سوريا: توتير متصاعد بوجه موسكو

في ظل الحديث عن وجود مخطط أميركي لربط قاعدة التنف بمناطق سيطرة «قسد» في شمال شرقي سوريا، وصلت أرتال عسكرية جديدة استقدمتها الأخيرة من محافظة الحسكة باتجاه ريف دير الزور.

وكشف مصدر محلي في المنطقة، بعضاً من طبيعة هذه الأرتال وأهدافها، قائلاً إن «التعزيزات كانت باتجاه منطقة المعامل ودوار المدينة الصناعية والمحلج ونقطة مطحنة دير الزور والخط الغربي، إضافة إلى تمركز القسم الأكبر منها قرب القاعدة الأميركية في حقل كونوكو للنفط والغاز». وأشار المصدر إلى وصول عدد كبير من الآليات والمصفّحات والعربات المتنوعة من الحسكة باتجاه دير الزور صباح أمس، إضافة إلى انتشار ما يسمى بعناصر المهام الخاصة في «قسد» في أرياف دير الزور. وبحسب المعلومات، فإن قيادة «قسد» في الحسكة «أبلغت مسؤولي هذه الأرتال الواصلة إلى ريف دير الزور بأن تعليماتهم يتلقّونها حصراً من القوات الأميركية في المنطقة، وليس من قيادة قسد المتواجدة في ريف دير الزور». كما أن «مسؤولي الأرتال اجتمعوا مع المسؤولين الأميركيين أمس (الأحد) بحدود الساعتين داخل القاعدة الأميركية في حقل كونوكو». وكانت وصلت بعد منتصف ليل السبت – الأحد نحو 50 آلية عسكرية أميركية من شمال مدينة الرقة ومنبج إلى ريف دير الزور الشرقي، حيث تمركزت في مواجهة نقاط الجيش السوري شرقي نهر الفرات، فيما بدأت «قسد» بإزالة الألغام على امتداد خط الجبهة من بلدة الطابية، وصولاً إلى جسر النفط السياحي قرب دوار واقع على بعد 7 كيلومترات شمالي دير الزور، إضافة إلى ردم الخندق الموازي لسكة القطار في المنطقة.

من جهتها، أوضحت مصادر إعلامية في المنطقة، أن هذه الحشود تأتي بتعليمات مباشرة من المسؤولين الأميركيين في المنطقة، رابطةً إيّاها بالتوتر الحاصل بين موسكو وواشنطن، خصوصاً في ظل حرب الأجواء السورية، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بخرق اتفاقية الأجواء والتحليقات الخطرة لطائرات البلدين في سوريا. وفي المقابل، أشارت مصادر متابعة إلى أن القوات السورية وقوات الحلفاء دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة أيضاً إلى منطقة دير الزور، مشيرة إلى أن مجموعات عسكرية وصلت فعلاً إلى المنطقة، حيث بدأت بتدشيم النقاط العسكرية في كل من بلدات الحسينية، وخشام، والطابية، شمال شرقيّ محافظة دير الزور، على خطوط التماس الفاصلة مع «قسد» و«التحالف الدولي».

إلى ذلك، أعلن قائد فصيل «جيش سوريا الحرة» المدعوم أميركياً، محمد القاسم، قبل يومين، أنه لا يمانع التنسيق العسكري مع قوات «قسد». وأشار إلى أن فصيله الذي ينتشر في منطقة التنف جنوب شرقي سوريا، حيث أكبر القواعد الأميركية، أحرز تقدماً في التنسيق مع «قسد»، كما يسعى إلى التنسيق مع فصائل مسلحة أخرى في محاولة لإنشاء ما سماها «غرفة عمليات مشتركة». وكشف القاسم أن «هذه التعليمات صدرت بأوامر مباشرة من القوات الأميركية»، مشيراً إلى أن المناورات التي قام بها فصيله بالتعاون مع القوات الأميركية تعتبر «رسالة موجهة إلى أي جهة تفكر بالاقتراب من منطقة التنف المحتلة أميركياً».

الاخبار