حاليا المليون لاجئ، أثار تضخما كبيرا وضغط بشكل كبير على الخدمات العامة، ما قد يثير اضطرابا عاما».
وتحت عنوان «البحث عن رجل قوي في بغداد»، اعتبرت يعقوبيان، في التقرير، أن قرار دمشق وبغداد بإعادة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعد انقطاع حوالى 25 عاما، «تظهر رغبتهما الاستراتيجية المشتركة في عراق مستقر ومتماسك. ففي حين أن سوريا تملك علاقات مع اللاعبين الرئيسيين، من شيعة وأكراد وسنة، فإنها تبقى متخوفة من الطائفية في العراق (خصوصا محاولات الأكراد للانفصال)، ومن المرجح أنها تفضل حكومة سلطوية في بغداد يقودها رجل قوي، ولو كان شخصاً يرغب في التعاطي معها على أساس شروط متفق عليها مسبقاً، كما أن دمشق ستبحث عن عراقي قوي يستطيع ضبط العنف، ويمنع إنشاء كردستان منفصل، ويخمد الانفتاح السياسي».
وأضافت أن «سوريا تفضل مواصلة المشاركة في مبادرات دبلوماسية إقليمية، على أمل درء أي تدفق جديد للاجئين، والحصول على مساعدة أكبر في التعامل مع الموجود لديها، وضمان حكومة ثابتة ـ سلطوية مثالية ـ مؤيدة لدمشق».
وقالت يعقوبيان «فضلت سوريا في البداية «الفوضى المنظمة» التي طبعت العراق خلال الأشهر الأولى للغزو، لأنها أبقت القوات الاميركية «عالقة»، وبالتالي فإنه من غير المرجح أن تغزو سوريا. كما أن الفوضى في العراق أمنت حجة ضد الناشطين المطالبين بتغيير ديموقراطي في سوريا، إلا أن ارتفاع العنف، العام الماضي، بالإضافة إلى الخوف من تفكك العراق وحصول الأكراد على الاستقلال، دفعت سوريا للبحث عن طريقة لإعادة الاستقرار إلى العراق».
وختمت يعقوبيان تقريرها بأنه «عبر حساب كلفة الفوضى في العراق ـ تدفق اللاجئين وتزايد الطائفية ـ فإن سوريا ستقوم بكل ما بمقدورها للمساعدة في استقرار العراق. وعلى المدى القصير، قد تحسن دمشق من تعاونها الأمني والاستخباراتي مع بغداد، كما أنها ستسعى للحصول على مساعدات دولية إضافية ودعم لاحتواء أعداد اللاجئين المتزايدة. وعلى المدى الطويل، إذا استطاع العراق الخروج من الأزمة سليما، فإن سوريا تفضل بالتأكيد وجود حكومة سلطوية في بغداد».

فايز عجور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...