مؤلفات كاتبة مسلمة من اصل سوري تثير جدلاً في امريكا

13-05-2007

مؤلفات كاتبة مسلمة من اصل سوري تثير جدلاً في امريكا

ترسم الكاتبة الأميركية من أصل عربي مهجة كهف بورتريهات عن الخط الفاصل ما بين النساء المسلمات ونظيراتهن الغربيات. في قصيدة كان العنوان كاشفا للاختلاف: «جدتي تغسل قدميها في مغسلة داخل الحمام». أحيانا لا تحتاج سوى سطور قليلة لوصف الحال. ففي قصيدة «مشهد حجاب 2» تقول «أنتم أيها الناس لديكم فقط ملابس متشددة كهذه، قالت ذلك وهي تعرج بحذاء ذي كعب ارتفاعه ثلاث بوصات».
أحيانا يكون ذلك في كل الكتاب مثلما هو الحال مع روايتها التي نشرت السنة الماضية التي تحمل عنوان: «الفتاة بحجاب من طنجة»، وتدور في انديانا حيث قضت جزءا كبيرا من طفولتها هناك. وحولت الرواية مهجة كهف إلى نجم ما بين النساء الأميركيات المسلمات، خصوصا الشابات منهن واللواتي يجاهدن للتوفيق ما بين دينهن، والبلد الذي هو في الغالب معاد لهن.
وقالت دينا إبراهيم، 31 سنة، الأستاذة في حقل الإعلام: «كمسلم تعيش في الولايات المتحدة، أنت تواجه هذه الأمور في الحياة وهي معكوسة في كل صفحة من الكتاب»، بعد أن قرأت كهف في الفترة الأخيرة، في المركز الثقافي العربي هنا.
فعلى سبيل المثال عاشت دينا ابراهيم التي جاء أبواها من مصر، تجربة مخيفة حينما راحت تشرح لبائع في مخزن خاص بأدوات المنزل، رغبتها في نصب خرطوم مياه في المرافق ببيتها.
وقالت كهف، 39 سنة، الاستاذة للأدب المقارن في جامعة اركنساس، إنها مقتنعة بتزايد حجم الأدب المكتوب على يد المسلمين الأميركيين، وأنه وصل إلى نقطة قد يصبح صنفا وحده، ومن ضمن هذه الأدب كتب مثل «سيرة مالكولم أكس الشخصية»، ورواية خالد حسيني، «الراكض بالطائرة الورقية» ورواية كسبت مبيعات واسعة هي «الأصولي المتقاعس» لمحسن حميد.
وتثير الكتب مزيجا من الفخر بالذات وشعورا بالخجل في أن تكون «الآخر» مع شخصيات يعشن حالة حرب ما بين الاندماج والاحتفاظ بعادات إسلامية. وقالت كهف داخل صف مخصص للأدب في جامعة ستانفورد «الإسلام يجعلكم ذلك العرق الآخر»، مشيرة إلى أن هذه الصنف من الأدب، يجب أن يكون جذابا للأميركيين المسلمين والآخرين وأن يهدف إلى فهم أفضل للأقلية. «أنا لا أستطيع أن أكتب خارج الاثنية، لأن أبطالي لا يأكلون الخنزير ويستخدمون البخور».
ومع معرفتها أن كتاباتها يمكن أن تكون نافذة خارج دائرة المسلمين الأميركيين، فإن ذلك حدد خياراتها ككاتبة. تقول إنها في مسودة روايتها كانت بطلتها خضرة شامي في البدء مراهقة ورعة ترتدي غطاء الرأس الأسود، لكنها لاحقا تخلت عنه عند بلوغها سن الرشد. لكن كهف غيرت تصرف هذه الشخصية لاحقا.
قالت كهف: «الناس سيقرأون ذلك ويقولون: نحن انتصرنا. إنها امرأة مسلمة هاربة. الناس يظنون أن كل النساء المسلمات مستقتلات كي يسفرن».
لذا قررت لاحقا أن تبقي خضرة حجابها، على الأقل مثلما تفعل كهف حيث أنها تغطي رأسها في اللقاءات العامة، لكنها تضعه جانبا حينما تكون في المطاعم ولا تكون مهتمة به في الأيام ذات الطقس الساخن.
يتكلم الكتاب عن المخاطر التي يواجهها المسلمون في أميركا. فهي تصف بدقة الخوف الذي مس طفلة في روضة حينما اكتشفت أن اصبعا من السكاكر فيه «خنزير» أو شعور خضرة بالضيق في المدرسة حينما مزقت متنمرات غطاء رأسها بشكل متكرر، بينما تظاهر مدرسوها أنهم لم يلاحظوا ذلك.
جاءت كهف مع عائلتها إلى الولايات المتحدة من دمشق عام 1971، قبل أن تبلغ الرابعة ومثل الكثير من المهاجرين المسلمين، وجدت نفسها بين عالمين معاديين في المدرسة والبيت مع والدها اللذين لا يمتلكان أي معرفة بوضعها في المدرسة. وقالت عدة فتيات مسلمات في سان فرانسيسكو إنهن يرغبن في قراءة كتاب كهف كي يرين أنهن لم يكن الوحيدات في معاناتهن.
وقالت سوزان شاه، 21 سنة، الطالبة في جامعة كاليفورنيا إنها استخدمت قصائد كهن «رسائل الكترونية من شهرزاد» في الصف لمساعدة استاذها.
وتقول سوزان، التي لا ترتدي الحجاب انها تريد قصيدة يوبخ من خلالها الذين يحاولون خلق ميدان معركة من شعر المرأة في ظل تعامل المسلمين مع الحجاب كشيء مقدس، وتصوير الغربيين الخاطئ لخلع الحجاب كونه تحريرا للمرأة. وتقول سوزان، ان المسألة ليست حربا ولا تحرير للمرأة وإنما شعر فقط. ولا تتفادى مهجة الانحياز تماما، فقصائدها السياسية يمكن ان تبدو مؤلمة. ففي «نحن لا ننكر الهولوكوست»، تحدثت عن وجهة نظر العرب المشتركة التي تتلخص في ان الاسرائيلين لا يحاسبون على القتل، وانهم يستغلون الهولوكوست كوسيلة لصرف الانتباه عن انتهاكاتهم الواسعة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

 

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...