دموع المرأة في قفص الاتهام
هذه العلاقة الغريبة بين دموع المرأة وقوة تأثيرها على المحيط وخاصة الرجال,جعلت الكثير منهم يقع في مطب التصديق والتكذيب فمتى تكون هذه الدموع حقيقية ومتى تكون مصطنعة وما دور الطبيعة الفيزيولوجية للمرأة في هذا الموضوع؟فسرعتها في البكاء جعلت دموعها في قفص الاتهام وجعلتنا تنساءل إن كانت لا تزال سارية المفعول في قاموس تعامل الرجال مع المرأة .
وتوقفنا مع مجموعة من الشباب والفتيات وسألناهم حول رأيهم وتجربتهم مع دموع المرأة ويبدو أن السؤال لم يكن متوقعا لدى الشباب فضحكوا وقالوا:عندما تبكي المرأة يرق قلبنا ونتوقف عن التفكير باحثين عن سبب هذا ومع أننا نعلم بقدرتها الفطرية على ذرف الدموع إلا أن ذلك لا يغير من شعورنا وتعاطفنا معها وهذا يعود لعاطفة الرجل أيضا الذي لا يستطيع أن يرى امرأة تبكي أمامه.
باسل طالب تاريخ سنة ثالثة قال:حين نحب امرأة نغرق في دموعها بالعاطفة التي نحملها لها في قلوبنا,أما حين نرى امرأة غريبة تبكي فإن دموعها لا تؤثر فينا وقد تكون دموعاً ميتة.
لكن محمد شايش وهو طالب تاريخ أيضا يرى:أن المرأة تبكي عندما تريد تحقيق هدف أو غاية ما عند الرجل وهذا أمر نحبه ونسعد به مع أننا نعلم أن نصفه تمثيل ونصفه الآخر دلع,ونحن نصدق ذلك بإرادتنا فغايتها في النهاية لا تخرج من دائرة ( هي وهو) فقاطعه بعض زملائه وقالوا:إنها سياسة تتبعها المرأة لتكسب جولتها وصحيح أننا نقع ضحية لتلك الدموع الدرامية التي تجيدها النساء في مواقف مختلفة إلا أنه بالمقابل تفقد المرأة هيبتها وهالتها ومقدرتها على معالجة الأمور بطريقة موضوعية سواء كان بكاؤها أمام الرجل أم أمام امرأة أخرى.
حاولت الفتيات الدفاع عن أنفسهن فقالت رنا الحصري طالبة لغة عربية:المرأة لا تبكي إلا حباً وولهاً ووجعاً وللمرأة دموع أخرى لا علاقة لها بالرجل,فهي تتأثر بمشاهد ومواقف عاطفية مختلفة وتتعرض لظروف حياتية صعبة فالبكاء يخرج من القلب إلى العين دون أي غاية.
فيما اعتبرت رنيم اليوسفي:أن هناك مواقف تتعمد فيها المرأة البكاء عندما تعجز عن إيجاد الحلول أو إيصال مشاعرها وموقفها للرجل كما أنها لا تبكي إلا أمام من تحب وهذا دليل على أنها دموع حقيقية نابعة من مشاعرها بغض النظر عما وراء ذلك من أسباب.
الدكتورة إيمان حيدر أستاذة في جامعة دمشق كانت لها وجهة نظرها في دموع المرأة فقالت:تبكي المرأة عندما لا تستطيع الدفاع عن نفسها,كأن تكون بحالة ظلم شديد وتتعرض لعدم التصديق وتنهمر دموعها بشكل طبيعي نتيجة موقف أو إهانة وجهت إليها بشكل مباشر إذ إنها في كثير من الأحيان لا تستطيع أن ترد الإساءة بكلمات مماثلة فتلجأ إلى البكاء دفاعاً عن نفسها.
وأعتقد أن أقصى ما تتعرض له المرأة هو الإهانة باللسان أو بالضرب ما يجرح كبرياءها وتعبر عن ذلك لاشعورياً بالدموع,ودموع المرأة ليست درامية وليست عيبا لأن عاطفتها هي المحرك لهذه الدموع وخاصة في المواقف الإنسانية فتكون نتيجة لتغير في فيزيولوجيتها مثل مشاهدة مواقف الظلم والقهر أو وداع أشخاص مقربين مثل الحبيب وأيضا في المواقف السارة,فهي تعبر عن مشاعرها بالبكاء مثل النجاح,الزواج,استقبال غائب,شفاء من مرض معين وغيرها من الأمور التي تلامس مشاعرها,ولهذا كانت المرأة هي الأم لأن لديها غزارة في العواطف والحنان والشفافية العالية من الحس وهذا جزء من تركيبتها العاطفية الفيزيولوجية الصادقة.
وعن استخدام المرأة لدموعها كسلاح وعما يسمى بدموع التماسيح فقد قالت الدكتورة حيدر:هناك بعض النساء يستخدمن دموعهن كنوع من الدفاع عن خطأ أو غلطة .
وهنا المرأة تتظاهر بالبكاء لتواجه الطرف الآخر ولتتمكن من السيطرة على الموقف ولكن استخدامها لذلك مرة بعد مرة يظهر دموعها المزيفة وأرى أن ذلك نوع من الخبث والدهاء.
ميساء الجردي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد