أسواق العيد تعج بالحركة لكن الشراء متدنٍ

05-09-2010

أسواق العيد تعج بالحركة لكن الشراء متدنٍ

لاتزال سوق الحبوب العالمية تتأرجح بين التوقعات بحدوث نقص كبير في كميات الحبوب المعروضة للبيع جراء الحرائق التي حدثت في روسيا والتي أفقدت الاتحاد الروسي حوالي ربع إنتاج الحبوب والمقدر بحدود 40 مليون طن رغم أن الحكومة الروسية سمحت مؤخراً بالعودة إلى تصدير الحبوب بشكل جزئي..

فالبعض يرى أنه يمكن تعويض النقص في كميات الحبوب بالسوق العالمية من خلال الانتاج الكبير لـ -كندا- أوستراليا –أميركا- الاتحاد الأوروبي.. لكن فيضانات باكستان التي أدت إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالحبوب وكذلك تحول عشرات ملايين السكان إلى مشردين وبحاجة للمساعدات الغذائية بسبب تدمير مصادر رزقهم ودخلهم ستشكل عامل ضغط جديداً على سوق الحبوب الدولية سينعكس في زيادة الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار وفي النتيجة زيادة أعباء الحكومات التي لاتزال تعتمد مبدأ دعم السلع الأساسية لشعوبها وفي مقدمتها رغيف الخبز وفي هذا السياق مفيد أن ننوه إلى أن كلفة كغ الخبز في سورية تقارب الثلاثين ليرة ويباع للمواطنين بتسع ليرات أي أن الدولة تتحمل خسارة /21/ ليرة في كل كغ خبزاً... ‏

وبالعودة إلى الحرائق في روسيا وفيضانات باكستان فإن الجهات الاقتصادية الدولية ترى فيها عاملاً إضافياً يعرقل الوصول إلى نهاية الأزمة الاقتصادية العالمية.. بسبب تداعياتها وتأثيراتها التي تجلت في فقدان ملايين الناس لمصدر رزقهم.. وفي ظل كل هذه الظروف أطلّ الذهب من جديد ليعلن من خلال ارتفاع أسعاره أن الوصول إلى نهاية الأزمة الاقتصادية العالمية لم يتم بعد وأن هناك مراحل عديدة لابد من أن يمر بها الاقتصاد العالمي قبل الوصول إلى مرحلة التعافي التي لن تبدأ وفقاً للمختصين الروس قبل حلول العام القادم. ‏

الترشيد ومستلزمات العيد ‏

محلياً فإن الأسواق تعج بالحركة والنشاط خاصة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان.. لكن حركة الشراء أقل من مثيلاتها في مثل هذه المناسبة.. فضعف القوة الشرائية للمستهلكين بات أمراً ملحوظاً يمكن تلمسه من خلال تدني حركة المواد والسلع وكذلك التنزيلات الكبيرة على الألبسة التي يفترض أن تنشط قبل عيد الفطر.. وبسبب ضعف الحالة المادية للمستهلكين فقد عمدت شرائح اجتماعية واسعة إلى الأخذ بمبدأ الترشيد فاستغنت عما هو أساسي والمتمثل في شراء حلويات العيد إما من خلال صنع الحلويات في المنزل أو الاستعاضة عن ذلك بالتحول إلى شراء كميات معينة من الفواكه الصيفية كبديل عن حلويات العيد.. وعدم شراء ملابس جديدة للأطفال إما من خلال اللجوء إلى شراء الألبسة المستعملة «البالة» أو عدم الشراء نهائياً وتنظيف وكي الثياب الموجودة. ‏

طبقة قادرة ‏

بالمقابل نجد أن المطاعم في رمضان كانت نسبة الملاءة فيها على وجبة الإفطار كاملة.. وهذا يؤشر إلى أن هناك طبقة قادرة حالياً ذات دخول عالية كانت نسبة تأثرها بالأزمة متدنية وهي في الوقت نفسه لم تغير في نمط حياتها، بل إنها قادرة على تلبية كل احتياجاتها من السوق ولايهمها رفع الأسعار مهما كان حججه... ‏

اللحوم ‏

بقيت أسعار اللحوم مرتفعة قبل وخلال شهر رمضان خاصة اللحوم الحمراء التي لم تمتد إليها حتى الآن معالجات وزارة الاقتصاد كما حصل في العديد من المواد.. فسعر كغ لحم الغنم البلدي في محلات القصابة بالأحياء يصل إلى /900/ ليرة وفي الأسواق الشعبية بدمشق يباع بين /600-700/ ليرة كما قفزت أسعار لحوم البقر لتقارب عتبة الـ /500/ ليرة فسعر الكغ يتراوح بين /400-480/ ليرة. ‏

أما الفروج فله قصة أخرى.. فوزارة الاقتصاد سعرت الكغ بـ 120 ليرة.. لكن السعر المتداول في الأسواق هو 140 ليرة. وأسباب تخطي وتجاوز السعر الرسمي المحدد كما يقول المربون: إن أفواج الفروج تعرضت إلى أمراض عديدة إضافة إلى النفوق الكبير الذي حدث بفعل موجة الحر الأخيرة. وكذلك ارتفاع الكلف فسعر الصوص المعد للتربية بين 25-30 ليرة، أي أن المربي مضطر لدفع /30/ ليرة قبل أن يبدأ بعملية التربية وماتستلزم من علف وكهرباء وأجور عمال ونفوق.. وفي هذه الحالة فإن كلفة تربية الفروج ارتفعت بفعل عوامل عديدة.. وهذا الأمر لم تلحظه الجهات المعنية في وزارة الاقتصاد عندما حددت سعر المبيع بـ /120/ ليرة.. كما أن محلات شي الفروج يشترون الكغ بـ /140/ ليرة ويشترون الفروج بوزن /1800/ غرام كي يصبح بعد عملية الشي حوالي /800-900/ غرام وهم في هذه الحالة مضطرون لبيعه بـ 300 إلى 325 ليرة بينما السعر الرسمي 250 ليرة ويقول هؤلاء: إنهم إذا تقيدوا بالمبيع بالسعر الرسمي فإنهم سيخسرون يومياً آلاف الليرات وسيضطرون إلى إغلاق محالهم.. لذلك فإن الجهات المعنية بالتسعير في وزارة الاقتصاد مطالبة بأن تضع وتحدد أسعاراً واقعية تكفل هامش ربح للمنتج كي يتاح العمل بها.. وإلا ما معنى وما فائدة أن نحدد سعراً ولا أحد يلتزم به.. وأيضاً هل سيشكل هذا السعر غير المعمول به حماية للمستهلك؟.. ‏

المفرقعات ‏

لم يحل العيد بعد.. لكن رغم ذلك يلاحظ الجميع أن أصوات المفرقعات المزعجة تملأ الأحياء والحارات والشوارع ليلاً.. رغم أن هناك قرارات حكومية بمنع استيرادها.. وبمنع تداولها.. ويبقى السؤال: من أين أتت المفرقعات.. وأين دور الجهات الرقابية المكلفة بمنع تداولها ومصادرتها وتقديم المتعاملين بها للقضاء؟. ‏

الأعلاف ‏

حافظت الأعلاف خلال الأسبوع الماضي على ماحققته من ارتفاعات في أسعارها بل إن بعض المواد تحرك نحو الأعلى من جديد.. والسبب كما يقول المتابعون لمسألة استيراد الأعلاف التحول إلى الاستيراد من دول أميركا بدلاً من استيرادها من أوكرانيا خاصة الذرة وذلك بسبب انتهاء موسم التسويق في أوكرانيا.. ومايعنيه ذلك من ارتفاع كبير في أجور النقل عبر المحيطات. ‏

لذلك فإن إلغاء الضريبة «الضميمة» المفروضة على الأعلاف والمحددة بألف ليرة على كل طن ذرة مستورد وألفي ليرة على كل طن شعير و/500/ ليرة على كل طن صويا من شأنه أن يريح المربين ويخفض من الكلف. ‏

موسم جديد ‏

أكد العديد من العاملين في القطاع السياحي أن نسبة الملاءة في المنشآت السياحية خلال عطلة عيد الفطر ومابعده ستكون عالية جداً فقد تم حتى الآن تثبيت حجوزات كبيرة عربية ومحلية.. ومايساعد في تنشيط الحركة السياحية أو بدء موسم سياحي جديد بعد العيد هو تأخير افتتاح المدارس إلى التاسع عشر من الشهر الحالي. ‏

الخضر والفواكه ‏

ارتفاعات كبيرة حدثت في أسعار الخضر والفواكه خلال الأسبوعين الماضيين والأسباب تعود إلى تأثيرات موجة الجفاف كما يقول البعض فكغ الخيار استقر حول الأربعين ليرة والتفاح بين 40-80 ليرة والعنب بين 30-60 ليرة أما الدراق فيباع بين 90-150 ليرة.. ‏

أخيراً صرف الدولار يوم أمس بـ 46.75 ‏

واليورو بـ60.20 وبيع غرام الذهب في السوق السورية بـ1625 . ‏

محمد الرفاعي

 المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...