كلينتون توفد مبعوثين أميركيين إلى دمشق لمحادثات «تمهيدية»

04-03-2009

كلينتون توفد مبعوثين أميركيين إلى دمشق لمحادثات «تمهيدية»

بدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في زيارتها الاولى الى اسرائيل منذ توليها منصبها، شديدة التماثل مع موقف اسرائيل سواء في ما يتعلق بالفلسطينيين الذين لم تجف دماء المذبحة التي ارتكبت بحقهم في غزة منذ اسابيع، وتصادر اراضيهم بيريز يحتفي بكلينتون بعد اجتماعهما في القدس المحتلة أمسفي الضفة الغربية، او ازاء الموقف من ايران، حتى وهي تشير الى الاتصالات التي تجري مع طهران.
وحرصت الوزيرة الاميركية التي زارت نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة ودعت الرب ليبارك اسرائيل،ومستقبلها والتقت بكل القيادات الاسرائيلية على تأكيد التزام واشنطن بـ»أمن إسرائيل»، وذلك بعدما منحتها ما يشبه الضوء الأخضر لمواصلة اعتداءاتها على الفلسطينيين في غزة، بحجة أنّ أي دولة لا يمكنها القبول بأن تكون عرضة لإطلاق الصواريخ، فيما لم يخرج التزامها بتحقيق السلام عن نطاق التأكيد على «حل الدولتين»، الذي تجنبت طرحه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو.
من جهة ثانية، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستوفد سريعا إلى سوريا مبعوثين، أحدهما ممثل عن وزارة الخارجية، وآخر عن البيت الأبيض لبحث المسائل الثنائية، لافتة إلى أنّ «هذه المحادثات التمهيدية جهد يستحق العناء». وأضافت «هناك عدد من القضايا بين سوريا والولايات المتحدة، إضافة إلى عدد من نقاط القلق الإقليمية التي تثيرها سوريا». وتابعت «لا يمكننا التكهن بما سيكون عليه مستقبل العلاقات مع سوريا. نحن لا نجري محادثات لمجرد إجراء محادثات، بل يجب أن يكون لها هدف، ويجب أن تكون من ورائها فائدة للولايات المتحدة». وأشارت الى أنّ اطلاق المفاوضات مع دمشق مرتبط بحصيلة المشاورات التي ستجريها واشنطن بـ»الدول الصديقة».
وقال مسؤول أميركي بارز إن مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، 
ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو، اللذين يرافقان كلينتون في جولتها، سيتوجهان إلى دمشق مباشرة بعد انتهاء زيارة الوزيرة الأميركية إلى الأراضي الفلسطينية اليوم، فيما أشارت مصادر أميركية لوكالة «آكي» الإيطالية الى أنّ الوفد الأميركي إلى دمشق سيضم المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.
وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني التي التقتها على غداء عمل في القدس، إنه «في نهاية المطاف لا بد من العمل على الحل القائم على دولتين». وأضافت أنّ «الخطوة الأولى اعتبارا من الآن، ومن دون انتظار حكومة (إسرائيلية) جديدة، هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة، معتبرة أنّ «ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أوقفت حماس إطلاق الصواريخ» على جنوبي إسرائيل.
إلى ذلك، أكدت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها، معلقة على موضوع خطة الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا بالقول «جميعنا لدينا مصلحة بمنع تهديد صاروخي إيراني وقد أوضحنا ذلك للروس في الماضي وما زلنا نؤمن بأن علينا تنفيذ خطوات من أجل حماية حلفائنا وأصدقائنا من تهديد الصواريخ الإيرانية».
وشددت الوزيرة الأميركية على أنّ واشنطن قلقة من سعي إيران لحيازة سلاح نووي وتمويلها حركة حماس وحزب الله. وأضافت «سوف نفعل كل شيء من أجل منع إيران من التسلّح بسلاح نووي، وهذا هدف تكتيكي لكل خطوة نقوم بها، والاتصالات التي نجريها مع إيران لا تغيّر هدفنا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي ودعم المنظمات الإرهابية».
وأشارت كلينتون إلى أن واشنطن «مستعدة  للدخول في دبلوماسية نشطة مع كافة الأطراف من اجل السعي للتوصل إلى تسوية شاملة  تؤدي إلى إحلال السلام والأمن في إسرائيل وجاراتها العربية». وأضافت من وجهة نظر إدارة أوباما فإن الوقت له أهمية قصوى... ونحن نعترف بأن الطريق أمامنا صعب، لكن ليس هناك وقت نضيعه».
وكانت كلينتون قالت، بعد لقائها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، إنه «من المهم أن تؤكد الولايات المتحدة دوما دعمها الثابت والدائم لدولة إسرائيل، والتزامها المتواصل بأمن إسرائيل». وأضافت «يجب أن تتوقف الهجمات الصاروخية المستمرة ضد إسرائيل. لا شك في انه لا يمكن لأي دولة، بما في ذلك إسرائيل، البقاء مكتوفة الأيدي حين يتعرض شعبها لإطلاق صواريخ».
من جهته، قال بيريز إنّ إسرائيل راغبة في استئناف مفاوضات السلام «فورا». وأضاف «لا اعتقد أن أحدا في إسرائيل، سواء من اليمين أو اليسار، يريد التحكم بحياة الفلسطينيين»، مستعرضاً أمام كلينتون المخاوف الإسرائيلية بشأن احتمال حيازة إيران للسلاح النووي، معتبراً أنّ «هذا البلد لا يطرح مشكلة على إسرائيل فحسب بل على العالم بأسره».
وحول طبيعة العلاقات بين إدارة الرئيس باراك أوباما والحكومة اليمينية المقبلة في إسرائيل برئاسة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو قالت كلينتون «سنعمل مع حكومة إسرائيل التي تمثل الإرادة الديموقراطية لشعب إسرائيل».
من جهته، قال نتنياهو إنّ اجتماعه بكلينتون كان «وديا للغاية». وأضاف «تحدثنا مطولا عن المشكلات في منطقتنا... عن إيران وعن إيجاد طريق نحو السلام مع الفلسطينيين، والحاجة لضمان أن تنعم منطقتنا بالأمن والسلام والرخاء. وقد وافقنا على التعاون بشكل وثيق لتحقيق هذه الأهداف. كما اتفقنا على اللقاء مجددا بعد تشكيل الحكومة لمتابعة هذه الأهداف العامة»، فيما قالت المتحدثة باسم نتنياهو دينا ليبستر إن مسألة «حل الدولتين» لم تطرح في الاجتماع.
أمّا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فدعا خلال لقائه الوزيرة الأميركية، إلى تشديد العقوبات على إيران وذلك في موازاة الحوار الذي تعتزم الإدارة الأميركية إجراءه معها، مجدداً التأكيد على أنّ «إسرائيل لا ترفع أي خيار عن الطاولة، لأن لا شك لدينا في أن الإيرانيين يستغلون المحادثات معهم من أجل كسب الوقت».
وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت أن المسؤولين الإسرائيليين أعدوا وثيقة تعرض تحفظاتهم على الحوار الذي تعتزم الولايات المتحدة إقامته مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأوصت الوثيقة الحكومة الإسرائيلية باعتماد «موقف ايجابي حيال الحوار بين واشنطن وطهران» مع الإشارة إلى المخاطر الكامنة في مثل هذا الحوار.
ووصفت حركة حماس تصريحات كلينتون بأنها «قمة في الانحياز  لصالح الاحتلال الإسرائيلي»، معتبرة أنها دعوة  صريحة لاستمرار العنف ضد الشعب الفلسطيني وتحريض مباشر على حركة حماس وأهلنا في  غزة وتبرير وغطاء لجرائم الاحتلال الصهيوني».

المصدر: وكالات

إقر أ أيضاً:

معلومات عن خلفيات مبعوثي البيت الأبيض والخارجية الأمريكية إلى دمشق
استراتيجية الأمن القومي الأمريكي ومصالح الإيباك هي ما يحدد السقوف التي يجيب أن يتحرك تحتها المبعوثان الأمريكيان

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...