عدد من الشهداء وعشرات المصابين وانتشار كثيف لإرهابيين في بعض شوارع حمص

بينما استيقظ المواطنون والموظفون وطلاب المدارس والجامعات والعسكريون على خيوط الشمس الأولى كأي يوم آخر في محافظة حمص لممارسة حياتهم الطبيعية والمواظبة على دوامهم وأعمالهم الروتينية فوجئوا بانتشار كثيف لمجموعات إرهابية مسلحة في بعض أحياء ومناطق المحافظة أطلقت النار عليهم واستهدفتهم بوسائل نقلهم العسكرية والحكومية والخاصة واعتدت على المدارس والمقار والمؤسسات الحكومية والحواجز العسكرية والأبنية السكنية بالنيران والقذائف وأجبرت من لم يصب منهم بطلقاتها الغادرة تحت قوة السلاح على العودة لمنازله بعد ترويعه وترهيبه في محاولة منها لتنفيذ إضراب بقوة السلاح.
 
وسقط العشرات من العسكريين والمدنيين بين شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء وشابات وضابط برتبة عميد جراء استهدافهم من قبل تلك المجموعات الإرهابية التي قامت باختطاف عدد من المواطنين، واعتدت على عدد من المحال التجارية والصيدليات بسبب فتحها ومزاولة عملها وكسرتها وحرقتها، في وقت قامت عناصر من هندسة الجيش بتفكيك ثلاث عبوات ناسفة في منطقة الرستن.
وأكد شهود عيان وبعض المصادر الخاصة  وجود انتشار كثيف لأعداد كبيرة من الإرهابيين المسلحين عند إشارة دمشق على طريق الشام وبعض الشوارع والأزقة منذ الصباح الباكر أثناء ذهاب الموظفين لوظائفهم والطلاب لمدارسهم وجامعاتهم، حيث أطلقوا النار باتجاه السيارات الخاصة والحكومية أثناء مرورها من هناك لإجبارهم على العودة لمنازلهم، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بينهم امرأة وإلحاق أضرار جسيمة ببعض السيارات.
في الوقت ذاته أفادت مصادر، أن أكثر من 50 إرهابياً مسلحاً تمركزوا عند مفرق قرية السلومية في منطقة القصير وأطلقوا الرصاص على المواطنين وآلياتهم وأجبروهم على العودة إلى منازلهم.
وأضافت المصادر: أن «أكثر من 25 مسلحاً كانوا يتجولون بحي جب الجندلي بعضهم يستقل سيارات ودراجات نارية وقاموا بمحاصرة مدرسة أديب العلي وروضة السندباد الصغير واحتجزوا الطلاب والمعلمين في داخل المدرسة لحوالي الساعة وأطلقوا عدة قذائف «آ ربي جي» والرصاص باتجاه المدرسة والروضة ما سبب فوضى وخوفاً وذعراً في نفوس الطلاب والمدرسين، إلا أن عناصر من وحدات الجيش والسلطات المختصة حضرت للحي المذكور وحررتهم من إجرام هؤلاء الإرهابيين، في حين قامت مجموعة إرهابية أخرى بإطلاق عدة قذائف «آربي جي» والرصاص الكثيف باتجاه مدرسة ميسلون بحي كرم اللوز وبعض المدارس وعدد من أحياء المحافظة الأمر الذي أدى لذهاب الأهالي لاصطحاب أطفالهم من المدارس وحالة من الفوضى لعدم الشعور بالأمن والأمان، كما أصيبت طالبتان جامعيتان أثناء تواجدهما في ساحة جامعة البعث بطلقات نارية طائشة قادمة من جهة حيي جورة العرايس وباب عمرو.
وقال مصدر أمني مطلع: إن مجموعة إرهابية أخرى استهدفت سيارة عائدة لشركة الوليد للغزل والنسيج كانت تنقل بعض الموظفين للمعمل وأطلقت النار عليها بالقرب من دوار الفاخورة ما أدى إلى إصابة ثلاثة موظفين، في حين تعرض مبيت عائد للشركة العامة لإنشاء الخطوط الحديدية لإطلاق نار من قبل إرهابيين في منطقة الضبية ما أدى لإصابة ثلاثة موظفين.
وبحسب المصدر تعرضت المكاتب والمساكن العمالية التابعة لمؤسسة الخطوط الحديدية وعدد من الشاحنات والصهاريج الموجودة داخل ساحة المحطة إضافة لسيارات المبيت ومحارس الأبواب الرئيسية للفرع من قبل مسلحين لإطلاق نار كثيف وقذائف «آربي جي» ما أدى لإصابة أحد العاملين وأضرار مادية جسيمة، وفي الوقت ذاته استهدفت مجموعة مسلحة عند جسر باب عمرو مدير الحسابات في مصفاة حمص علي شحود أثناء مروره بسيارته بنهاية الدوام أثناء ذهابه لمنزله على طريق تدمر ما أدى لإصابته برأسه.
وقال مصدر في المشفى العسكري بحمص : إن المساعد صقر إبراهيم صقر استشهد إثر طلق ناري غادر، والرقيب الاحتياطي أسامة ضاحي أحمد من عناصر حفظ النظام، والمقدم حسن وجيه دعكور من طرطوس – المارقية إثر استهداف سيارته من قبل إرهابيين بقذيفة «آربي جي» وبرصاص كثيف على طريق حماة بالقرب من سوق الهال، إضافة لإصابة عدد من العسكريين بينهم ضابط برتبة عميد متقاعد يدعى يونس الجردي إثر استهدافه بطلق ناري أصابه بالفخذ أمام منزله، في حين قال مدير مشفى جمعية النهضة : إن المشفى استقبل أكثر من عشرين مصاباً بطلق ناري بينهم عسكريون ونساء أجري لبعضهم عمليات جراحية وحالتهم حالياً مستقرة، في حين قال مصدر طبي آخر بحمص: إن المشفى الوطني استقبل ثلاث جثث مجهولة الهوية.
في غضون ذلك قال مصدر عسكري : إن عناصر من هندسة الجيش فككت ثلاث عبوات ناسفة تحتوي على صواعق ومادة الديناميت كانت موضوعة بساحة ثانوية الشهيد أحمد فرزات للبنات في منطقة الرستن.
وقالت مصادر أهلية موثوقة خاصة: إن مجموعات إرهابية في حيي البياضة ودير بعلبة أقدمت بالاعتداء على بعض المحال التجارية التي فتحت لتواظب على عملها وكسرتها وخربتها وسرقتها إضافة لسرقة صيدلية وحرقها بالكامل بدير بعلبة، في حين قالت مصادر رسمية وأهلية : إن مجموعات إرهابية مسلحة قامت باختطاف المواطن «ع.ل» من سكان حي عكرمة والمواطن «ح.س» وممرضة تعمل في المشفى الوطني تم الإفراج عنها بعد ساعات.
في موازاة ذلك قال مصدر في قيادة شرطة المحافظة: إنه تم استهداف قسم شرطة المحطة بقذيفتي «آربي جي» من قبل إرهابيين أدت لإصابة شرطي، وإن مجموعة أخرى أطلقت قذيفة «آربي جي» باتجاه قيادة الشرطة دون وقوع إصابات، لافتاً إلى أنه تم إلقاء القبض على أكثر من 15 مسلحاً وضبط أسلحة وأجهزة اتصال في حيي النازحين وباب السباع.

نبال إبراهيم

المصدر: الوطن