السلطات الليبية تحذر من كارثة إنسانية في العاصمة وتدعو لوقف المعارك

أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط أن الحريق الذي اشتعل في خزانين كبيرين للوقود في طرابلس بات خارج السيطرة بسبب المعارك التي تدور على مقربة منهما داعية المجتمع الدولي الى المساعدة.
وقال محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة لوكالة الصحافة الفرنسية “إن رجال الإطفاء غادروا الموقع نهائيا والوضع بات خارج السيطرة”.
إلى ذلك أكد رجال الإطفاء الليبيون في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية فقدانهم السيطرة على الحريق الذي نشب في مستودع البريقة النفطي على طريق المطار في طرابلس نتيجة الاشتباكات الدائرة بالمنطقة منذ أسابيع وباتت مخاطر توسع الحريق بعد اشتعال النيران في خزان آخر اليوم تهدد سلامة المنطقة وحدوث “كارثة إنسانية”.
وقال رجال الإطفاء أن “النيران اشتعلت في خزان وقود ثان وإن السبب يرجع إلى إطلاق النيران بكثافة في محيط مستودع طريق المطار”.
بدوره وصف وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية المؤقتة الحبيب الأمين الوضع بأنه “خطير جدا” مناشدا الأطراف المتقاتلة وقف إطلاق النار حرصا على سلامة سكان العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك ناشدت السلطات الليبية السكان المجاورين لمستودع شركة البريقة للنفط بطريق مطار العاصمة طرابلس بضرورة إخلاء بيوتهم والخروج من المنطقة فورا من أجل سلامتهم.
وكانت النيران قد اشتعلت في الخزان الاول الذي يحتوي على 6 ملايين و600 ألف لتر من البنزين جراء سقوط صاروخ غراد أطلقه مسلحون يتقاتلون فيما بينهم منذ أسبوعين للسيطرة على المطار حيث حذرت السلطات الليبية من امتداد ألسنة اللهب إلى مختلف الخزانات التي تحتوي على نحو 90 مليون لتر من البنزين ما يهدد بكارثة حقيقية.
من جهة أخرى ونتيجة تردي الأوضاع الامنية في ليبيا فإن معظم البعثات الدبلوماسية قامت بإنهاء أو تجميد عملها حيث سحبت ألمانيا اليوم دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الليبية بينما قررت الحكومة اليابانية إغلاق سفارتها في طرابلس بصورة مؤقتة ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية في برلين “لقد قمنا بإجلاء الدبلوماسيين ولكن السفارة لم تغلق أبوابها حتى الآن حيث يعمل فيها العديد من الموظفين المحليين” دون أن تدلي الوزارة ببيانات حول عدد الدبلوماسيين الألمان الذين تم نقلهم من ليبيا أو الوجهة التي انتقلوا إليها.
من جانبها قالت الحكومة اليابانية في بيان أوردته صحيفة الوسط الليبية أن قرار إغلاق السفارة في طرابلس جاء في ضوء تصاعد حدة الصراعات في ليبيا منذ شن جماعة مسلحة هجوما على مطار طرابلس الدولي في 13 من الشهر الجاري وامتداد الصراع إلى مدينة بنغازي في شرق البلاد ما أسفر عن سقوط 150 قتيلا خلال الأسبوعين الماضيين معظمهم من المدنيين.
وتزامن إغلاق ألمانيا واليابان لسفارتيهما في طرابلس مع سحب الولايات المتحدة أعضاء سفارتها في العاصمة الليبية بصورة مؤقتة وتوجيه فرنسا ودول أوروبية أخرى نصائح إلى رعاياها في ليبيا بمغادرتها.
وتشهد ليبيا فلتانا أمنيا شديدا منذ عام 2011 ابان غزو الناتو الذي خلف وراءه تركة كبيرة من الأسلحة والميليشيات والمجموعات الإرهابية التي تفتعل الاشتباكات في كل مكان وتعيث فسادا وتدميرا ضاربة عرض الحائط استقرار الوطن وأمن المواطن.

وكالات