حماة: 12 شهيداً بينهم عقيد بكمين مسلح
شهدت محافظة حماة أمس يوماً دامياً استشهد فيه 12 من رجال الجيش وقوات الأمن بينهم عقيد، وذلك في خطوة تصعيدية دموية ترافقت مع إضراب عام في المدينة شلها تماماً، من المتوقع أن يستمر الخميس لليوم الثاني على التوالي، استجابة لدعوة ما يسمى «المجلس الوطني السوري».
ولإنجاح الإضراب لجأ منفذوه إلى تفجير عبوات ناسفة في مختلف أحياء حماة، مع إطلاق رشقات من العيارات النارية، بهدف ترويع المواطنين ومنعهم من الخروج من منازلهم إلى أعمالهم، وتلاميذ وطلاب المدارس من التوجه إلى مدارسهم، وإرعاب الموظفين العاملين في دوائر المدينـة من أبناء مناطق المحافظة، الذين كانوا يعودون إلى مناطقهم بعد وصولهم إلى مشارف حماة ومداخلها.
في الغضون تمكنت الجهات المعنية من تفكيك عدد من العبوات الناسفة المعدة للتفجير عن بعد.
وصرح مصدر مسؤول في محافظة حماة أن حافلة مدنية صغيرة (سرفيس) تقل أربعة عشر عسكرياً، إلى دوامهم في إحدى الثكنات، تعرضت لهجوم مسلح بين قريتي تمك ونوى شمالي مدينة سلمية بـ25 كم تقريباً، حيث اختار المسلحون موقعاً بين أشجار الزيتون وتمترسوا وراء أكوام من الحجارة، وعند الساعة 6.30 من صباح أمس الأربعاء وأثناء مرور الحافلة، فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة عليها، ما أدى لاستشهاد ضابط وتسعة صف ضباط، هم العقيد فارس حرفوش، والمساعد أول واصل واصل، والمساعد أول وائل غصن، والرقباء حسن ونوس، وأحمد إبراهيم، وتمام سليمان ورامز قطعان، وحسن إسماعيل، والمدني سائق الحافلة بسام عبود، وجميعهم من بلدة صبورة، والمساعد موسى شاهين من قرية القبيبات.
وأوضح الطبيب الشرعي رامي رزوق الذي قام بالكشف على جثث الشهداء أن الوفاة جاءت نتيجة إطلاق النار على الشهداء من مسافة قريبة بقصد القتل والإجهاز على الجرحى، وقال: «إن أسباب استشهاد معظم الشهداء نتجت عن إصابات مباشرة بالرأس، من أسلحة حربية متطورة وبنادق صيد (بومبكشن)، وكانت الإصابات من مسافات بعيدة ومنها ما هو من مسافة قريبة جداً ومن الأعلى، ما يدل على أنها عملية إجهاز على الجرحى من قبل المسلحين».
من جانبه روى الجريح زاهر إبراهيم مجريات العملية، وقال لـ«الوطن»: رأيت ثلاثة مسلحين بجانب سيارة كيا ريو، كانت متوقفة وسط البستان الذي أطلقت منه النيران خلف الصخور، وعاد أحدهم إلى الحافلة بعد تنفيذ الاعتداء، ورش الحافلة بوابل من الرصاص ليتأكد من موت جميع من في الحافلة، وعاد مسرعاً ليهربوا جميعاً باتجاه مدينة السلمية.
كما أكد الجريح فواز البرق أنه كان يركب في سيارة مبيت الإسكان، بجانب السائق، ورأى ثلاثة من المسلحين الإرهابيين الملثمين، يطلقون النار باتجاه الحافلة، ثم أطلقوا النار باتجاه سيارتهم، وأصيب بطلقة في رجله اخترقت مقدمة السيارة التي كان راكباً فيها.
وأكد الجريح محمد ونوس، أنه سمع أحد الإرهابيين ينادي مجموعته بلهجة بدوية قائلاً (اهربوا لأن أهل القرية التموا علينا) وينادي أحدهم انتبه على يسارك يا حسن.
وتم تشييع الشهداء من مشفى سلمية الوطني بحضور رسمي وشعبي كبير إلى مثاويهم الأخيرة في بلدة صبورة وقرية القبيبات بالمراسم المعتادة، وعبر ذوو الشهداء عن فخرهم واعتزازهم باستشهاد أبنائهم وأقربائهم، واستعدادهم للتضحية في سبيل الوطن، والدفاع عنه بأغلى ما يملكون مستنكرين أعمال الإرهاب والقتل، التي تقوم بها العصابات المأجورة التي تعمل لمصلحة الاستعمار بأجور زهيدة تعبر عن انعدام انتمائهم لهذا الوطن الغالي.
كما استشهد عنصران من القوات المختصة، وجرح 10 آخرون في كمين مسلح نصبته مجموعة إرهابية مسلحة لسيارة جيب تابعة لفرع الإنشاءات العسكرية بحماة.
وذكر مصدر مسؤول أن «المجموعة المسلحة استهدفت عند الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم (أمس) في قرية خنيزير بمنطقة محردة، على الطريق الرئيسي، سيارة الجيب التي كانت تقل عسكريين متجهين إلى مقر عملهم قادمين من منطقة سلحب، وفتحت نيران أسلحتها البومبكشن والروسية الرشاشة التي تحملها على السيارة، ما أدى فوراً إلى وفاة (عقيل بن كامل وقاف) من القوات المختصة، وجرح ثلاثة آخرين».
وأضاف المصدر: فور وقوع الحادث توجهت قوات حفظ النظام إلى الموقع للقبض على المسلحين، الذين تمترسوا في شوارع القرية وفوق أسطح المنازل وخلف خزانات المياه، مطلقين النيران الحية لترويع الأهالي، ووقع اشتباك مع المجموعة المسلحة، التي استخدمت أسلحة قناصة، ما أدى إلى استشهاد المساعد (صقر إبراهيم صقر) وجرح سبعة آخرين، واستطاعت قوات حفظ النظام أن تلقي القبض على 9 من المسلحين المشاركين في عملية الاعتداء، وأن تعيد الهدوء إلى المنطقة.كما اختطفت مجموعة إرهابية مسلحة صباح أمس، ميلاد أنيس ديوب من قوات حفظ النظام بالقرب من بلدة الجلمة في منطقة محردة.
وذكر مصدر رسمي أن مجموعة إرهابية مسلحة استوقفت باصاً تابعاً للشركة الأهلية للنقل، متوجهاً من السقيلبية إلى دمشق، تحت تهديد الأسلحة الرشاشة التي بحوزتهم على مقربة من بلدة الجلمة في الغاب، وقامت بتفتيشه، ومن ثم أجبرت ميلاد أنيس ديوب على الترجل من الباص، واقتادته إلى منطقة مجهولة.
ومن جهة أخرى فككت وحدات الهندسة عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير على أحد مداخل ساحة العاصي. وذكر مصدر مطلع أنه تم إبلاغ شرطة المحافظة عن اشتباه وجود العبوة مزروعة بشكل مموه في كيس أسود، وقد استدعت شرطة حماة وحدات الهندسة، التي فرضت طوقاً أمنياً حول المنطقة ثم فككت العبوة بشكل ناجح.
كما فككت الوحدات الهندسية، عبوة أخرى كانت مزروعة في شارع العلمين الرئيسي، أمام مدخل المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، ومعدة للتفجير عن بعد، مع قدوم الموظفين إلى عملهم، ولكن اكتشاف هذه العبوة في ساعة مبكرة، وقبل بدء الدوام الرسمي، حال دون تفجيرها كما أراد زارعوها.
وفي إدلب استشهد الرقيب أول دانيال يوسف سلطانة متأثراً بجراح أصيب بها أول أمس عقب اختطافه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة أثناء وجوده في أحد أسواق المدينة.
وذكر مصدر في قيادة شرطة المحافظة لوكالة سانا أن الشهيد تعرض لعدة طلقات نارية وطعنات بالسكاكين في مناطق متفرقة من جسمه.
المصدر: الوطن+ سانا
إضافة تعليق جديد