الصفحة الرئيسية

شغب نبيل صالح

الظهيرة القصوى

الزمن هنا بزاقة يجف لعابها وتتباطأ حركتها تحت وهج شمس الظهيرة القصوى بانتظار سكونها الأخير .. أدرك معنى الحياة اللزجة في شوارع مدينة بحرية كنت أظنني أعرفها حيث الزمن فيها يدور حول نفسه ولا يغادر حدودها! تمر الشموس والأقمار والغيوم والطيور والجراد فوق هذي المدينة ولا يتغير فيها شيء سوى المقبرة التي نبتت فيها المزيد من شواهد القبور والأعشاب حيث تنشر العناكب عليها شباك الإنتظار فلا تصطاد سوى الحشرات والأوهام . أقطع دوار هارون الذي تلهب إسفلته شمس آب الخرساء فأرى الزمن هامداً كما لو أني ميت قام بعد زمن طويل ولم يلحظَ شيئأ تغير عند قدومه، ومازالت الحافلات والسيارات تدور حوله بنفس السائقين والركاب ولا يصلون إلى أي مكان !

كاريكاتير ياسين الخليل

المربع الثاني

حول الحرب الأوكرانية وزراعة المواقف والآراء في عقول الناس

الأيهم صالح: من السهل أن يتبنى الإنسان موقفا أو رأيا، اسأل أي شخص تقابله عن أي موضوع وستحصل على رأي ما أو موقف ما. أصلا أصبح من السهل زراعة المواقف والآراء في عقول الناس، بحيث أن الآراء التي تحصل عليها من الناس تكون غالبا آراء تم تشكيلها بالريموت كونترول عبر الإعلام أو الشبكات الاجتماعية أو عبر تأثير الأقران. ولكن من الصعب جدا أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على معلومات موضوعية، ومن شبه المستحيل أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على حقائق. أنا أواجه هذه الصعوبة دائما في حواراتي، ومؤخرا جاءتني الكثير من الأسئلة عن اللقاحات، ويسألني كل شخص أحادثه حاليا عن موقفي من ما يحصل في أوكرانيا. أنا لم أختبر اللقاحات ولا أعرف ما محتوياتها ولا أعرف كيف تعمل، أصلا كل ما يصلني عنها هو أخبار إعلامية وليس معرفة أو معلومات. أنا أدرك أنني لا أعرف شيئا عن هذه اللقاحات الجديدة، ولذلك ليس لي رأي شخصي فيها، وموقفي منها هو أنني لا أرغب باختبارها على نفسي أو أولادي.