مصر: خبز مدمّى وبرلمان خاوٍ

26-03-2008

مصر: خبز مدمّى وبرلمان خاوٍ

اقتتال دموي في طوابير المخابز من أجل رغيف «العيش». دهس مواطن وسحله «من دون قصد» بسيارة الشرطة. مجلس شعب (برلمان) شبه خاوٍ ورئيسه يهدّد بتعليق الجلسات إلى أجل غير مسمى. هو المشهد المصري الحالي في كادر مركّب.
أسابيع مرت على انفجار أزمة الخبز، التي حصدت تداعياتها على أعصاب المواطنين المصريين حياة عشرة أشخاص حتى الآن، بعدما أدى غلاء القمح عالمياً إلى ازدياد الطلب على الخبز المدعوم حكومياً في مصر، ونفاده بسرعة استطراداً، وفشله في تلبية حاجة الملايين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، الذين انقلب استياؤهم من اضطرارهم إلى الانتظار طوال ساعات لشراء بضعة أرغفة رخيصة (الرغيف بخمسة قروش) إلى معارك دموية أمام المخابز، استخدمت في بعضها الأسلحة النارية.
وما زاد الطين بلة أن الكثيرين من أصحاب المخابز راحوا يستغلون غلاء القمح، ليبيعوا الدقيق الذي تمدّهم به الحكومة، بأسعار بخسة، بأرباح ضخمة في السوق السوداء. ولم تسلم الحكومة المصرية من سخط الشعب، الذي يتعجب لإشادتها ليل نهار بازدهار اقتصادي لم ترَ منه أغلبية المصريين شيئاً.
ومع تنامي «مجموعات الضغط» من الفقراء والعاطلين عن العمل خاصة، لا يخلو الجهاز الإداري من أسباب جمة لتفجر النقمة الشعبية، وآخرها تظاهر نحو ألفي صعيدي في محافظة سوهاج، بعد مقتل المواطن إبراهيم (42 عاماً) من قرية جبيرات، أمس، دهساً و«سحلاً من دون قصد» بعجلات سيارة للشرطة، أثناء محاولته اعتراض السيارة التي كانت تقلّ شقيقه الخمسيني، بعد القبض على هذا الأخير للتحقيق معه.
كل ذلك فيما المشهد السياسي يواصل جموده، حيث هاجم رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور، نواب الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، الذين تغيبوا عن جلسة أمس، مستهجناً «هل تقبل الأغلبية أن تقود المعارضة والمستقلون المجلس؟!». وظلّ سرور يتوعد إلى أن بدأ النواب بتوافدون إلى القاعة، فهدد بأن تحذيره هذا هو «الأخير» قبل أن يؤجل «جلسات البرلمان لأجل غير مسمى، وليحدث ما يحدث، ليسقط النواب في نظر الرأي العام».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...