تداعيات خلافات باراك – أشكينازي على قيادة الجيش الإسرائيلي
الجمل: تتميز جيوش العالم القوية بوجود ثلاثة مقومات أساسية تتمثل في: توافر الوسائط التالية – فعالية المذهبية العسكرية والقتالية – وكفاءة التنظيم والتماسك الداخلي، وبرغم المزاعم القائلة أن الجيش الإسرائيلي يمثل بشكله الحالي خامس أقوى جيش في العالم فقد برزت بعض التسريبات التي تشير إلى عكس ذلك:
* ماذا تقول المعلومات؟
أشارت التسريبات الإسرائيلية إلى تزايد الخلافات بين وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، ويمكن حصر المعلومات الواردة في الآتي:
• تأخر صدور قرارات تعيين كبار الضباط الإسرائيليين والذي كان متوقعاً صدوره مؤخراً.
• سبب تأخر القرارات يعود إلى الخلافات المتزايدة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.
• موضوع الخلافات يتعلق باختيار نائب جديد لرئيس الأركان ورئيس لجهاز المخابرات العسكرية.
• ستنتهي فترة ولاية الجنرال أشكينازي في شباط 2011 ويدور الخلاف حول مدى إمكانية تجديد فترة ولايته خمسة أعوام إضافية أو عدم تجديدها طالما أن هذه السابقة لم تحدث في الماضي.
• نائب رئيس الأركان الذي سيتم اختياره سيكون هو المرشح لرئاسة الأركان في حال تقاعد الجنرال أشكينازي عام 2011.
• توجد بعض الخلافات المؤسسية بين أطراف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتتمثل هذه الخلافات في الآتي:
- من المخول له القيام بتعيين رئيس الأركان؟
- ما هو الخط الفاصل بين صلاحيات وزير الدفاع وصلاحيات رئيس الأركان؟
- ما هي كيفية تدخل رئيس مجلس الوزراء وحدود صلاحياته إزاء وزارة الدفاع وإزاء هيئة الأركان؟
وأكدت التقارير الإسرائيلية أن تصاعد خلافات الجنرال إيهود باراك مع الجنرال غابي أشكينازي وصلت إلى مرحلة الصدام إزاء سعي كلا الطرفين إلى تبني خيارات معاكسة للطرف الآخر:
• خيارات رئيس الأركان الجنرال غابي أشكينازي تتمثل في:
- منصب نائب رئيس الأركان: أعلن الجنرال أشكينازي عن تمسكه بضرورة تعيين قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية الجنرال غادي إيزينكوت نائباً له ليحل محل الجنرال دان هاريل.
- منصب رئيس جهاز المخابرات العسكرية (أمان): أعلن الجنرال أشكينازي عن اعتماده لقائمة من المرشحين الذين يتوجب الاختيار بينهم وتتضمن القائمة: الجنرال دان هاريل (نائب رئيس الأركان الحالي) – الجنرال غادي شامني (قائد القيادة الوسطى).
- المرشحون للإحالة على التقاعد: طالب الجنرال أشكينازي بضرورة إحالة كل من الجنرال يواف غالانت (قائد القيادة الجنوبية) والجنرال بيني غانتز (الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن) إلى التقاعد.
• خيارات وزير الدفاع الجنرال إيهود باراك تتمثل في:
- أن يتم تعيين الجنرال يواف غالانت (قائد القيادة الجنوبية) والجنرال بيني غانتز (الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن) ليتولى أحدهما منصب نائب رئيس الأركان والآخر رئيس جهاز المخابرات العسكرية.
- عدم التقيد بموجبات رئيس الأركان إزاء تعيين كبار ضباط المؤسسة العسكرية وبدلاً من ذلك يتوجب فتح ملف التعيينات لحوار وتفاهم أوسع تشارك فيه الأطراف الأخرى المعنية بالمؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية.
* ماذا وراء خلافات باراك – أشكينازي؟
يتركز الخلاف على الآتي:
• توقعت الأوساط العسكرية – الأمنية من قبل أن يتم تعيين الجنرال يواف غالانت قائد القيادة الجنوبية والذي أشرف مؤخراً على العملية العسكرية ضد قطاع غزة (عملية الرصاص المسكوب) في منصب نائب رئيس الأركان.
• توقعت الأوساط العسكرية – الأمنية من قبل أن يتم تعيين الجنرال بيتي غانتز الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن في منصب رئيس جهاز المخابرات العسكرية.
إضافة لذلك، لما كانت بعض التسريبات الإسرائيلية تفيد لجهة أن الجنرال غالانت والجنرال غانتز هما الأكثر ملائمة لتولي منصب نائب رئيس الأركان في العام 2011 فإن إصرار رئيس الأركان الحالي الجنرال أشكينازي على إحالة هذين الجنرالين إلى التقاعد عزز الشكوك في مدى مصداقية توصيات الجنرال أشكينازي وما ترتب على ذلك من شكوك بأنه يسعى إلى التخلص من العناصر التي تستطيع أن تحل محله عندما تنتهي فترة ولايته أما إصرار الجنرال باراك على ضرورة تعيين كل من غالانت وغانتز ترتبت عليه بعض الشكوك التي تفيد لجهة إلى أن الجنرال باراك يسعى إلى تعزيز موقفه داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خاصة وأن هذين الجنرالين قد عرف عنهما الارتباط بالجنرال باراك وحزب العمل الإسرائيلي.
من المتوقع أن تلقي تداعيات خلافات باراك – أشكينازي بتأثيراتها على مجلس الوزراء الأمني المصغر على قيادة الجيش الإسرائيلي إضافة إلى العلاقة بين وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي ولجنة الكنيست الإسرائيلي المعنية بشؤون الأمن والدفاع.
حتى الآن لم يتدخل رئيس الوزراء نتينياهو لحل الخلافات ومن الواضح أن تدخله سيترتب عليه بعض التداعيات وذلك بسبب الموقف الحرج الذي سيواجهه:
• خيار الوقوف إلى جانب باراك سيترتب عليه عدم إرضاء الأطراف الإسرائيلية المتشددة التي تسعى لتمكين العناصر الليكودية داخل المؤسسة العسكرية.
• خيار الوقوف إلى جانب أشكينازي سيترتب عليه غضب الجنرال باراك وحزب العمل الإسرائيلي بما يمكن أن يترتب عليه توتير العلاقات داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.
وبرغم أن خلافات أشكينازي – باراك سيتم حلها لكنها بالمقابل خلافات تعكس مدى تأثير الخسارة في حرب جنوب لبنان وحرب غزة على تماسك المؤسسة العسكرية – الإسرائيلية إضافة إلى أنه يعكس أيضاً مدى عمق صراع الليكود – العمل للسيطرة على المؤسسة العسكرية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد