واشنطن: عين على سوريا وعين على ليبيا

16-04-2011

واشنطن: عين على سوريا وعين على ليبيا

الجمل: تزايدت مؤخراً اهتمامات الخبراء الأمريكيين والأوروبيين الغربيين بالتطورات الشرق أوسطية الجارية، وبفعل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية السورية، فقد انفتحت شهية هؤلاء الخبراء، وعلى وجه الخصوص المرتبطين بجماعات ومنظمات اللوبي الإسرائيلي، والذين تحركت "قرونهم" أكثر فأكثر، وضمن هذا المنظور جاءت مقاربة الحوار الذي أجراه الخبير الأمريكي برنارد غيفورتزمان مع البروفسور جوان كولي الأستاذ بكلية ميتشيل التابعة لجامعة متشغان الأمريكية: فما هي الخطوط العامة التي ركزت عليها المقاربة وإلى أي مدى عكست هذه المقاربة الإدراك السائد في الأوساط الأكاديمية والبحثية الأمريكية المعنية بالشأن الشرق أوسطي.


* النماذج الاحتجاجية السياسية الشرق أوسطية: عدوى النموذج التونسي ـ المصري
ركز الخبير جوان كولي على أن الملف الاحتجاجي التونسي الذي أطاح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي سوف يظل يشكل النموذج المرجعي الرئيسي لكل عمليات وفعاليات التغيير الجارية حالياً في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف الخبير جوان، بأن أبرز معطيات النموذج التونسي التي بدأت تنتقل عدواها إلى بقية مناطق الشرق الأوسط، تتمثل في الآتي:
• تأثير عامل القضاء على الحزب الحاكم التونسي القديم.جوان كولي
• تأثير عامل القضاء على فعاليات جهاز الشرطة السرية.
• تأثير عامل القضاء على الرقابة الإعلامية.
هذا، وأضاف الخبير جوان كولي، إلى أن انتقال عدوى النموذج التونسي إلى مصر، ما زال محفوفاً بالمخاطر، وذلك لأن المؤسسة العسكرية المصرية ما تزال تمثل الطرف الرئيسي القابض على دولاب السلطة، وفي هذا الخصوص من المتوقع أن يؤثر ذلك على الانتخابات العامة المصرية القادمة والتي قد لا تمر بسلام في ظل الوقائع والأحداث الجارية حالياً في الساحة السياسية المصرية.


* قوى التغيير الرئيسية الفاعلة في نماذج الاحتجاجات الشرق أوسطية
يقول الخبير جوان كولي، بأن المثال الأكثر أهمية، هو ما حدث في مصر، وذلك لأن مقاربة النموذج المصري أفضل بكثير من مقاربة النموذج التونسي السابق له، وتكمن أهمية مقاربة النموذج المصري في أنه ينطوي ضمن مكوناته على العديد من الملامح والعوامل المشتركة بينه وبين مناطق الشرق الأوسط الأخرى، وهو الأمر الذي يفتقر إليه النموذج التونسي، والذي يمثل حالة خاصة بتونس وربما في أحسن الأحوال بقية بلدان المغرب العربي وعلى وجه الخصوص الجزائر والمغرب والتي يملك النموذج التونسي قوة التأثير عليها.
بالنسبة لمصر، أشار الخبير جوان كولي، بأن القوى الرئيسية التي قادت عملية التغيير في مصر، تمثلت في الآتي:
• كتلة عمال الصناعات النسيجية المتمركزين في منطقة المحلة الكبرى التي تمثل المجمع الصناعي النسيجي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
• كتلة الشباب المصري الموجود في القاهرة والإسكندرية، والتي تضمنت طلاب الجامعات والمعاهد العليا، إضافة إلى الخريجين الحديثين وعلى وجه الخصوص الذين لم يجدوا فرص العمل.
• كتلة المهنيين والموظفين الموجودة في القاهرة والإسكندرية، والتي سعت بمختلف مكوناتها: الأطباء ـ المحامين ـ المعلمين ـ المهندسين ـ المحاسبين ـ الإداريين وما شابه ذلك، إلى تقديم السند والدعم لحركة الاحتجاجات المصرية.
هذا، وأضاف الخبير جوان كولي، قائلاً، بأن تحالفاً في العمق حدث بين أصحاب الياقات الزرقاء (يقصد العمال) مع أصحاب الياقات البيضاء (يقصد المهنيين والموظفين وطلاب الجامعات)، وما ساعد على تماسك هذا التحالف، تمثل في حصوله على التغذية السياسية التي قدمتها القوى السياسية المصرية المعارضة لنظام الرئيس حسني مبارك.


* تركيز الإدارة الأمريكية الحالي: على سوريا أم على ليبيا؟
تحدث الخبير جوان كولي، قائلاً بأن الإدارة الأمريكية يجب أن تركز على ثلاثة محاور احتجاجية في المنطقة، وأشار إلى هذه المحاور على النحو الآتي:
• المحور المصري: أن تعمل واشنطن وحلفاءها لجهة استغلال الأوضاع المصرية الجارية حالياً، بما يتيح لواشنطن جعل نتيجة الانتخابات العامة المصرية القادمة تكون أكثر تشابهاً وتطابقاً مع نتائج انتخابات عام 2005 م المصرية الماضية، والتي حصل فيها حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب على أغلبية المقاعد مع وجود عدد معتبر من المقاعد لجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
• المحور الليبي: أن تعمل واشنطن تحت غطاء حلف الناتو، وأن تسعى على خلفية ذلك إلى بناء تحالف يجمع حلف الناتو مع الدول العربية الحليفة لأمريكا، ولكي يتحقق ذلك، فمن الأفضل أن لا تسعى واشنطن إلى الدفع باتجاه حل سريع للأزمة الليبية، طالما أن استمرار الأزمة لفترة أطول سوف يتيح بناء الروابط وعلاقات التعاون بين حلف الناتو وحلفاء واشنطن العرب، وهو الحلف الذي يمكن أن يلعب دوراً أكبر في تشكيل منطقة الشرق الأوسط وضبطها بما يؤدي إلى إنجاح مشروعات سلام الشرق الأوسط.
• المحور السوري: حدث تطور هام في الملف السوري، تمثل في الآتي:
ـ منح الهدية السورية للأكراد، وبرغم أن هذا القرار سوف يجد قبول ورضا الأكراد، فإن عل واشنطن السعي لجعلهم لا يقبلون بهذا الأمر، وأن يتجهوا نحو التصعيد المطلبي، لجهة طلب المزيد.
ـ السماح بارتداء النقاب في الجامعات، وبرغم أن هذا القرار سوف يجد قبول واستحسان الجماعات الإسلامية السنية، فإن على واشنطن السعي لجهة جعلهم لا يقبلون بذلك، وأن يتجهوا نحو التصعيد المطلبي لجهة طلب المزيد.
هذا، وبالنسبة للاحتجاجات السياسية السورية، فقد أضاف الخبير جوان كولي قائلاً، على واشنطن ممارسة الضغوط النفسية والإعلامية أكثر فأكثر على دمشق، بما يجعل دمشق أكثر تساهلاً وضعفاً لجهة السماح بخروج المظاهرات والاحتجاجات، وفي نفس الوقت سعى الخبير جوان كولي ومعه الخبير برنارد غيفورتزمان الذي أجرى الحوار لجهة وصف الإدارة الأمريكية بأنها تصرفت بشكل "جبان" إزاء التطورات والأحداث الشرق أوسطية الساخنة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...