طهران: 35 قاعدة أميركية وإسرائيل في مرمى صواريخنا وموسكو ترى بعض التقدم في اجتماع اسطنبول

هددت طهران، أمس، بتدمير قواعد عسكرية أميركية واستهداف إسرائيل، خلال دقائق من تعرضها لأي هجوم، فيما أشارت موسكو إلى حصول بعض التقدم خلال مفاوضات بين خبراء إيرانيين ودول مجموعة الـ«5+1» في اسطنبول أمس الأول، على أن يتبعه اجتماع آخر قريبا من دون تحديد الموعد أو مكان انعقاده.
وفي الوقت الذي مدد فيه الحرس الثوري الإيراني تجارب إطلاق صواريخ لليوم الثالث، أعلن قائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن عمليات الصواريخ العميد أمير علي حاجي زاده أن 35 قاعدة أميركية في مرمى الصواريخ الإيرانية، التي أعلن قادة إيران أن أكثرها تقدما ستضرب أهدافا على بعد ألفي كيلومتر.
وقال زاده «هذه القواعد جميعا في مرمى صواريخنا، والأرض المحتلة (إسرائيل) كذلك أهداف جيدة بالنسبة لنا»، مضيفا «فكرنا في إجراءات لإنشاء قواعد ونشر صواريخ لتدمير كل تلك القواعد في الدقائق الأولى بعد أي هجوم». وتقع المنشآت العسكرية الأميركية في البحرين وقطر ودولة الإمارات والكويت وتركيا، ولديها نحو عشر قواعد أخرى في أفغانستان وقرغيزستان.
وأعلن زاده أن الحرس الثوري أجرى تجربة ناجحة لصاروخ مضاد للسفن، أطلق عليه اسم «الخليج الفارسي»، يمكنه إغراق سفينة حربية أميركية في الخليج، موضحا أن مدى الصاروخ يبلغ 300 كيلومتر. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن تجارب إطلاق الصاروخ «الرسول الأعظم 7»، التي جرت على مدى ثلاثة أيام، تضمنت عشرات الصواريخ وطائرات من دون طيار محلية الصنع دمرت بنجاح قواعد جوية صورية.

وأعلنت موسكو انه تم إحراز بعض التقدم خلال اجتماع المتابعة التقنية بين إيران ومجموعة «5+1» في اسطنبول أمس الأول. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله «لا يمكن القول إننا أنجزنا اختراقا أو تقدما حاسما، لكننا لم نحبط، ولا نظن أن اجتماع اسطنبول فشل. بالعكس، هناك ما يكفي من العناصر للتحدث عن بعض التقدم».
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن لقاء جديد بين ديبلوماسيين كبار أوروبيين وإيرانيين حول ملف طهران النووي من دون تحديد موعده ومكانه. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاترين اشتون، في بيان، إن «لقاء اسطنبول التقني سيعقبه اجتماع بين هيلغا شميد وعلي باقري» تنفيذا لما اتفق عليه بين مجموعة «5+1» وإيران في اجتماع موسكو. وشميد هي مديرة في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي التابع للديبلوماسية الأوروبية، وهي مكلفة خصوصا الملف الإيراني. وباقري هو مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي.
ولم يحدد المتحدث باسم اشتون مكان اللقاء القريب. وأوضح أن اجتماع اسطنبول التقني المغلق «استمر طوال النهار وانتهى في الساعة الواحدة صباحا»، مشيرا إلى أن مجموعة «5+1» قدمت تفاصيل أكثر بشأن الاقتراح الذي قدمته لإيران في بغداد» في أيار الماضي، مضيفا أن «إيران قدمت تفاصيل بشأن اقتراحها، وأن الخبراء بحثوا المواقف المتعلقة بعدد من المواضيع التقنية».
وتطالب القوى الغربية إيران بوقف إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة باعتبار انه قريب بشكل خطير من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة المستخدم في إنتاج السلاح النووي، وبإرسال مخزونها منه إلى الخارج وإغلاق موقع تخصيب تحت الأرض. وتؤكد إيران أن إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة يستخدم فقط كوقود لمفاعل طهران للأبحاث وترفض التخلي عنه.
وأعلن ديبلوماسي غربي إن الجانبين أحرزا بعض التقدم في تقريب وجهات النظر في قضايا مختلفة لكن لم تتحدد بعد محادثات سياسية. وقال «كان الهدف من الاجتماع هو الحصول على المزيد من الإيضاحات بشأن موقف الطرف الآخر. أعتقد أن هذا تم بشكل جيد». وأضاف «في الساعات المتأخرة حدث نقاش فعلي في صورة أسئلة وأجوبة. لم تكن مهمتنا تقريب المواقف بدرجة أكثر بل فهمها بشكل أفضل».

ووصف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد العقوبات الغربية على بلاده بأنها من أشد العقوبات الممكن أن يتحملها أي بلد، لكن إيران ستقف بوجه الضغوط عليها. ودعا إلى «اعتبار العقوبات فرصة للعمل على التقليل من اعتماد ميزانية البلاد على العائدات النفطية، لتجريد العدو من أداة النفط كسلاح لممارسة الضغط على إيران».
وقال مصدر تركي رفيع المستوى إن أنقرة مستعدة لخفض وارداتها من النفط الإيراني بنسبة إضافية لا تتجاوز عشرة في المئة بداية من العام المقبل، لإقناع واشنطن بتمديد الإعفاء من العقوبات الساري حتى كانون الأول المقبل.
وقال رئيس إدارة وزارة الطاقة الكينية باتريك نيواكي إن نيروبي ألغت اتفاقا لاستيراد أربعة ملايين طن من النفط الخام الإيراني سنويا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، في بيان، انه سيتم تطبيق العقوبات بشكل كامل.

المصدر: وكالات