استجرار كميات دواء لمرضى السكري في السويداء تفوق الاحتياج الفعلي

12-08-2008

استجرار كميات دواء لمرضى السكري في السويداء تفوق الاحتياج الفعلي

من يصدق أن يصل الإهمال والتقصير الى مايتعلق بالجانب الطبي والإنساني ليطول هذه المرة ادوية مرضى السكري/ الانسولين/ والتي كانت هدفاً رئيسياً / لضعاف النفوس/ .

ليبقى السجال بشأن هذه الأدوية محتدماً بين ظالم ومظلوم ومحق ومحقوق لكن في النهاية المواطن هو الضحية. طبعاً لعل ما أثير حول هذا الموضوع لم يعد حبيس الجدران لدى الدوائر الرسمية بل تعداه ليصبح حديث الساعة والشغل الشاغل لمواطني المحافظة وهنا اسمحوا لنا ان نقول انه مهما حاول البعض التستر على الاخطاء فلابد للحقيقة ان تظهر وتنجلي . ‏

-  ‏ لعل أهم مادفعنا لكتابة هذه المادة والبحث بتفاصيلها هو ماسمعناه من لفظ وأقاويل حول كمية الادوية الخاصة بمرض السكري المستجرة وكيفية توزيعها والتي لم تسلم من ضعاف الارادة ومعدومي الضمير. ‏

إذاً ما يثير الريبة والشك هو اقدام من يعنيهم الامربمديرية صحة السويداء باستجرار كميات كبيرة من الادوية تفوق الكميات الفعلية والمستحقة لمدة عام كامل. وهذا قد يؤدي اما الى انتهاء فعاليتها لبقائها مدة طويلة في المستودع لعدم استهلاكها واما هناك تجارة ماتلوح في الافق وكله تحت اسم أدوية السكري.... مايقودنا ذلك الى سؤال بمنتهى الأهمية: ماهو القصد من وراء ذلك؟! 
 - ففي عام 2006 تم استجرار كمية كبيرة من أدوية نوع المكستارد خرطوش ما أدى الى انتهاء فعاليتها من الشهر الاخير للسنة طبعاً ماحصل عام 2006 تكرر عام 2007، اذ قامت مديرية صحة السويداء بتاريخ 17 ـ 7 ـ 2007م باستجرار كمية من الادوية وذلك بموجب العقد رقم 22 لعام 2007م وهي كمية تفوق الاحتياج الفعلي من ادوية هيمولينn /800/ علبة مع العلم أن مدة صلاحيتها فقط لشهر حزيران 2008 اي أن الصلاحية لاتتجاوز السنة. وهيمولين 30/70/ 1200 علبة والتي من المفترض ان تنتهي صلاحيتها في الشهر الثامن لعام 2008 م وهذا يعتبر لامبالاة وتقصيراً دفعت به مديرية صحة السويداء الاول من المفترض ان يتم التوقيع على العقد في الشهر الرابع من عام 2007 لكن تأخر التوقيع على العقد الى الشهر السابع فبدلاً من بقاء الدواء سنة كاملة اصبحت مدة صلاحيته تسعة اشهر والثاني طلب كميات زائدة عن الحاجة الفعلية... طبعاً هذا مادفع بأمين مستودع الادوية بمديرية صحة السويداء لمخاطبة مديرية الصحة لمخاطبة مستودعات معتوق للادوية ليصار الى تبديل كمية الانسولين هيمولين n المنتهية الفعالية في حزيران عام 2008 والبالغة 2350 خرطوشة اي مايعادل 466 علبة وذلك وفقاً للمحضر المبرم بين مديرية صحة السويداء ومستودعات معتوق للادوية حول تبديل الكمية قبل نهاية الفعالية بثلاثة أشهر وذلك بالكتاب رقم 3549 تاريخ 10 ـ 3 ـ 2008 وبعد التأخر بالرد من قبل مستودعات معتوق تبعها كتاب آخر من أمين المستودع يؤكد على تبديل الكمية وذلك تحت رقم 5695 تاريخ 20 ـ 5 ـ 2008 المتضمن تبديل 290 علبة متبقية في المستودع مايدل على أن هناك 176 علبة تم توزيعها على المراكز الرئيسية للسكري مع العلم ان عملية تبديل الادوية لم تتم إلا في الشهر السابع اي بعد مضي شهر على انتهاء فعالية الدواء وهذا تقصير آخر يسجل ضد مديرية صحة السويداء. قد ينبري احد المدافعين عن المقصرين بقوله ان الكمية بدلت... نقول نعم لكن بعد انفضاح أمرها وفوح رائحتها والغاية لاتبرر الوسيلة. ‏

وهنا نتساءل مادامت النية سليمة لماذا هذه الكميات ولماذا لم تبدل الكمية قبل ثلاثة أشهر من فقدانها فعالتيها مادام العقد ينص على ذلك. ومايدعو للشك أيضا هو قيام البرنامج الوطني للسكري بتاريخ 25/5/2008 بطلب 30 علبة من ادوية هيمولين/ خرطوش من مستودع الادوية وتم استلامها بالفعل، علماً أنه لم يبق على انتهاء فعاليتها سوى خمسة أيام ويذكر أن هذه الادوية لاتوزع لدى البرنامج الوطني بل عن طريق المراكز الرئيسية للسكري والمنتشرة على مساحة المحافظة ونستغرب ان الكميات الكبيرة المراد استجرارها لاتزال تفرض نفسها على مسرح البرنامج الوطني للسكري دون ان نلقى تبريراً مقنعاً لذلك لغاية تاريخه وهنا ليسمح لنا المعنيون في المحافظة أن نبين الكمية المراد استجرارها من قبل البرنامج الوطني لعام 2008 والحاجة الفعلية للمحافظة لمدة عام كامل. ‏

وذلك استناداً إلى الجدول المؤرخ بتاريخ 6 ـ 2 ـ 2008 والموجه من قبل البرنامج الوطني للسكري الى مديرية صحة السويداء طالباً حاجة المحافظة من الادوية خلال عام 2008 من هيمولين r فلاكون 500 فلاكونة وهيمولين n فلاكون 3500 فلاكونة ولانتوس فلاكون /1000/ فلاكونة وهيمولينr خرطوش 300 علبة وهيمولينnخرطوش 1500 علبة بينما يؤكد تقرير اللجنة المشكلة بالامر الاداري رقم/55/ لعام 2008 لتحديد الحاجة الشهرية للمحافظة من الادوية ومستلزمات البرنامج الوطني للسكري التالي حيث بينت الاحصائيات والدراسات ان حاجة المحافظة الفعلية من هيمولين rفلاكون 288 فلاكونة وهيمولينn فلاكون هي 2376 فلاكونة وهيمولين 30/70 فلاكون 1800 فلاكونة ولانتوس فلاكون 350 فلاكونة اذاً من خلال ماتقدم نستنتج ان هناك فارقاً كبيراً بين المطلوب والاحتياج الفعلي وهذا يتطلب وضع العديد من اشارات الاستفهام وألايبقى الحبل على الغارب. ‏

- يبدو أن الإهمال واللامبالاة لم يتوقفا عند أدوية مرض السكري فحسب بل تعدياه ليصلا الى العيادات السكرية في المراكز الرئيسية والتي توزع الانسولين على مساحة المحافظة، وهذا واضح للعيان وهو مايؤكده ايضاً تقرير اللجنة المشكلة بالامر الاداري المذكور اعلاه تاريخ 2004 ـ 2008، فواقع عمل العيادات السكرية غير مستقر وان التعليمات الصادرة غير واضحة وغير محددة بنظام ثابت ماجعل العمل متأرجحاً ومزاجياً. اضف الى ذلك انعدام الاهتمام الطبي خاصة من قبل الاطباء القائمين على هذه المراكز، فمن الواضح ان المتابعة لمريض السكري معدومة وليس هناك اجراء فحوص دورية شاملة لهم وعدم قيام العاملين بالمراكز بتدوين قيم التحاليل ضمن ملفات خاصة لكل مريض عند مراجعته المركز والاخطر من ذلك وذاك هو عدم حضور المريض بنفسه لاستلام مخصصاته من الادوية واعتماد من ينوب عنه دون تقرير طبي يبرر عدم الحضور مع وجود ملفات كثيرة لمرضى متوفين او منقطعين عن مراجعة العيادات السكرية منذ فترة طويلة لكن لاتزال هذه الاضابير مفتوحة وسارية المفعول. وتبين لدينا ان بعض المراكز تمارس مزاجية في العمل ولايمكن ان توزع للمريض اكثر من 90 حبة غلوستات، فمثلاً مريض بحاجة الى 120 حبة بالشهر لايعطى سوى 90 حبة عدا عن ذلك لوحظ وجود فارق كبير بين عدد المرضى المسجلين بالمراكز والمراجعين وعدد المرضى المسجلين في العيادة المركزية مع وجود ملفات لمرض عولجوا بالانسولين على اثر عمل جراحي لكن بقيت هذه الملفات مفتوحة شكلياً والاستفادة منها سارية المفعول لكن هذه المرة ليس لجهة المريض بل... للمستفيدين منها والاخطر من ذلك كله تسليم المراكز كمية من الادوية قد تصل لمدة أربعة أشهر وهذا يشكل خطراً على هذه الادوية لعدم وجود برادات كافية لحفظ هذه الكمية. ‏

- بدوره الدكتور صلاح منذر ـ مدير البرنامج الوطني للسكري قال: يتم استجرار مادة الانسولين من خلال المؤسسة العامة للتجارة الخارجية /فارمكس/ وذلك حسب تعليمات وزارة الصحة ويتم تحديد الحاجة السنوية من الانسولين بأنواعه المختلفة من قبل البرنامج الوطني للسكري يتم استجراره على دفعات من قبل مستودع الادوية بالمديرية أما ماحدث عام 2007 فبعد تحديد كمية وأنواع الانسولين من قبل البرنامج الوطني وبعد مخاطبة فارمكس لتأمين المطلوب تبين أن بعض أنواع الانسولين غير متوفرة في المؤسسة ويتم استيرادها عن طريق القطاع الخاص لذلك تقرر تأمين الانواع غير المتوفرة عن طريق العقود وتم تشكيل لجنة لوضع الشروط الفنية لهذا العقد بالامر رقم 2304 تاريخ 39 ـ 3 ـ 2007 وحسب الانظمة والقوانين تم اجراء عقد بالتراضي ما ادى الى تأخر استلام هذه المادة علماً أنه تم الاتفاق بين امين مستودع الادوية وممثل الوكيل الحصري على استرجاع أو استبدال الكميات التي لاتصرف و ذلك قبل انتهاء فعاليتها وهذا ماحدث مؤخراً حيث تم استبدال الكمية المتبقية والبالغة 266 علبة. علماً أنه مع بداية عام 2008 اصبحت كافة أنواع الانسولين وبدون استثناء توزع عن طريق مؤسسة فارمكس حصراً. ‏

طلال الكفيري

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...