«أنـا فـن»: عمليات تجميل حيّة

بادر الجراح التجميلي والرسام والمهندس الاميركي انطوني برلت، الى تنظيم معرض فريد من نوعه أثار فضول الزوار في نيويورك، وخصوصا النساء منهم.
يبرز المعرض، وللمرة الاولى، صور أشخاص قبل جراحة التجميل وخلالها وبعدها. ويقول برلت «يمكنني ان أعلمكم تقنية شد الوجه، أين تقصون الجلد وأين تخيطونه».
في معرض am art، أو «انا فن»، في جنوب منطقة منهاتن، يمكن للزوار أن يشاهدوا مثلا شريطا مصورا لعملية تجميل الأنف، الذي اعتبره برلت، مهمة شاقة، وتكاد معها دقائق الشريط الست تمتد الى الأبد.
إضافة الى ذلك، يمكن رؤية الأنف مقلوبا كليا ليظهر باطنه، فيما تقوم يدا الجراح بقص الغضروف ونحته وتعديل شكله ليغطى من جديد بالجلد ويأخذ مكانه الطبيعي. ويرى برلت ان «إجراء جراحة تجميلية للأنف يتطلب موهبة فنية، اذ يجب فهم مقاييس الوجه والشريط المصور يسلط الضوء على عملية الابتكار».
يتمحور المعرض بشكل رئيسي حول تطور حالة مرضى خضعوا لعمليات زرع او شفط دهون او شد. كما تعرض ايضا صور لأشخاص أعطتهم الجراحة التجميلية وجها بشريا أعادهم الى الحياة من جديد، ومنها صورة لامرأة اقتلع كلب انفها ليعاد ترميمه بأنسجة من جبينها، وصور لأطفال بعد العلاج من مشكلة الشفة الارنبية او من تشوهات خلقية في الجمجمة. وهناك ايضا صور لشابة جميلة في الحادية والعشرين من عمرها اصيبت بأضرار بالغة في وجهها حين كانت في الثالثة اثر حادث سير واعيد نحت نصفه تقريبا على مر السنوات.
من جهته، انتقد الاختصاصي في طب العيون مارك ميلامد، فكرة المعرض. وقال «لا ادري ان كان بالامكان تصنيفها في خانة الفن، انها مذهلة من وجهة نظر علمية وتقنية، الا انها صور شخصية، لا أظن انها مناسبة للعرض»، مضيفا «هناك نوع من التلصص في هذه الصور». أما رائد الجراحة التجميلية هارلد جيليز، فاعتبر «ان «الجراحة التجميلية معركة متواصلة بين الجمال ووصل الاوعية الدموية».
تباينت آراء الزوار، بعضهم لا يكاد يدخل ليخرج مسرعا، والبعض الآخر يمعن النظر في كل صورة معروضة. ولكن بشكل عام، نال المعرض انطباعات ايجابية حتى الآن، حيث عبّر الزوار عن ذلك من خلال ملاحظاتهم المدوّنة، «شكرا لقد نورتم بصيرتي» و»لا ينتهي العالم حين نعاني من تشوه»، و»هذا المعرض غني ومثير للاهتمام».
واعتبر منظّم المعرض برلت، «ان التقييم الفني شعور ذاتي»، منبّها الزوار أنهم يجـــب الا يكونوا سريعي الاشمـئزاز ان أرادوا زيارة المعرض.

المصدر: أ ف ب