كلينتون تطلب رسميا من السعوديين السعي لإعلان الجهاد المقدس ضد الرئيس بشار الأسد

02-03-2012

كلينتون تطلب رسميا من السعوديين السعي لإعلان الجهاد المقدس ضد الرئيس بشار الأسد

" مطلوب إسقاط بشار الأسد ونظامه ويجب فعل ذللك بأي وسيلة وبأي طريقة حتى لو إضطرت الخارجية إعلان الجهاد المقدس ضده"  !
بهذه الكلمات وصف مصدر أميركي مطلع  حقيقة السياسة الأميركية تجاه الملف السوري ، المصدر الوثيق الصلة بكواليس السياسات  الخارجية الأميركية يرى " أننا متجهون إلى تحول كبير  في الشرق الأوسط على المدى المتوسط "
 والسبب ؟ 
" لأن السعوديين تلقوا ضوءا أخضرا أميركيا لتحويل الثورات العربية إلى فرصة لمد النفوذ السعودي عبر التطرف الوهابي في أرجاء بلاد الربيع العربي "
ويضيف :
الإدارة الأميركية ترى أن خروج الجيش الأميركي من العراق وضع ذاك البلد في وضعية مساندة للحلف  الإيراني السوري المواجه للسياسة الأميركية والخطر جدا على حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بدءا من دول مجلس التعاون الخليجي وإنتهاء بإسرائيل التي رأت في الإنسحاب الأميركي خطرا لا يمكن درئه إلا بإدخال الأميركيين مجددا في حرب ضد إيران ، وذاك يمكن إفتعاله من خلال ضرب المنشآت النووية الإيرانية بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، وحينها سترد إيران على إسرئيل وعلى القواعد الأميركية في الخليج فتنجر القوات الأميركية إلى حرب مدمرة ضد إيران .
لتلافي هذا السيناريو أملت الولايات المتحدة بأن تؤدي الحركات الشعبية السورية دورها في إسقاط نظام بشار الأسد مما كان سيؤدي إلى طمأنة الإسرائيليين لأن قطع شريان الإتصال السوري الموصل بين العراق – إيران والحدود الإسرائيلية سيطمأن الإسرائيليين، ومع فشل إسقاط الأسد بالطرق الشعبية  بحث الأميركيون وحلفائهم في كل الطرق التي يمكن لها أن تؤدي الغرب من العقوبات الإقتصادية إلى العمل العسكري التركي – الأطلسي ، ماليا أفشل الروس والصينيون والإيرانيون والعراقيون العقوبات الإقتصادية وعسكريا منع الروس أي إمكانية لخوض حرب أطلسية ضد سورية ليس فقط من خلال الفيتو في مجلس الأمن وما له من دلالات روسية تعلن أن الدب الروسي يرغب في خوض معركة مع اميركا ديبلوماسيا وسياسيا ، ولكن إرسال السفن الروسية إلى الشواطيء السورية والإعلانات المتكررة عن الأوضاع في سورية من طرف وزارة الدفاع الروسية ومن طرف هيئة الأركان في الجيش الروسي جعلت الأميركيين والأتراك خاصة  يتهيبون الأمر المخطط له لناحية دفع الأتراك  إلى إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية ، وبالتالي لم يعد أمام الأميركيين من حل لضمان  عدم نفاذ بشار الأسد من الفخ المنصوب له سوى العامل المسلح الداخلي والعامل  الديني الخارجي – الإسلامي تحديدا ، وهنا أتىذ الديني السعودي في العالم الإسلامي .
 
فيلتمان إقترح وهيلاري كلينتون طلبت من السعوديين رسميا إعلان الجهاد المقدس :
 
يبدي المصدر خشية كبيرة على المصالح الأميركية من خطر إنفلات النفوذ السعودي من عقاله ، فالسعوديون يحلمون بتوسيع نفوذهم بعد أن إستوعبوا الضربات التي وجهت لهم في العراق وفي لبنان وفي مصر وتونس وفي البحرين وفي اليمن  (مع سقوط حليفيهما وثورة شعبي البحرين واليمن على حليفين آخرين للسعودية )   .
السعوديون يحلمون بفرصة تشبه الفرصة التي منحها لهم الغزو السوفياتي لأفغانستان فحصلت المملكة على ضوء أخضر أميركي لنشر المذهب الوهابي في كل المواقع التي للأميركيين نفوذ فيها بما يتضمن الافا من المراكز الإسلامية على الأراضي الأميركية ، ويضيف المصدر :
لم يكن في العالم العربي أي نفوذ فعلي للتيارات الوهابية ولكن حرب أفغانستان جعلت من الوهابيين قادة للجهاد ضد الروس فحصلنا على حركة طالبان وعلى القاعدة وأدت الإدارة السعودية السيئة لملف المتطرفين إلى خروج هؤلاء عن السيطرة الأميركية – السعودية وبدلا عن قتال أعداء البلدين فقط إلتف علينا المتطرفون وقاتلونا في العراق وقاتلوا السعوديين في عقر دار المملكة .
الخطأ الأميركي يتكرر – يتابع المصدر :
بناء لدراسة وضعها فريق عمل مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وهو المسؤول الأول عن الملف السوري في الإدارة الأميركية وجهت الوزير هيلاري كيلنتون طلبا رسميا  من السعوديين لإستخدام علاقاتهم بالهيئات الدينية الإسلامية لإعلان الجهاد المقدس على الرئيس السوري لأن بدون هذا الأمر فالثورة السورية ستنتهي مع إنهزام  الجيش السوري  الحر في أكثر من مدينة سورية .
  ويضيف المصدر :  فليتمان نفسه حمل  إلى السعوديين خطة عمل وضع فريقه الخبير بالشؤون العربية والسورية تحديدا ، وإلتقى لأجل ذلك بنائب الملك الأمير نايف بن عبد العزيز  (ولي العهد المقرب جدا من الوهابيين والمؤمن بثقافتهم على الأقل لفائدتها المصلحية على النظام السعودي) .

مبررات جيفري للإستعانة بالسعوديين 
 يقول المصدر أن جيفري فيلتمان أقنع كلينتون بأن السعوديين فقط هم المؤهلين لتأليب العالم العربي والإسلامي السني على نظام الأسد ، لأن للسعوديين خبرة كبيرة  في إستغلال العامل الديني لتأليب الرأي العام السني ضد أعداء السعوديين وأعداء الولايات المتحدة الأميركية ، فلولا الفتاوى التي أمن السعوديين من يصدرها في طول العالم الإسلامي وعرضه لما إستطاع الرئيس ياسر عرفات مصالحة إسرائيل وعقد إتفاقية أوسلو ، ولولا الفتاوى التي قدم السعوديين كل ما يلزم للحصول عليها من كبار رجال الدين السنة في العالم العربي لما إستطاع حسني مبارك وعبد الله بن الحسين والسعوديون أنفسهم تأمين موطيء قدم للقوات الأميركية التي حررت العراق من حكم الديكتاتور صدام حسين . ولولا الفتاوى التي عمل السعوديون على إستصدارها ضد حركة حماس وضد  حسن نصرالله لتحولت حماس إلى قائدة للعالم العربي ولما إستطاع حسني مبارك المشاركة في حصار نفوذ الحركة في قطاع غزة ولكان الأخير تحول  إلى أيقونة إسلامية يخضع لنفوذها مليار مسلم في العالم .

 محمد أحمد سعيد

المصدر: عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...