اسلاميو طرابلس: الأمر لي

22-02-2013

اسلاميو طرابلس: الأمر لي

لا تشبه طرابلس أي مدينة أخرى تأوي نازحين سوريين، فهي التي تستضيف الآلاف منهم،  لبست ثوب التشدد الاسلامي وألقت أعلام الثورة السورية لترفع الرايات السوداء تأكيدا على سلوك الاحداث في سوريا مسارا جديدا بعيدا كل البعد عن المسار الذي انطلقت منه هذه الثورة.

"الجو العام جو اسلامي قابل لأن ينقلب فجأة في ظل أي ظرف سياسي أو خلل أمني لتكتل اسلامي متشدد يشبه الى حد بعيد جبهة النصرة"، هكذا تختصر مصادر طرابلسية واسعة الاطلاع المنحى العام الطرابلسي، لافتة إلى أنّ كل الشعارات التي كان يتم تردادها في التظاهرات والمسيرات خصوصًا تلك التي تخرج نهار الجمعة اختفت، حتى أن علم الثورة السورية سقط لترفرف مكانه الرايات الاسلامية.
لا تؤيد المصادر الذهاب بعيدا بالتشاؤم حول الوضع القائم في طرابلس، مشددة على أنّه ممسوك باعتبار ان القيادات الميدانية والتي يرتبط معظمها بأجهزة معروفة لا تزال قادرة على ضبط هذا التحول الذي يشهده الشارع الطرابلسي، وتضيف المصادر: "أصبح هناك في منطقة أبي سمراء تجمع معروف لعناصر من الجيش السوري الحر، هم لا يقومون بأي نشاط علني ولكن كل العناصر التي تأتي من سوريا تلجأ الى هذا التجمع".
وترد المصادر تلاشي الثورة السورية ورموزها لمصلحة التيار الاسلامي لعدم مدّ النازحين السوريين كما كان يحصل بالمساعدات اللازمة، وتضيف: "قبل أن يترأس معاذ الخطيب الائتلاف السوري كان يؤمن اللاجىء في لبنان ربطة الخبز... أمّا اليوم لا أموال من القيادات السورية المعارضة حتى للخبز، الذي باتت تؤمنه جمعيات اسلامية".
 
صالح: في طرابلس مربع أمني للجيش الحر ومكاتب لجبهة النصرة
ما لم تذكره المصادر، قاله المسؤول الاعلامي في "الحزب العربي الديمقراطي" عبد اللطيف صالح: "في طرابلس مربع أمني للجيش الحر يمنع الجيش اللبناني من دخوله كما هناك مكاتب لجبهة النصرة".
ويؤكد صالح أن في منطقة القبة وبالتحديد في الشارع الجديد مكتبا لجبهة النصرة، فيما في منطقة ابي سمراء مربع أمني للجيش الحر، ويضيف: "الاسلاميون في طرابلس يتصرفون وفق قاعدة الأمر لي... عناصر الجيش اللبناني ينامون والبندقية تحت رؤوسهم.. هم المستهدفون اليوم وليس جبل محسن".
ويذهب صالح أبعد من ذلك ليصف الوضع الحالي في عاصمة الشمال بـ"المزري جدا جدا"، مؤكدا ان الاسلاميين وبعد ما حصل في عرسال يعدّون العدّة لاستهداف مراكز الجيش اللبناني.

بكري: يستدرجون أهل السنة لفتنة مع الجيش اللبناني
بالمقابل، وفيما ينفي الداعية الاسلامي عمر بكري أي تواجد لجبهة النصرة أو الجيش الحر في مدينة طرابلس، يتحدث عن مساع كبرى يقوم بها أكثر من فريق لاستدراج ما يسمّيه بأهل السنة لفتنة مع الجيش اللبناني، لافتا الى أن من يلقي القنابل وبشكل شبه يومي على المكاتب التي توزع مساعدات للاجئين السوريين هي أذرع النظام السوري في المدينة والتي تسعى لتوجيه رسائل لارهاب اللاجئين.
ويشدّد بكري على ان لا مربع أمني في أبي سمراء لافتا الى ان الكل يعلم أين يقع المربع المماثل، مضيفا: "كل الدعم الذي تقدمه طرابلس للثوار والنازحين دعم سياسي وانساني وكم كنت أتمنى أن يكون أكثر من ذلك خاصة أن المساعدة العسكرية مطلوبة شرعا".
أما عن اليافطات التي رفعت في المدينة بتوقيع الامارة الاسلامية، فيؤكد بكري أن لا علاقة للإسلاميين بها مشيرا الى أن أجهزة أمنية معينة رفعتها في محاولة لايقاع الفتنة بين "أهل السنة" والجيش اللبناني. ويضيف: "كما وبحسب اطلاعي، يمكن ان أؤكد عدم وجود مشاريع تحضّر لاستهداف الجيش اللبناني بالرغم من تأكيدنا على ان الجيش مارس في الآونة الأخيرة أدوارا مشبوهة صبّت معظمها ضد أهل السنة".

بولا اسطيح

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...