الهجمات على البعثات الاميركية ترسم الخط البياني للعلاقات الاسلامية الغربية

15-09-2012

الهجمات على البعثات الاميركية ترسم الخط البياني للعلاقات الاسلامية الغربية

وصل الموفد الأممي والعربي الأخضر الابراهيمي إلى دمشق في وقت يشهد فيه العالمان العربي والاسلامي، خصوصا الدول  التي عاشت عاصفة الربيع العربي، "ثورة" من نوع جديد تؤسس في مضمونها إلى رسم الخط البياني للعلاقات الاسلامية – الاميركية، بعدما وصل "الاخوان المسلمون" إلى الحكم في أكثر من دولة بدعم أميركي مباشر، وذلك في مشهد يعيد إلى الاذهان رد الفعل الأميركي على أحداث 11 ايلول 2001 التي أعلن في أعقابها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حربه على الارهاب وعلى تنظيم "القاعدة" وسائر التنظيمات المشابهة أو المتعاطفة، والتي أدرجتها حينها إدارته في خانة الارهاب الدولي المطلوب القضاء عليه.
وبدا واضحا أنّ ردّ الفعل الاسلامي على الفيلم المخزي والمسيء للاسلام، الذي بدأ من مصر التي يتربع على عرش رئاستها "إخواني" وامتدّ إلى تونس وصنعاء وليبيا حيث قتل السفير الاميركي الذي كان قد أعلن دعمه الكامل للثورة الليبية التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي، لم يأت من فراغ، بل نتيجة تراكمات ممتدة منذ أكثر من عقد من جهة، ومن ركوب واشنطن موجة الربيع العربي من دون تحديد آفاق نتائجها من جهة ثانية. 
وبواقع غير معزول عن تلك الاحداث، يعرب مصدر دبلوماسي عربي عن خشيته من تطور الاوضاع باتجاه الأسوأ، لاسيما أنّ العلاقات المستجدة بين "الاخوان" وواشنطن لا تقوم على أسس صلبة، إنما على حقيقة بدأ يدركها الاسلاميون وهي أنهم ليسوا سوى أداة لاشعال الحرب المذهبية  في المشرق العربي بعد أن استنفدت الادارة الأميركية السبل الآيلة إلى استيلاد خريطة الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس من لبنان، وبالتالي فإنّ المعادلة المعمول بها مرشحة للتغير بشكل كامل وجذري، فضلا عن أنّ الربيع العربي خرج عن سيطرة الدول الداعمة له، وبات عبئا على العرب والغرب في آن واحد.
وفي سياق متصل، أكد المصدر أنّ الادارة الأميركية باتت ملزمة باعادة حساباتها المتعلقة بالعالمين العربي والاسلامي، لا سيما بعد فشلها في تحقيق الهدف الأبرز وهو إسقاط  النظام السوري أقله حتى الان. فلو نجحت واشنطن في إسقاط الرئيس بشار الاسد، لما توقف الربيع العربي، ولما كانت ردة الفعل الاسلامية بحسب رأيه، ولما كان البحث المستميت عن تعويض خسارات الغرب في الدول الاسلامية على غرار العراق وافغانستان.
عملية خلط الاوراق التي بدأت تشهدها العلاقات الأميركية الاسلامية من شأنها أن تحرج واشنطن والدول العربية والاسلامية  المتحالفة معها على غرار تركيا والمملكة العربية السعودية والدول الخليجية إلى أقصى الحدود، لاسيما بعد أن فشلت الخارجية الاميركية في استيعاب ردود الفعل، وذلك على اعتبار أنّ تلك الحكومات وإن نجحت في تهدئة شارعها ولو على مضض فإنها لن تفلح في تهدئة النفوس إلى وقت طويل، وذلك في ظل "تنصل" الادارة الاميركية من حادثة عرض الفيلم بحجة حرية الرأي.
ويعرب المصدر ختاما عن خشيته الكاملة من أن تكون الهجمات المتنقلة على البعثات الدبلوماسية الأميركية  ليست مجرد مصادفة، بل بداية تحولات قد يشهدها الشرق الاوسط الواقف على فوهة بركان.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...