الغارديان: المنطقة على حافة الهاوية
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن العالم النووي، محسن فخري زاده، الذي اغتيل أمس في طهران، قد يكون أكبر عالم نووي إيراني تم اغتياله حتى اللحظة، لكنه بالتأكيد ليس الأول، حيث انضم إلى أربعة على الأقل آخرين قتلوا خلال العقد الماضي.
عمليات القتل هذه، التي تقول إيران إنها تهدف إلى تخريب طموحاتها في مجال الطاقة النووية، وجهت إيران باستمرار أصابع الاتهام إلى إسرائيل، عدوها الإقليمي اللدود، غير أن الأخيرة تنتهج سياسة عدم التعليق على مثل هذه المزاعم، وفي غضون ذلك، نفت الولايات المتحدة اتهامات إيران بالتواطؤ مع إسرائيل في هذه العمليات.
ومع ذلك، لطالما استشهدت إسرائيل بتعهدات عدوها بتدميرها، وتقول، بدون تفاصيل في كثير من الأحيان، إن لها الحق في الدفاع عن نفسها من خلال منع إيران من أن تصبح قوة نووية عسكرية، ولدى وكالة الاستخبارات الأجنبية في البلاد (الموساد) سجل في استخدام عمليات الاغتيال محددة الأهداف.
حالة التأهب في المنطقة مع دخول إدارة ترامب أسابيعها الأخيرةوبحسب الصحيفة، لا يزال توقيت مقتل فخري زاده يوم الجمعة غير واضح، بعد سنوات عديدة من موجة الاغتيالات مطلع العقد الماضي، لكن المؤكد هو أن المنطقة في حالة تأهب مع دخول إدارة ترامب أسابيعها الأخيرة.
وكان الرئيس الأمريكي متشدداً للغاية بشأن إيران، بما في ذلك الأمر بشن هجوم بطائرة بدون طيار هذا العام أسفر عن مقتل أقوى جنرالاتها (قاسم سليماني)، حيث يُنظر إلى دونالد ترامب في إسرائيل على أنه أكثر تساهلاً من جو بايدن مع طموحاتها على الصعيدين السياسي والعسكري، وهذا يفرض ضغوطا على إسرائيل للمضي قدماً في أي خطط قبل الفترة الانتقالية في يناير كانون الثاني.
وكانت إسرائيل أقرت بمتابعة عمليات سرية ضد برنامج إيران النووي لجمع معلومات استخبارية. ففي عام 2018، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن حكومته حصلت على عشرات الآلاف من الوثائق مما أسماها “المحفوظات الذرية” الإيرانية.وكان يُنظر إلى الخطاب على أنه برنامج تلفزيوني موجه خصيصاً لترامب – فقد تم بثه قبل أسبوعين فقط من الموعد المقرر لقرار الرئيس الأمريكي إذا كان سينسحب من صفقة عهد أوباما التي ألغت العقوبات الأمريكية على إيران مقابل تقليصها الأنشطة النووية.
وبشكل لا مجال للشك فيه، كان نتنياهو ضد الصفقة بشدة واتهم طهران، التي يصفها بـ”النظام الإرهابي” بتطوير أسلحة نووية.
في ذلك العرض، أشار نتنياهو إلى فخري زاده عدة مرات كمدير لمشروع الأسلحة النووية الإيرانية، وقال: “تذكروا هذا الاسم: فخري زاده”.
وحتى بدون تأكيد من فعل ذلك، فإن مقتل فخري زاده سيؤجج الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي ظهر بشكل متزايد إلى العلن.
في جارتها التي مزقتها الحرب (سوريا) نفذت إسرائيل مئات الضربات عبر الحدود ضد من تسميهم وكلاء إيران، ولكن أيضاً في السنوات الأخيرة ضد القوات الإيرانية بشكل مباشر.وكانت هناك مواجهات خطيرة بالقرب من الحدود أيضاً. ففي فبراير 2018، قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة إيرانية مسيرة (شبح) دخلت المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل، والذي قالت الأخيرة لاحقاً إنها كانت مسلحة بالمتفجرات.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، اتهمت إسرائيل إيران بإطلاق وابل من الصواريخ من الأراضي السورية على قواتها في هضبة الجولان . وكانت هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها إيران صواريخ في ضربة مباشرة على القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى تصعيد الصراع بشكل كبير.
وكالات
إضافة تعليق جديد