مكتب خاص “مدعوم” يفرض 35 ألف ليرة على كل سوري مسافر إلى السعودية .. “وأعلى ما بخيلكم اركبوه”
يفاجئ مئات المسافرين السوريين الذين ينوون التوجه إلى السعودية للزيارة أو الحج بإعادتهم من المنافذ الحدود إلى دمشق من أجل دفع ضريبة “لصاقة” بقيمة 35 ألف ليرة سورية لصالح مكتب خاص في ساحة المحافظة.
وعند سؤال المشتكين عن سبب هذه الضريبة وطبيعة اللصاقة ولماذا لا يتم دفعها في المراكز الحدودية التابعة للدولة إن كانت ضريبة رسمية؟ يكون الجواب، هذه الأوامر ولا أحد يعرف من أصدر هذه الأوامر وماهي هذه الأوامر.
وعند التوجه إلى المكتب الخاص “اعتماد” بالقرب من محافظة دمشق أول من التقيناه مسافر يخرج من المكتب ويندب حظه بسبب تأخره عن رحلة الطائرة التي انطلقت من مطار بيروت وخسارته قيمة التذكرة من دون أي سبب مفهوم.
ويقول المسافر وانطباع الحسرة في عينيه“أعادوني من مركز جديدة يابوس من أجل دفع 35 ألف ليرة هنا ولا أعرف السبب ولماذا لا أدفعها على الحدود”.
وتابع ” حالي حال العشرات الذي عادوا من الحدود وفاتتهم رحلات طائراتهم ولا توضيح من أي أحد”.
دخلنا إلى مكتب “اعتماد” المؤلف من غرفتين والذي يعج بالمسافرين المستعجلين وأغلبهم لهم أقارب أو أصدقاء عالقين على الحدود من أجل “اللصاقة العجيبة”.
يتجمع المسافرون في الغرفة الأولى أمام باب مفتوح يفصل الغرفتين، ووراء الباب تتوضع طاولة خلفها موظفتان تمنعان المراجعين من الدخول إلى الغرفة الثانية التي يجلس فيها المدير.
ويوجد في المكتب عدد من الموظفين “الحويصة” يقومون بتسهيل عملية وضع اللصاقة بطريقة أشبه ما تكون بطرق “العصور الحجرية”.
دخلنا إلى الغرفة الثانية عبر باب خلفي وطلب مقابلة المدير على أنه مواطن يريد تسجيل شكوى ومعرفة سبب هذه اللصاقة .
إلا أن المدير واسمه “سامر م ” بدأ يمارس دور المحقق معنا( الذي لم يعرف عن نفسه) مهددا إياه بتحويله إلى “المفرزة ” لأنه تجرأ على السؤال عن مرجعية المكتب وسبب اللصاقة العجيبة.
وعند الإصرار على معرفة سبب اللصاقة ومشروعيتها قال المدير ” نحنا تابعين للدولة وروح أعلى ما بخيلك أركبه وتفضل لبرا من غير مطرود عنا شغل”.
أحد المواطنين قال إن المدعو سامر م “يخبر المواطنين انه مركز حكومي وأنه مركز تابع للائتلاف المعارض ومرخص من وزاره الأوقاف”.
مواطن آخر قال إن ” هناك أوامر شفوية وعند الاتصال بأي مسؤول في الهجرة ينفي وجود هذه اللصاقة ولكن الواقع عكس هذا ذلك حيث يعيد مركز جديده يابوس كل شخص يحمل فيزه زياره إلى دمشق وتحديدا إلى هذا المركز”.
توجهنا إلى مدير إدارة الهجرة والجوازات اللواء ناجي تركي النمير المشهود له بحسن تعامله مع المراجعين والابتسامة الدائمة على محياه لتوضيح مرجعية هذا المكتب إلا أن النمير رفض التصريح بما يخص هذا الموضوع طالبا التوجه إلى المكتب الصحفي بوزارة الداخلية واتباع الطرق الرسمية في التعاطي مع الإعلام.
ويتساءل المواطنون: ما مشروعيه هذا المكتب، ومن يتقاسم هذه الأرباح التي تتجاوز عشرات الملايين وأين القانون والدستور الذي كفل لكل مواطن حريه التنقل والسفر، ولماذا الكل يتلكئ بالجواب عن قضية اللصاقة الغريبة؟.
الخبر
إضافة تعليق جديد