لماذا الإعجاز العلمي في الأديان له شعبية؟

سامح عسكر:

لأنه من السهل التوفيق بين سلوكيات الناس وبين العلم، وربط هذا كله بالدين مثلما يعمل زغلول النجار وذاكر نايك وأمثالهم ، وعندما يرى الناس أن سلوكياتهم الدينية موافقة للعلم يتعزز إيمانهم ويطمئنوا أكثر للحياة الآخرة.

في الإسلام مثلا نقول أن حركات الصلاة مفيدة للجسم ففيها تحريك لكل عضلات الجسم تقريبا..هذا صحيح لكن لا يعني أنه إعجاز لأن اليهود بيصلوا نفس صلاتنا ركوع وسجود وتشهد، نفس الشئ عند الصابئة والمجوس صلاتهم فيها كثير من الحركة، وبنفس الدعوى يتم إقناع اليهود والصابئة والمجوس إن دينهم صح..

الهندوس عندهم النساء المتزوجات يلبسن خواتم في إصبع القدم ، وعلى طريقة محمد العريفي : يوجد عصب في إصبع القدم (لا أتذكر إسمه) يمر من القلب ويربط الرحم، وبالتالي يتدفق الدم بانتظام أثناء العادة الشهرية مما يجعل المرأة أكثر خصوبة.

عند الهنود أيضا بيرسموا نقطة حمراء في الوجه بين الحاجبين، وعلى طريقة زغلول النجار: :أثبت العلماء (مش مهم تعرفهم) أنه يوجد عصب في هذه المنطقة يؤثر على المخ وبالتالي يسهل إمداد الرأس بالدم ويزيد التركيز.

أجراس الكنائس يمكن اعتبارها إعجاز علمي، وعلى طريقة ذاكر نايك: إن فيه مؤامرة على المسيحية بكتمان فوائد سماع الأجراس، فهي تنتج صدى صوت يستمر لعدة ثوان يؤثر في خلايا الدماغ ويفرز هرمون السعادة..وهذا سر النشوة التي تحصل بمجرد سماع صوت الجرس، طبعا فيه ناس بيحصل لهم توتر من هذا الصوت مالناش دعوة بيهم..هؤلاء متآمرين على الدين الحق وعملاء للماسونية ..!

وأخيرا: في الهند توجد شجرة تولسي tulsi نوع من الرياحين المقدسة تستخدم كطب نبوي على طريقة الدكتور عبدالباسط السيد، فوائدها أكتر من فوائد حبة البركة وبول البعير، فهي مضاد حيوي وبمجرد وضعها في المنزل تمنع الحشرات والثعابين، وكذلك ممكن شربها كأوراق الشاي..طبعا هذا من تعاليم براهما تداووا بالتولسي وإنها تأتي يوم القيامة شفيعة لأصحابها.

هكذا الإعجاز العلمي يحصل على الشعبية، لأنه فوق علاجه لمشكلة الآخرة واليقين الديني..هو أيضا مصلحة دنيوية، وكل رجال الدين في كل أنحاء العالم يستعلموا نفس الأسلوب في تخدير وتنويم شعوبهم ليسهل السيطرة عليهم، فما يفعله زغلول النجار مثلا لاحظ إنه مقرون بدعم الإسلام السياسي وبالسمع والطاعة أحيانا وبنشر مذهب أهل الحديث وتكفير المجتهدين..حتى لو لم يطعنوا في كلامه، مجرد تفكير المسلم هذا قطع لأرزاق هؤلاء.