قوات أميركية تشارك في معارك زنجبار

22-07-2011

قوات أميركية تشارك في معارك زنجبار

أقرّت صنعاء للمرة الاولى امس بمشاركة لوجستية اميركية في دعم القوات اليمنية التي تقاتل تنظيم «القاعدة» في جنوب البلاد، فيما قالت مصادر امنية إن قوات الامن قتلت اثنين من زعماء التنظيم خلال هجوم دامٍ في محافظة ابين المضطربة ضمن جهودها لاستعادة مناطق استولى عليها متشددون اسلاميون.
وتأتي التطورات الجنوبية في وقت ذكرت صحيفة «فرانكفورتر الغماين تسايتونغ» ان برلين حاولت اقناع الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعالج في السعودية، بالتنحي عن الحكم، إثر لقاءات اقامها دبلوماسي الماني بين الرياض وصنعاء في الآونة الاخيرة.
وقال نائب وزير الإعلام عبده الجندي في مؤتمر صحافي في صنعاء رداً على سؤال حول الدور الاميركي في زنجبار، عاصمة ابين، ان الاميركيين «ساعدوا قوات الجيش بادخال المؤن الغذائية اليهم عندما كانت عناصر القاعدة تحاصرهم» في المدينة. واشار الى ان «القوات الاميركية تساعد اليمن مادياً في محاربة القاعدة». وكان مقاتلو «القاعدة» يحاصرون اللواء «25 ميكانيكي» في زنجبار منذ ان تمكنوا من السيطرة على المدينة في 29 ايار الماضي. الا ان اللواء تمكن من فك الحصار عن نفسه.
من جانبها، اكدت مصادر محلية ان سفناً وزوارق يبدو انها اميركية تنتشر قبالة زنجبار وتقترب منها. وأكد مصدر محلي ان «هناك قتالاً يدور خلال الليل داخل زنجبار»، مشـيراً الى ان ذلك «يعزز لدى السكان فرضية مشاركة قوات اميركية خاصة في العمليات داخل المدينة لأنها تملك أدوات للرؤية الليلية».
وقتل عشرة جنود في معارك عنيفة امس الاول على مشارف زنجبار واصيب 33 آخرون بجروح، بحسب مصادر عسكرية، «وتمكّن الجيش اليمني اثر هذه المواجهات من التقدم باتجاه المدينة».
وقال موقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر» إن قواتها قتلت عائض الشبواني وعواد محمد الشبواني، وذلك بعدما قالت صنعاء في السابق إنها قتلت عائض الشبواني في غارة جوية في كانون الثاني العام 2010 وعواد الشبواني في العام 2009، قبل ان ينفي التنظيم الخبرين في ذلك الوقت.
لكن جماعات معارضة ومحللين امنيين يشككون في مزاعم الحكومة ويقولون انها تريد ان تظهر أن لها اليد العليا في الصراع في ابين. كما لم يؤكد التنظيم بعد مقتل اي من زعمائه، لكنه في العادة يستغرق اسابيع لإصدار اعلانات عبر الانترنت. واعترف مسؤول حكومي بأن المتشككين لديهم سببهم «نظراً لنقص الدقة في بعض المعلومات السابقة المقدمة لكن وسائل اعلامنا اعلنت النبأ مع تلقينا له من المنطقة».
من جهته، قال علي دهمس، معارض من ابين فرّ من المنطقة في الاسابيع القليلة الماضية، انه يعتقد بأن الحكومة تخفي مدى قوة المتشددين هناك، مضيفاً ان هذه الاعلانات مجرد مهدئات وهي مجرد محاولة لاسترضاء الولايات المتحدة، لكن كل ما سيحدث ان المعركة ستنتقل الى مدينة اخرى.
وقال المحلل اليمني المتخصص في شؤون «القاعدة» سعيد عبيد «ما أجده مثيراً للشك هو ان مقتل عائض وعواد الشبواني قيل انه حدث في ضربة جوية وان الاعلان جاء فور الغارة. ان الحكومة تبحث الآن عن انتصارات حتى لو كانت اكاذيب».
ويقول بعض المحللين ان الحكومة ربما قتلت كثيراً من المتشددين في أحدث هجوم لها، لكن من المستبعد ان يكون كل هؤلاء من اعضاء «القاعدة». وربما يكون هؤلاء اعضاء في جماعات متشددة اخرى او جماعات قبلية اصبحت جزءاً من المعركة.
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «فرانكفورتر الغماين تسايتونغ» ان برلين حاولت اقناع الرئيس اليمني، بالتنحي عن الحكم. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية ان «دبلوماسياً رفيع المستوى اجرى لحساب وزير الخارجية غيدو فسترفيله لقاءات سياسية في السعودية واليمن»، من دون تحديد مضمون المحادثات. وافادت الصحيفة ان فسترفيله اوفد الى الرياض مساعده للأوضاع المتأزمة حاملاً الرسالة الآتية لصالح: الاقتراح الذي
طرحته وساطة مجلس التعاون الخليجي هي «الطريقة الوحيدة التي تمنع تحول الوضع الى مواجهات مسلحة» في رأي برلين.
وتقول مصادر يمنية متطابقة اوردتها الصحيفة إن الرئيس لا يعارض توقيع الاتفاق الانتقالي، لكن عائلته تمنعه عن ذلك.
من جهته، اوضح مصدر دبلوماسي الماني ان برلين «قلقة للغاية من الوضع السياسي في اليمن حيث المراوحة السياسية تعرض البلاد الى أخطار كبيرة جداً». واضاف ان فسترفيله «يدعم بقوة مبادرة مجلس التعاون التي تدل على الطريق الواجب سلوكه نحو انتقال سلمي ومنظم للسلطة».
وتقضي وساطة مجلس التعاون الخليجي التي أعدت بمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بتشكيل المعارضة حكومة مصالحة واستقالة صالح خلال شهر في مقابل تمتعه بحصانة مع المقربين منه ثم إجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً.
الى ذلك، اكد نائب وزير الاعلام ان التحقيق في التفجير الذي استهدف صالح مطلع حزيران الماضي في مسجد قصر الرئاسة أثبت ضلوع طرف من اطراف الازمة السياسية في البلاد من دون ان يسمّي هذا الطرف. واضاف الجندي ان «هناك بعض الاشخاص الذين تم اعتقالهم ولا زالت عملية التحقيق جارية وسيتم الحديث عن نتائج التحقيق لاحقاً».
وكان صالح اتهم بعيد إصابته آل الاحمر الذين كانوا يخوضون حينها معارك ضارية مع القوات الموالية للنظام، باستهدافه، الا ان مسؤولين يمنيين ألمحوا الى تورط «القاعدة».
من جهة أخرى، قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات بين القوات الموالية لصالح وبين معارضيه الذين يتزايد شعورهم بالإحباط لفشلهم في الاطاحة به. ففي تعز، قالت مصادر المعارضة إن الموالين لصالح اطلقوا النار على المحتجين فقتلوا واحداً عندما حاولوا مغادرة ميدان يخيمون فيه منذ ما يقرب من ستة اشهر داعين الى وضع نهاية لحكم صالح المستمر منذ ثلاثة عقود. ومع استمرار الازمة، وقعت اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري بقيادة نجل صالح، احمد، وبين قبليين مسلحين مؤيدين للمعارضة يقولون انهم يدافعون عن المحتجين. وادى القتال امس الى مقتل شخصين في ارحب التي شهدت على مدى الايام الثلاثة الاخيرة قصفاً ومعارك.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...