قراءتان أمريكيتان في أحداث شمال لبنان

24-05-2007

قراءتان أمريكيتان في أحداث شمال لبنان

تفاوتت قراءة مسؤولين أميركيين سابقين للمواجهات بين تنظيم «فتح الاسلام» والجيش اللبناني، وفيما حصره البعض في إطار شبكة تنظيم «القاعدة» وحذروا من «جبهة متوسطية» جديدة لها، ربطه آخرون بسعي سورية الى استعادة دورها في لبنان من خلال زعزعة استقراره وتعطيل إقرار المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكن الجميع استبعدوا انعكاسات سلبية للتطورات الأخيرة على العلاقات السورية - الأميركية في ظل «انهماك واشنطن في الملف العراقي» وسعيها وراء التعاون السوري «الاستخباري» في ملاحقة تنظيم «القاعدة».

ويشير المسؤول السابق في وزارة الدفاع (البنتاغون) ديفيد شانكر الذي يعمل حالياً باحثاً في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الى أن توقيت عملية الكمين على الجيش اللبناني مع بدء النقاش في مجلس الأمن الدولي حول موضوع المحكمة «يرجح دوراً سورياً في العملية». ويعتبر شانكر الذي تولى ادارة الملف السوري واللبناني في البنتاغون بين عامي 2003 و2006، أن تاريخ المجموعة يؤكد صلتها بالنظام السوري وأن الإفراج عن رئيسها شاكر العبسي من السجون السورية في 2005 ومن ثم ظهوره في لبنان الخريف الفائت «ليس من باب الصدفة مع الأخذ في الاعتبار سجل العبسي وكونه مطلوباً من السلطات الأردنية» ومحكوماً عليه بالإعدام لارتكابه جريمة اغتيال الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان في 2002.

ويلفت شانكر الى تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول احتمالات أن تؤدي المحكمة الدولية الى زعزعة الاستقرار اللبناني، واستغلال دمشق الورقة الأمنية لاستعادة دورها في لبنان. وفيما تستبعد مصادر ديبلوماسية في واشنطن، تقديم الإدارة الأميركية تنازلات الى سورية في الموضوع اللبناني في مقابل مساعدة سورية الأميركيين في العراق، تؤكد هذه المصادر أن واشنطن «مهتمة» بتعاون استخباري «أكبر» مع دمشق حول تنظيم «القاعدة» الذي يحمله مساعد وزيرة الخارجية لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد المسؤولية عن 90 في المئة من العمليات الانتحارية في بغداد.

من جهته، يربط مسؤول الاستخبارات الأميركية السابق مايكل شوير الأحداث التي يعيشها لبنان، بتنامي نفوذ تنظيم «القاعدة» في المنطقة جراء الحرب في العراق. ويرى شوير الذي تولى رئاسة قسم ملاحقة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) عامي 1996 و1999، أن الحرب في العراق ساعدت تنظيم القاعدة الى حــد بعيــــد في تطويع جهاديين وخصوصاً في سورية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية. واعتبر شوير أن انتشار عناصر التنظيم في شمال لبنان تسارع في السنتين الأخيرتين، وأن أحد الأسباب هي حرب تموز (يوليو) الصيف الفائت والنموذج الذي قدمه «حزب الله» في مواجهة اسرائيل.

ورصدت صحيفة «واشنطن بوست» تنامي التنظيمات المتطرفة في شمال لبنان وازدياد حركة تنقل هؤلاء بين العراق ولبنان. وينوه شوير بالدور السوري في مساعدة واشنطن في جمع معلومات ثمينة عن «القاعدة» قبل الحرب في العراق وأن دمشق قدمت الى «سي آي أي» كمية مفيدة من المعلومات حول خلايا لـ «القاعدة» في ألمانيا وساعدتها في الوصول الى رؤوس كبيرة في التنظيم. وانقطع هذا التعاون في 2005 بعد التدهور في العلاقات بين البلدين واتهام واشنطن دمشق بالسماح بتسلل مقاتلين من «القاعدة» الى العراق.

 

جويس كرم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...