حوار في إدلب وهدوء نسبي في حماة ومسلحون يطلقون النار على ركاب حافلة متوجهة لمصياف
هدوء نسبي ساد أمس السبت في مختلف محافظات سورية عدا محافظة حمص التي ترددت أنباء عن تجدد الاشتباكات في مناطق مختلفة منها حيث لا تزال القوات الأمنية تلاحق مجموعات مسلحة تختبئ داخل الأحياء.
وقالت مصادر أهلية في حمص إن تلك المجموعات استهدفت ظهر أمس حافلة كانت تقل عدداً كبيراً من الركاب متجهة إلى مصياف فقتلت سيدة وجرحت 9 من بينهم 2 بحالة خطرة.
وقالت المصادر نقلاً عن شهود: إن الهجوم تم في منطقة «الحوله» عند معمل أجبان البايرلي حيث فوجئ السائق برشقات من رشاشات ثقيلة باتجاه الحافلة فهرب منها بعد أن أصيبت السيدة وعدد من الركاب، فوصل إلى حاجز يديره ملثمون حاصروا الحافلة وأنزلوا الركاب
ودققوا في هوياتهم وقاموا بطعن الجرحى بالسلاح الأبيض وهربوا عند وصول عدد من السكان إلى مكان إطلاق الرصاص. وأسعف الجرحى إلى المستشفى الوطني في مصياف ومن ثم إلى حمص وحتى الآن لم تكشف هوية الشهيدة.
وقد استنفرت الجهات الأمنية ووحدات من الجيش العربي السوري على الفور وبدأت بملاحقة المجرمين، وقال مصدر في محافظة حمص: إنه لا تسامح مع الإجرام والمجرمين وإن الدولة ستضرب بيد من حديد كل من يتجرأ على حمل السلاح وقتل الأبرياء.
ومساء أمس توجهت وفود من أهالي حمص وكبار الوجهاء إلى القرى المحيطة وصولاً إلى مصياف لتهدئة النفوس وغضب سكان القرى من الحادثة التي كان الهدف منها إثارة الفتنة إلا أن وعي السكان والكبار والشيوخ حال دون ذلك، وقال مصدر أهلي: إن الوفود الشعبية مستمرة في مهامها ونجحت في تهدئة النفوس بحمص ومحيطها.
ولا تزال العمليات الأمنية النوعية مستمرة في منطقة حمص وعلم أن القوات الأمنية ألقت القبض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على عدد من المسلحين في مناطق عدة في حين استمرت الاشتباكات في منطقة البياضة طوال بعد ظهر أمس حسب ما أكد عدد من السكان حيث يختبئ المسلحون.
وأفادت مصادر أن السلطات المحلية في حمص أعادت إصلاح خط أنبوب النفط الذي استهدفته مجموعة مسلحة فجر الجمعة وتم تنظيف الحفرة وكل الأماكن التي تسرب إليها النفط، واستبدال الجزء الذي تم تخريبه، وقالت المصادر: إنه مساء أمس في نحو السادسة أعيد ضخ المياه العذبة من جديد باتجاه الأراضي كما أعيد ضخ النفط في الأنبوب.
أما في حماة فكان الهدوء سيد الموقف يوم أمس، لكن انتشار الشائعات عن دخول الجيش للمدينة مساء الجمعة أعادت انتشار الحواجز في الشوارع الرئيسية والطرقات الفرعية وإحراق الدواليب، وعودة المجموعات إلى قطع الطرقات وقيامها بتفتيش السيارات والتدقيق في «هويات» الركاب، ومنع الموظفين والعاملين في شركات الدولة الذين يداومون السبت من دخول المدينة.
وفي دير الزور أكدت الأخبار الواردة من المدينة أن هناك حواجز في بعض الأحياء بينما بدأت القوى الأمنية بمداهمات للمنازل وتفتيش لها وحملة اعتقالات بحثاً عن السلاح والمسلحين.
وقالت وكالة «سانا» يوم الجمعة: إن مسلحين أطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال، ما أدى إلى استشهاد أحد العناصر، مضيفة أن عدداً من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور والبوكمال.
ويوم الجمعة خرجت عدة تظاهرات عقب صلاة الجمعة في دير الزور وطالب بعضها بإقالة المحافظ والمسؤول الأمني وسط شائعات تناقلتها بعض القنوات الفضائية عن مقتل المحافظ سمير عثمان الشيخ وهو ما نفاه المحافظ مضيفاً: إن الناس اعتادوا أخباراً كهذه من قناتي «العربية» و«الجزيرة» والأمور عادية ولا صحة لهذا الخبر.
في إدلب بدأت المدينة بالانتقال إلى الحوار السياسي بعد المواجهات الدامية التي شهدتها، ولعل أحد المؤشرات على ذلك، هو الحوار الثقافي في إطار منتدى البعث الحواري الذي أداره رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب فاروق أسليم مع أحد أقطاب المعارضة في إدلب الكاتب تاج الدين موسى، فقد تجاوز الحوار فيه حدود عنوان اللقاء «المثقف في إدلب والحراك» واستطاع الحضور الذي ينتمي أغلبهم لشرائح متنوعة من بعثيين ومؤيدين ومعارضين ومستقلين أن يعبروا عن آراء مختلفة لكنها تصب بمجملها في البحث عن تجاوز للأزمة والاعتراف بها.
ومن غير المعروف حتى الآن التأثير الذي تركته تصريحات زعيم القاعدة أيمن الظواهري التي أشاد فيها بالمحتجين السوريين الذين وصفهم بـ«المجاهدين لإعطاء درس للمعتدي والمغتصب والخائن والكافر» وأعرب أيضاً عن أسفه لكونه غير قادر مع مقاتلين آخرين من القاعدة على الانضمام إلى السوريين وأكد أن «واشنطن تسعى حالياً إلى استبدال الأسد بنظام جديد لإجهاض ثورتكم والجهاد ويكون تابعا لأميركا ويرعى مصالح إسرائيل».
وكان وزير الخارجية وليد المعلم أشار في وقت سابق إلى أن عمليات القتل التي تشهدها بعض المدن السورية تشير إلى وجود بصمات القاعدة خلف تلك العمليات.
الوطن
إضافة تعليق جديد