“فاينانشال تايمز”: العقوبات الأميركية تسببت بـ “عاصفة اقتصادية” في سورية
نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، تقريراً قالت فيه: إن “ثلاث صدمات سلبية أدت إلى تعطيل الاقتصاد في سورية خلال العام الماضي”، واعتبرت أن مثل هذه الصدمات ستكون كارثة لأي دولة، أما سورية فهي “عاصفة كاملة”.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن ما يسمى “قانون قيصر” ضد سورية كان أول ما سمته “صدمات الاقتصاد السوري”، والذي أثر بشكل فوري وقوي عل سعر صرف العملة الوطنية، وخاصةً في الأشهر التالية لإقرار العقوبات، كما أدى إلى حدوث دوامة تضخمية أثرت في أسعار الغذاء، والتي تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2020.
وأوضحت الصحيفة أن إقرار القانون، ساهم بتفاقم الأزمة الإنسانية في سورية، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الأزمة المالية والإقتصادية التي عصفت بالجار الأقرب لسورية “لبنان” أثرت بشكل ما على المعاملات الملية للسوريين وخاصة مع وجود ودائع تقدر بمليارات الدولارات للأسر والشركات السورية في المصارف اللبنانية.
وأوضحت أن تجميد الودائع في لبنان وضوابط رأس المال قد تُرجمت إلى صدمة سيولة في سورية إلى جانب انخفاض سعر الصرف، كما أدى الانكماش الاقتصادي في لبنان إلى انخفاض الطلب على المنتجات السورية، مما أضر بالصادرات بين البلدين.
وتحدثت الصحيفة عن أزمة جديدة عصفت بسورية، تمثلت بوصول فيروس “كورونا” وانتشاره في البلاد، والذي أضر بالقطاع الصحي بسبب تأثير العقوبات الغربية على سورية.
وخلصت الصحيفة في تقريرها، إلى أن الدعم الاقتصادي واهتمام وسائل الإعلام والاستعداد السياسي للإصلاح في سورية، “ليس كافياً لمواجهة حجم المشكلة، ولكن يجب إجراء مراجعة جادة لنظام العقوبات المفروضة على سورية، من أجل التغلب على الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المتدهور”.
وكان تقرير سابق نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، قال إن العقوبات الأميركية المفروضة على سورية تؤثر بشكل أساسي فقط على الفقراء ومتوسطي الدخل بالبلاد في حين يتجنبها الأغنياء والنخب السورية بشكل كبير.
وفي حزيران الماضي، أقرت “واشنطن” عقوبات صارمة ضد سورية تحت مسمى “قانون قيصر”، وهو قانون يمنح الولايات المتحدة سلطة أكبر لمعاقبة الأفراد والكيانات الذين يتعاملون مع الدولة السورية وأجهزتها العسكرية والاستخباراتية.
ويتفق مراقبون أن العقوبات التي استهدفت التجارة والاقتصاد أثرت بشكل مباشر على الشركات البسيطة وحياة السوريين اليومية، في حين أنه ومن غير المرجح، وفقاً لتقرير “تيلغراف”، أن يُحدث الرئيس الأميركي “جو بايدن” تغييرات كبيرة تجاه سورية، حيث أخبر مستشاره المراسلين بأن الشرق الأوسط يحتل المرتبة الرابعة في ترتيب أولويات الرئيس المنتخب بعد آسيا وأوروبا ونصف الكرة الغربي.
إضافة تعليق جديد