ألمانيا تنفي وجود قوات خاصة لها في شمال سوريا
في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس الائتلاف المعارض الإخونجي أنس العبدة، أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، سيكون منوطاً بها تشكيل الوفد التفاوضي لجنيف، وتشكيل مرجعية له، قالت مصادر قيادية في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»: إن الهيئة حاولت إقناع «الائتلاف» بضرورة أن يشارك ممثلون عن حزب الاتحاد الديمقراطي وعن مؤتمر موسكو ضمن الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، على حين أكد قيادي في «الائتلاف» أن موقف «الأخير من عدم إشراك هذا الحزب بوفد المعارضة لم يتغيّر. وحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، قال العبدة: إن «الهيئة العليا التفاوضية سيكون منوطاً بعهدتها مهام محددة، تتمثل في تشكيل الوفد التفاوضي لجنيف، وإدارة العملية التفاوضية وتشكيل مرجعية له».
وجاء هذا التصريح للعبدة، أمس، إثر انتهاء الاجتماع التشاوري الثالث بين «الائتلاف»، وهيئة التنسيق ومستقلين، ومختلف التنظيمات المسلحة «المعتدلة» بإشراف الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، الذي التأم على مداري يومي الإثنين والثلاثاء، لبحث سبل توحيد جهود ورؤية المعارضة السورية ضمن هيئة عليا تفاوضية، وتحديد العناصر المكونة لوفدها التفاوضي. وعلق وفد معارضة الرياض في نيسان الماضي مشاركته الرسمية في جولة لمحادثات السلام في جنيف، احتجاجاً على ما سمته هجمات لقوات الجيش العربي السوري تقول إنها تعني «انهياراً فعلياً لوقف إطلاق النار» الذي تم التوصل إليه في 27 شباط الماضي.
ورأى العبدة، أن المفاوضات تواجه إشكالية حقيقية في ظل غياب الإرادة الجادة من المجتمع الدولي، ومن الطرف الروسي في الضغط على الدولة السورية، من أجل التصرف بطريقة أكثر جدية في الوصول إلى حل سياسي في البلاد، حسب تعبيره. ولفت العبدة إلى أن اجتماع «الهيئة العليا للمفاوضات» المقبل (لم يحدد تاريخه)، سيحسم الاتفاق على الفريق التفاوضي الذي سيخوض المرحلة القادمة، معتبراً أن «المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في ظل ما سماه «غياب التزام واضح من النظام السوري، وحلفائه بالهدنة الإنسانية، وبإحراز أي تقدم حقيقي في المسعى الإنساني، وغياب الجدية في مناقشة سبل تحقيق الانتقال السياسي الذي يمثل لب العملية السياسية»، وفقاً لتعبيره. وانتقد العبدة دور الاتحاد الأوروبي في ظل المتغيرات الإقليمية والسياسية الدولية»، والتقارب الإيراني الأوروبي، مشيراً إلى أنه سيلتقي اليوم (أمس)، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد، فيديريكا موغريني، وسيطلب منها أن يقوم الاتحاد بدور أكثر فعالية في العملية السياسية في سورية، ويكسر الاحتكار الحالي للعملية السياسية من موسكو وواشنطن الذي لم يحرز أي نتائج إيجابية». ودعا العبدة دول الاتحاد إلى «اتخاذ مواقف أكثر جدية فيما يتعلق بالوصول إلى حل وانتقال سياسي في سورية»، محذراً من خطر ما يحدث في سورية وفي المنطقة بشكل عام من مشاكل على غرار أزمة اللاجئين والإرهاب». وبدأت الإثنين اجتماعات بين «الائتلاف» المعارض وهيئة التنسيق في بروكسل، لبحث المرحلة المقبلة في سورية والخروج برؤية مشتركة، وذلك في ظل الجمود السياسي الذي يشهده الوضع السوري. وهذا الاجتماع ترأسه من جانب «الائتلاف» رئيسه العبدة ومن جانب هيئة التنسيق منسقها العام حسن عبد العظيم.
في الأثناء، قالت مصادر قيادية في هيئة التنسيق، حسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء: إنه سيصدر بيان مشترك في ختام اجتماعاتها مع الائتلاف، وإن بعض المشاركين طرح موضوع إشراك الأكراد أصحاب الإدارة الذاتية في شمال سورية في مفاوضات جنيف.
وقالت المصادر: إن «هيئة التنسيق حاولت إقناع «الائتلاف» بضرورة إشراك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلّم، ضمن الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، وطرح أن يُشارك ممثلون عنه، فضلاً عن ضرورة إشراك ممثلين عن مؤتمر موسكو وعلى رأسهم قدري جميل رئيس حزب الإرادة الشعبية».
وأضافت: إن الاجتماع بحث في إمكانية تقريب وجهات نظر أطياف المعارضة السورية من الطروحات الأوروبية فيما يتعلق بالحل السياسي، ووضع تصورات مشتركة مع أوروبا بخصوص التحديات التي يواجهها الفريق السوري المعارض في مفاوضاته المُجمّدة مع النظام.
على حين قال رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية، وعضو الهيئة السياسية في «الائتلاف»، عقاب يحيى: «إن اجتماعات بروكسل مع هيئة التنسيق لم تُغيّر موقف «الائتلاف» الواضح، الرافض لإشراك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، حسب «آكي».
ونفى يحيى أن تكون هناك أي تنازلات في الائتلاف أو ضغوط عليه من هيئة التنسيق أو الأوروبيين لإقناعه بضم الأكراد ومنصة موسكو لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، وقال: «لا علاقة للموضوع بالأكراد في حزب الاتحاد الديمقراطي أو الإدارة الذاتية، ولدينا في «الائتلاف» موقف واضح منهم ما داموا يقومون بهذا الدور الانفرادي المشبوه المدعوم من الروس والأميركيين، وموقف هيئة التنسيق متوافقة مع قرار الهيئة العليا للمفاوضات برفض أي علاقة حالياً».
وعن هدف المؤتمر ومدى توافق طرفيه، قال يحيى: «إن اجتماع بروكسل الذي يُنهي أعماله اليوم (أمس) هو تواصل للقاءات سابقة بين وفد «الائتلاف» ووفد هيئه التنسيق، وهدفه وضع ورقة تفاهمات اعترض عليها البعض في وقت سابق».
وأضاف يحيى: «في مؤتمر الرياض كان التوافق عاماً على صيغه البيان الذي صدر، ونحن مع توسيع دائرة العلاقات السياسية على طريق وحدة عمل المعارضة ولو عبر أشكال من التنسيق والتفاهمات، والاتحاد الأوروبي يرعى اللقاء وصولاً لتوافقات سياسية حول المرحلة».
وأوضح أيضاً «طُرِحت وثيقة للنقاش تخص المرحلة الانتقالية والحل السياسي، والأهم الآن هو التوصل إلى علاقات مستمرة ترتبط بمستقبل الوطن حتى بعد المرحلة الانتقالية، وسيكون على «الائتلاف» وفق برنامجه أن يجري اتصالات مستمرة مع مختلف التشميلات السياسية، القديمة منها والجديدة، وأن يقيم أشكالاً مُتنوعة من العمل المشترك والتعاون والتحالف بما يعزز موقع المعارضة في العملية السياسية ومستقبل البلاد، وربما التحضير لمؤتمر وطني عام».
وكالات
إضافة تعليق جديد