الأمن اللبناني يقبض على إرهابي متورط بخطف د.سليم دعبول سنة 2012
منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، جرت حروب وويلات، وإنتعشت في موازاتها، ممارسات تشهدها معظم الدول التي تشهد هكذا حروب. عمليات خطف وقتل بخلفيات سياسية وانتقامية ومالية.
وبعد مضي ثماني سنوات على عملية خطف الدكتور سليم دعبول، نجل السوري محمد ديب دعبول مستشار الرئيس السوري بشار الاسد، شاءت الصدف أن تتكشف هوية منفذها، غداة توقيف المواطن السوري عبدو محمد البراقي بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير 2020 في بلدة عرسال شرق لبنان، بجرم الانتماء الى تنظيم “جبهة النصرة” والمشاركة في معركة عرسال ضد الجيش اللبناني، لا سيما مهاجمة حاجز المبيضة في وادي الحصن وخطف عسكريين في الجيش اللبناني.
من هو عبدو محمد البراقي؟
هو سوري الجنسية، من مواليد 1988، رقم قيده 34، ولد في بلدة جراجير ونشأ فيها وتعلّم في مدارسها لغاية الصف السادس اساسي. بعد تركه مقاعد الدراسة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، عمل في مطعم فلافل لغاية العام 2007، ثم التحق بالجيش السوري لتأدية الخدمة الالزامية وتم تسريحه في العام 2009.
يقول عبدو في إعترافاته، إنه في العام 2012، وبينما كان والده ينفذ حكما بالسجن لمدة 15 سنة بجرم الإنتماء إلى تنظيم ارهابي، قرر عبدالله البراقي (شقيق عبدو) والسوري محمد صالح خضرة خطف نجل محمد ديب دعبول مستشار الرئيس السوري، الدكتور سليم دعبول في محلة دير عطية في سوريا. نفذا العملية ثم نقلا المخطوف إلى يبرود، تمهيداً لاجراء مقايضة بينه وبين والده.
وبعد مفاوضات مضنية، تمت عملية التبادل حيث اخلي سبيل والده مقابل تسليم دعبول للجهات السورية الرسمية وحصول عبدالله البراقي على مبلغ مليون دولار أميركي تقاسمها مع السوري محمد صالح الخضرة.
بعد فترة زمنية قصيرة، قام والد عبدو الملقب “ابو الرسم” وبالتنسيق مع العقيد السوري المنشق عبدالله الرفاعي الملقب “ابو حسين” بتأليف مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة جراجير تضم حوالي 15 عنصرا من ضمنهم الموقوف عبدو، وقام العقيد الرفاعي بتأمين اسلحة حربية فردية للمجموعة التي نفذت عدة عمليات ضد الجيش السوري، وبلغ عديدها 32 عنصرا، وإضطرت في النصف الثاني من العام 2013 للإنتقال مع مجموعات أخرى إلى جرد الزمراني، ومن ثم أدخلت النسوة والاولاد الى عرسال.
وفي العام 2014، وتحديدا قبل معركة عرسال بنحو ثلاثة ايام، اجتمع قادة المجموعات المسلحة، ومن ضمنهم والده “ابو الرسم” والعقيد الرفاعي بأمير تنظيم “جبهة النصرة” في منطقة القلمون ابو مالك التلي بطلب من الاخير، الذي طلب منهم مؤازرته في معركته ضد الجيش السوري في الجراجير والقلمون.
ليل 2 آب/أغسطس 2014، وبعد ساعات قليلة على توقيف الجيش اللبناني الإرهابي عماد جمعة (أبو أحمد) قائد “لواء فجر الإسلام” الذي بايع “أبو بكر البغدادي” على رأس أكثر من مئتي مسلّح في فيديو مصوّر قبل يومٍ من توقيفه، قام مئات المسلحين بإقتحام عرسال. طلب أبو مالك التلي من والد عبدو أن يكون من ضمن تلك المجموعات، ومع وصول عبدو ومجموعته الى عرسال، اشتبكوا مع عناصر حاجز الجيش اللبناني في عقبة المبيضة (وادي الحصن) واقتحموا المركز وسرقوا محتوياته، حيث شاهد الموقوف ثلاثة عسكريين من عناصر الجيش اللبناني مكبلين في صندوق بيك آب شفروليه لون اسود عائد لتنظيم “جبهة النصرة”، بعدها توجهت الالية المذكورة الى جرود عرسال، وخلال اليوم ذاته، تعرض الموقوف الى اصابة طفيفة في رجله جراء اصابته بطلق ناري، فاستلم دراجة نارية عائدة للمجموعة وتوجه بها الى مقر مجموعته في جرد الزمراني لتلقي العلاج .
وفي اليوم التالي، عاد عبدو الى عرسال (محلة رأس السرج)، وكان في حينه، يتلقى الأوامر من أبو مالك التلي عبر جهاز لاسلكي، واستمرت الاشتباكات حتى صدور قرار من التلي بالإنسحاب إلى الجرود حيث لاقته عائلته إلى هناك. بعد معركة عرسال بعدة أيام، تم أسر عبدو مع سبعة آخرين من مجموعته على يد تنظيم “داعش”، واطلق سراحهم بعد ثلاثة أيام من المفاوضات التي جرت بين والده وبين قادة تنظيم “داعش” في القلمون.
وسّع تنظيم “داعش” سيطرته على الجرود ووضع المجموعات المسلحة هناك بين حدي البيعة أو مغادرة المنطقة، فقرر عبدو ومجموعته مبايعة “سرايا اهل الشام” بقيادة عماد دياب الملقب بـ”العمدة” وكذلك فعل والده الذي إنتقل ومجموعته الى جرد فليطا ثم إلى الرحيبة قبل أن تتفكك سريعاً معظم المجموعات. لاحقاً، قرر عبدو ترك الجرود والإنتقال مع أشقائه حسن وابراهيم وخالد الى عرسال. أوقف الجيش اللبناني كلا من خالد وحسن، فيما تمكن الوالد من الإنتقال إلى تركيا مع نجله سعيد الذي قضى في حادث سير هناك مطلع العام الحالي.
وقد أحيل الموقوف عبدو محمد البراقي مع الملف بتاريخ 11 شباط/فبراير 2020 الى النيابة العامة العسكرية.
180
إضافة تعليق جديد