35 آلية حكومية لا تزال تحت سيطرة المسلحين على الحدود مع تركيا وحماة تخرق الإضراب

خلافاً لمشيئة الذين أرادوا لحماة استمرار الإغلاق حتى يوم الاثنين، كسر الأهالي وأصحاب المحال التجارية والباعة حاجز الخوف النفسي وقاموا بفتح محلاتهم بعد مشاجرات مع «دعاة» الإضراب الذين استخدموا الأسلحة البيضاء ضد الأهالي.
جاء ذلك في حين أشارت مصادر مطلعة في مدينة جسر الشغور بأن هناك 35 آلية حكومية من مختلف الأنواع سبق للمجموعات المسلحة أن اختطفتها من الدوائر الحكومية في مدينة جسر الشغور، لا تزال تحت سيطرتهم ومازالوا مقيمين في خيام على الشريط الحدودي مع تركيا.
وأكد شهود عيان من أهالي حماة، أن مشاجرات حادة وقعت بين الأهالي الرافضين لاستمرار الإضراب وإغلاق المدينة، وبين دعاة الإضراب ومقيمي الحواجز، الذين يعجبهم الوضع لأنه يضمن لهم بسط السيطرة ومنافع أخرى، على حين يتضرر الأهالي ويدفع التجار والباعة ثمن ذلك من قوت عيالهم.
وقال أحد المتصلين: إن الأهالي تذمروا من الحال الذي وصلت إليه المدينة، والإغلاق الذي يفرض فرضاً، ما دفع بالعديد من الأهالي وأصحاب المحال التجارية إلى التمرد على رغبة مجموعات الحواجز، فقاموا مساء يوم السبت بإزالة ما يمكنهم إزالته من الحواجز التي سدت عليهم منافذ ومداخل أحيائهم، وفتحوا العديد من محالهم التجارية، وهو ما أثار حفيظة دعاة الإضراب ومقيمي الحواجز، فتشاجروا مع الأهالي والباعة، واستخدموا الأسلحة البيضاء ضدهم، وهو ما زاد من استياء الأهالي وأصحاب المحال التجارية، الذين فتحوا محالهم صبيحة أمس كالمعتاد وسط هدوء حذر، ومخاوف من أن ينفذ دعاة الإضراب تهديداتهم السابقة لهم.
وعلى صعيد الحركة العامة، فقد عادت حركة النقل والسير إلى المدينة، وشهدت المدينة أمس امتحانات الدورة الاستثنائية لطلاب الثانوية العامة، التي تخلف عنها طلاب المنطقة الغربية من المحافظة، الذين رفضوا الدخول إلى المدينة عندما شاهدوا الحواجز في مدخلها الغربي والشوارع المؤدية إلى مراكز امتحاناتهم ولم يستجيبوا لطمأنات المحافظ وقائد الشرطة وغيرهم من المسؤولين المحليين.
وأما الدوائر الرسمية فقد شهدت دواماً جزئياً اقتصر على الموظفين العاملين فيها من أبناء المدينة وبعض الموظفين من المدن والقرى القريبة. وفي جسر الشغور بمحافظة إدلب أشارت مصادر مطلعة في المدينة أن هناك 35 آلية حكومية من مختلف الأنواع سبق للمجموعات المسلحة أن اختطفتها من الدوائر الحكومية في المدينة، ولا تزال تحت سيطرتهم في حين يقيمون في خيام على الشريط الحدودي مع تركيا.
ورداً على سؤال عن إمكانية استعادة هذه الآليات والمساعي الجارية في هذا الشأن بين مصدر مسؤول في جسر الشغور بأن بعض مديري الدوائر حاولوا الوصول إلى هذه الآليات ولكن المسلحين هناك هددوهم بإطلاق النار عليهم، وبيّن أنه لا تزال هناك 75 خيمة على الشريط الحدودي (ضمن الأراضي السورية) تضم كل خيمة بين 10-15 مسلحاً وبكامل أسلحتهم، بمعنى أن تلك الخيام تضم بين 750- 1125 مسلحاً، حيث لا يمكنهم دخول الأراضي التركية مع ما سرقوه من سلاح وأموال وأشياء أخرى، في حين لا يمكن للجيش الاشتباك مع هؤلاء المسلحين لقربهم الشديد من الشريط الحدودي مع الجانب التركي، حيث يحظر إطلاق النار في هذه المواقع الحدودية حفاظاً على الأمن فيها.
وشهدت مدينة جسر الشغور وقراها خلال اليومين الماضيين عودة 273 مواطناً إلى بلداتهم وقراهم ومنازلهم وذلك عبر بوابة الحسانية الحدودية بعد أن شردتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة وأبعدتهم عنها تحت تهديد السلاح وأعمال الترويع.

المصدر: الوطن