وسائل إعلام سورية تنقل آراء المواطنين ومحافظون يستمعون لـ«مطالب» الأهالي
بدأت وسائل الاعلام السورية، الحكومية والخاصة، في الايام الاخيرة بتوسيع هامش النقاشات ونقل آراء اهالي عدد من المدن السورية التي شهدت تظاهرات واحداثاً في الايام الاخيرة. كما خففت وزارة الداخلية اجراءات امور تتعلق بالشؤون المدنية والهجرة والجوازات، في وقت خصص محافظو عدد من المدن وقتاً للاستماع الى «مطالب» الاهالي.
وتراوحت آراء المواطنين التي بثت على شاشات سورية بين المطالبة بـ «محاربة الفساد» وتوفير فرص عمل للشباب والعاطلين من العمل وبين التأكيد على موضوع «الحرية» و «اصلاح القضاء اولاً». واجمع المشاركون في شهاداتهم على تأييد الرئيس بشار الاسد والاصلاحات التي اعلنتها القيادة السورية في الفترة الاخيرة.
وبثت فضائية «الاخبارية» السورية امس شهادات لأهالي حمص في وسط البلاد اجريت الاثنين الماضي. اذ قال احدهم ان «شكاوى اهل حمص، هي انه لا شغل ولا وظيفة». وانتقد آخر اداء وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لانها «لم تقدم لنا شيئاً. راجعنا مرات عدة. نسمع وعوداً، لكن لا نرى افعالاً من الوزارة».
وكانت الخطة الحكومية التي تغطي السنوات الخمس المقبلة تضمنت تحقيق نمو بنسبة ثلاثة في المئة في قوة العمل البالغة حالياً نحو خمسة ملايين من اصل نحو 22 مليون سوري، وخفض معدل البطالة الى 6.1 في المئة بدلاً من 8.1 في المئة.
وقال مواطن آخر من حمص ان «مطلبنا» يتضمن ان تعالج الحكومة الجديدة التي يعمل وزير الزراعة السابق عادل سفر على تشكيلها «مشكلة الكهرباء والمياه والبطالة»، فيما اشار آخر الى ضرورة «توفير فرص للبناء واصلاح القضاء ونزاهته». وأضاف آخر: «كلنا مع السيد الرئيس والاصلاح»، مشدداً على «اصلاح القضاء اولاً». ورأى آخر ان «الاصلاح عملية مستمرة وليست طارئة، انها ملازمة للوجود».
وفي حين اشار احد العاملين الى اهمية خفض سعر مادة المازوت التي ينعكس سعرها على العديد من المواد وهي مدعومة من الدولة وخفض اسعار المواد الغذائية و «وضع حد لجشع التجار»، شدد شاب في الثلاثين من عمره على اهمية «حرية الاعلام والصحافة». هذا سيكون كافياً لمكافحة الفساد والرشوة والبطالة» وعلى اهمية ان «يشعر الانسان بكرامته» لدى مراجعته مؤسسات حكومية. وقال آخر: «اطالب باسم الشعب العربي، ان تكون عقوبة الفساد، الاعدام».
وكانت القيادة القطرية لحزب «البعث» الحاكم اصدرت في 24 الشهر الماضي سلة من القرارات بينها «تعزيز سلطة القضاء ومنع التوقيف العشوائي والبت بقضايا المواطنين بأقصى سرعة ممكنة».
ووضعت «الاخبارية السورية»، وهي لا تزال تبث تجريبياً، ما قاله احد رجال مدينة دوما، قرب دمشق، شعاراً للقاءاتها مع الاهالي. وهو قال: «دم الشعب السوري غالٍ، وارجوا ان نحافظ على البلد». وكان احد الاهالي قال في وقت سابق ان قانون الطوارئ الذي تنوي الحكومة رفعه «استفاد منه الموظف فقط». لكنه استدرك مطالباً بزيادة الرواتب، علماً أن الدولة رفعت الشهر الماضي رواتب العاملين بنحو 30 في المئة.
ونشرت صحيفة «الوطن» الخاصة اول من امس توضيحاً لمسؤول في الحزب الحاكم، تضمن ان «عدد شهداء» مدينة دوما الاسبوع الماضي كان 11 وليس 14. ونشرت «تشرين» امس ان «الشهيدين» اللذين سقطا على ايدي مجموعة مسلحة قرب دمشق، شيعا امس في مسقط رأسهما حيث جرى تأكيد المشاركين بـ «التمسك بالوحدة الوطنية والامن والاستقرار» في سورية.
وفيما لوحظ حصول الكثير من التجاوزات في الفترة الاخيرة، كتبت «الوطن» امس ان «حالاً من الذهول أصابت غالبية السوريين وهم يرون المخالفات تتعالى في الأرياف والمدن وكذلك مخالفات المرور والحواجز التي تقيمها اللجان الشعبية. كل ذلك تحت عنوان «الحرية»، وكأن هذه الكلمة باتت تعادل كلمة فوضى»، مشيرة الى ان «عدداً من السوريين الذين اتصلوا أمس بالصحيفة، طالبوا بوضع حد لهذه التصرفات غير المبررة وللمخالفات التي قد تخدم عائلة لكنها تضر بعشرات العائلات».
سياسياً، كان لافتاً ان رئيسة تحرير صحيفة «تشرين» الحكومية سميرة مسالمة وجهت اول امس «دعوة للحوار». وكتبت: «ادعو كل الاطياف السياسية والثقافية والمجتمعية لحوار يجمعنا تحت سقف الوطن، حدوده امان وامن سورية، واهدافه دائماً حماية سورية».
في غضون ذلك، نشر موقع «سيريانيو» الالكتروني ان وزارة الداخلية اصدرت «تعميماً ألغت بموجبه ضرورة الحصول على موافقة أمنية في ما يتعلق بالعديد من جوانب الشؤون المدنية والهجرة والجوازات والأمن الجنائي». كما شدد احمد عبدالعزيز محافظ حماة، وسط البلاد على «تسهيل إجراءات ومعاملات المراجعين والارتقاء بواقع الخدمات المقدمة لهم».
وفي درعا، اكد المحافظ الجديد محمد خالد الهنوس الذي عين خلفاً لفيصل كلثوم بعد «اعفائه» من منصبه الشهر الماضي ان «أبواب المحافظة ستكون مفتوحة أمام الجميع للنقاش والحوار للوصول إلى صيغة مناسبة تساهم في إيجاد الحلول لجميع المطالب العالقة وتعيد الصورة الناصعة لمحافظة درعا التي عرف مواطنوها وأهلها بوطنيتهم وكرمهم وشهامتهم». وتركزت مداخلات اهالي في مدينة اللاذقية مع المحافظ رياض حجاب على «ضرورة تحسين الواقع الخدمي في الأحياء». ونقلت «سانا» عن الأهالي تأكيدهم على «الوحدة الوطنية والعيش المشترك ورفض مشاريع الفتنة الهادفة إلى النيل من زعزعة استقرار سورية».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد