تداعيات الـ«بريكست»: كاميرون يستقيل واجتماع لدول «الاتحاد» في برلين غداً
تزامناً مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، استقالته من منصبه إثر نتائج الاستفتاء التي أيدت خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي بنسبة 51.9%، رغم تحذيراته من العواقب الاقتصادية الوخيمة لمثل هذه الخطوة، أعلنت الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعاً، يوم غدٍ السبت، في برلين للتباحث في تبعات الاستفتاء.
وبعد ساعات قليلة من إعلان اللجنة الانتخابية النتائج الرسمية النهائية للاستفتاء، قال كاميرون أمام مقره في لندن إن «البريطانيين اتخذوا قراراً واضحاً، وأعتقد أن البلاد بحاجة الى قائد جديد يأخذها في هذا الاتجاه»، موضحاً أنه سيبقى في منصبه حتى الخريف إلى حين تعيين من سيخلفه خلال مؤتمر حزب المحافظين في تشرين الأول/أكتوبر.
وبموجب النتيجة الرسمية، فإن 51.9% من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد، فيما لا يزال يتعين فرز عدد ضئيل جداً من الأصوات. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبرى بلغت 72.2%.
وفيما أكد الاتحاد الأوروبي تصميمه على الحفاظ على وحدة أعضائه الـ27، اعتبرت ألمانيا أن هذا القرار يشكل «يوماً حزيناً» لأوروبا. وقد تلا ذلك إعلان وزارة الخارجية الألمانية في بيان أن وزيرها فرانك فالتر شتاينامير «سيستقبل غداً (السبت) وزراء خارجية فرنسا (جان مارك ايرولت، هولندا (بيرت كوندرز)، ايطاليا (باولو جنتيلوني)، بلجيكا (ديدييه رينديرز)، ولوكسمبورغ (جان اسلبورن) لإجراء مشاورات»، ومن أجل «التباحث حول قضايا الساعة في السياسة الأوروبية».
من جهة أخرى، عبر وزير الخارجية الفرنسي، في تغريدة على موقع «تويتر»، عن أسف بلاده «لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي»، ودعا أوروبا إلى «التحرك من أجل استعادة ثقة الشعوب»، بعد دعوة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، إلى إجراء استفتاء مماثل، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف، غيرت ويلدرز، بالأمر نفسه لهولندا.
في غضون ذلك، حض قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، بريطانيا على بدء آلية الخروج «بأسرع وقتٍ ممكن». وكتب رؤساء المجلس الأوروبي دونالد توسك، المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، والرئيس الدوري الهولندي للاتحاد مارك روتي، في البيان: «نترقب الآن من حكومة المملكة المتحدة أن تنفذ قرار الشعب البريطاني هذا بأسرع وقت ممكن»، مضيفين: «نبقى جاهزين للشروع في المفاوضات».
هزة كبيرة في أسواق المال
من جانبٍ آخر، أحدث تصويت البريطانيين هزة كبيرة في أسواق المال، إذ سجلت البورصات الآسيوية، تيمناً بباريس ولندن وفرانكفورت، تراجعاً كثيراً، وانخفض سعر الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ عام1985، فيما ارتفع سعر الين الياباني.
وسجلت بورصة باريس تراجعاً نسبته 7.87% عند الافتتاح، ولندن أأكثر من 7%، بينما خسرت بورصة فرانكفورت أكثر من 10%. كما انخفضت أسهم كبرى المصارف البريطانية بنسبة 30% عند افتتاح بورصة لندن. وأعلن البنك المركزي البريطاني، اليوم، أنه مستعد للتحرك لضمان الاستقرار النقدي والمالي للمملكة المتحدة، وأنه يراقب عن كثب تطور الوضع بعد الـ«بريكست».
وقال حاكم المركزي البريطاني، مارك كارني، في مقابلة تلفزيونية مباشرة من مكاتب المصرف، إنه «كشبكة أمان ومن أجل دعم حسن سير الأسواق، يبقى بنك انكلترا مستعداً لمنح أكثر من 250 مليار جنيه استرليني (326 مليار يورو) من الأموال الإضافية عن طريق عملياته الطبيعية»، مؤكداً أن البنك «قادر أيضاً على تأمين سيولة كبيرة بالعملات الأجنبية في حال الضرورة».
من جانبه، أكد المصرف المركزي الياباني «استعداده لضخ سيولة» بالتشاور مع المصارف المركزية الأخرى، فيما قال وزير المالية، تارو آسو، إنه لن يقف مكتوف اليدين من أجل تهدئة الأسواق بعد قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد.
المصدر: الأخبار+ أ ف ب
إضافة تعليق جديد