برنامج بحثي ومائدة مستديرة حول المرأة والحياة العامة
الجمل: ينظم برنامج بحوث الشرق الأوسط , مارك،، بتونس بالتعاون مع منظمة المرأة العربية بالقاهرة، مائدة مستديرة حول موضوع المرأة والحياة العامة في مجال الدراسات والبحوث الاجتماعية، وذلك في نهاية شهر تموز 2007. يندرج موضوع هذا اللقاء ضمن المحاور الأساسية التي اعتمدها البرنامج في دورته الجديدة و التي يسعى من خلالها، هذا العام ،إلى التركيز على البحوث المخصصة لموضوعات تمكين المرأة العربية و تطوير البحوث المتعلقة بالمجال العام.
ونظرا لمجمل ما تشهده قضايا وأوضاع المرأة في العالم العربي من تطورات متفاوتة الطبيعة والحجم من بلد الى آخر، تدعو هذه الندوة المشاركين الى تباحث تطورات علاقة المرأة بالمجال العام من خلال ما يواكبها من إنتاج بحثي وعلمي. وهي دعوة لقراءة نقدية لما ينجز ويكتب حول المرأة والمجال العام من بحوث ودراسات،ومحاولة لاستجلاء بعض ملامح الأوضاع البحثيّة لتحديد الفجوات القائمة والمجالات التى لم تحظ بالاهتمام.
واذا ما راجعنا وضع المراة في المجتمعات العربية، يبدو من المسلم به اعتبار أن البلدان العربية ، أو على الأقل بعضها قد تمكنت من تحقيق انجازات نسبية في مستوى حقوق المرأة ، فانه مازالت تتسم المنطقة العربية بتعامل خاص مع الواقع النسوي ، خصوصا في مستوى توفير فرص المشاركة والحضور في الحياة العامة. هذا الوضع ينعكس على المستوى المدني الاجتماعي للمواطنة (الحصول على كامل الحقوق المدنية)، مثلما ينعكس على المستويات الاقتصادية (الحجم المرتفع للبطالة) والاجتماعية والمدنية ، حيث تبدو مشاركة المرأة في الحياة الجمعياتية ضعيفة ، في سياق يتسم بالضعف العام للمشاركة من قبل كلا الجنسين.
إن الملاحظ في هذا الصدد هو أن الأحزاب السياسية وعلى اختلاف مرجعياتها نادرا ما تضع قضية المرأة في سلم أولوياتها ، نتيجة العقلية الذكورية السائدة والتي تعبر عنها تلك الأحزاب بصورة أو بأخرى ، بحيث يبدو أحيانا أن الالتزام الحزبي يقف عائقا أمام طرح النساء لقضاياهن الخاصة. وتطرح مسألة إدماج المرأة في العمل البرلماني أو السياسي من خلال أسلوب ,, النصاب،، أو المحاصصة النيابية أو الوزارية نتائج مختلفة من حيث النجاعة والجدوى، إذ أنها قد تبدو جيدة وتؤدي إلى نتائج في بعض البلدان في حين أنها قد تبدو غير عملية وغير ذات جدوى في بلدان أخرى. إلى ذلك، هناك تأثير العصبية على الأفراد وسيطرة العقلية الأبوية والقبلية والطائفية ، وما يتبع ذلك من استتباع لوضع المرأة ضمن الحياة العامة وداخل نطاق الأحزاب السياسية ، على اختلاف مرجعياتها.
إلى ذلك يمكن أن نشير إلى أهمية المشاركة الإعلامية، كفضاء عام. إن الملاحظ هنا هو أن التطور الإعلامي النسبي الذي شهدته المجتمعات العربية وتنامي عدد الفضائيات، قد حمل معه بعض مؤشرات التحسن في هذا المجال، إلا أن ذلك لم يكن بالشكل المتوقع أو المأمول. تشغل الصحفيات غالبا الوظائف الخاصة بالمراسلة الصحفية أو المنوعات ومن النادر بأن نلاحظ ظهور صحافة الرأي أو إعلام الرأي لدى الصحفيات في العالم العربي. يظهر هذا الوضع على أكثر من مستوى إن كان ذلك من خلال المقالات الصحفية المكتوبة أو من خلال برامج الحوار العام على الفضائيات. على أن بعض التجارب المخصصة للإعلام النسوي ، سواء أكان ذالك في شكل فضائيات أو في شكل مجلات متخصصة يمكن أن تكون موضوع دراسة واستشهاد.
يشمل الفضاء العام اليوم الفضاءات الافتراضية ، بدءا بالمقاهي السيبيرية والرقمية والتي تتحدد من خلالها اليوم معظم أشكال التواصل الكلامي وتناقل المعلومات. ويكمن الفارق بين الفضاء العام التقليدي والفضاء العام الرقمي من وجهة نظر مشاركة وحضور المرأة ،من خلال ظهور عدد من المتغيرات . تخضع هذه المتغيرات ، مثل استعاضة المحادثة الكلامية بالمحادثة الرمزية أو العلامية إلى عدد من القراءات السوسيولوجية التي تعكس اختلاف المقاربات والمناهج المعتمدة في فحص الظاهرة . وبحسب الموقع وبحسب زاوية النظر كانت تختلف المقاربات ( هابرماس ، بيار بورديو، بيار سانسو، مبشال مافيزولي ..الخ) . لقد ظهر مصطلح الفضاء السيبرى Cyberspace في كتب الأطفال ثم في كتابات الخيال العلمي وقد تزايد عدد الدراسات بشأنه خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن دوره فيما يتعلق بحضور المرأة فيه واستراتيجيات استعماله مازال في حاجة إلى معالجة وتحليل .
على الرغم مما حققته المرأة في مجال المساواة والمواطنة في بعض البلدان العربية ، فأنه تضل مع ذلك المواطنة والمساواة أمام القانون مسألة إشكالية نظرا:
- للطابع الذكوري للقوانين
- للتطبيقات العملية للقوانين في الحياة اليومية.
- للظواهر المستجدة التى لم تواكبها التشريعات القانونية.
- عدم مشاركة المرأة في صياغة وتفسير القوانين المتعلقة بالمواطنة.
في هذا السياق أيضا، يمثل الشارع العربي مجالا عاما ترابيا، يختلف في واقعه عن الفضاء الرقمي والذي يلعب أحيانا دور المعوض لضعف المشاركة أو الحضور ضمن الفضاءات العامة الترابية . و يتراوح هنا المشهد النسوي بين الحضور المتزايد ، ولكن النسبي وبين التهميش المتزايد. فمسائل الاختلاط مازالت تطرح إشكالا في بعض المجتمعات . و على الرغم من أن الاختلاط قد أصبح في السنوات الأخيرة ظاهرة طبيعية فان بعض الفضاءات العمومية مازال يصعب على المرأة دخولها أو الحضور فيها بمفردها مثل النوادي والمقاهي والأماكن الترفيهية العامة الأخرى. وتشهد بعض المجتمعات العربية تراجعا ملحوظا في هذا الصدد على الرغم من بعض الانجازات.
وتهتم هذه الندوة بتناول التطورات الحاصلة في الدراسات والبحوث المتصلة بمختلف تلك المواضيع وذلك انطلاقا من التساؤل عن :
- ما ينتج بحثيّا حول المرأة والمجال العام، والى أي مدى يغطّي ذلك مختلف القضايا المرتبطة بالموضوع؟
- إلى أي حد تستجيب الكتابات والدراسات والبحوث المنجزة حو المرأة والمجال العام للشروط والمعايير العلمية؟
- إلى مدى يعكس الإنتاج البحثي والعلمي في العالم العربي حول المرأة حقيقة ما عرفته علاقتها بالمجال العام من تطورات و تغيرات مختلفة ؟؟
ومن المقرر أن تناقش المائدة المستديرة حجم وطبيعة البحوث المنجزة حول المرأة والمجال العام من خلال المجالات التالية :
المحور الأول
الدراسات والبحوث الاجتماعية في مجال المجتمع المدني والمشاركة النسوية :
- المرأة والعمل الجمعياتي
- المجتمع السياسي والمشاركة النسوية
- المرأة والمواطنة الاجتماعية والحركات المطلبي
المحور الثاني
البحوث والدراسات الاجتماعية في مجال المرأة والمواطنة والقوانين: بين التصور والواقع
- تطور مفهوم المواطنة في علاقته بالأدوار الاجتماعية للنساء
- تمكين المرأة في القوانين العربية
- المرأة والمشاركة الاقتصادية
المحور الثالث
البحوث والدراسات الاجتماعية في مجال حضور المرأة في المجالات العامة
- الإسهام الثقافي والفني للمراة
- المرأة والخطاب الديني بين التجديد والإقصاء
- المرأة والصناعة الإعلامية
- المرأة وتكنلوجيا المعلومات والاتصال
- العنف ضد النساء بين المجالين العام والخاص
- التهميش والحضور في الأماكن العامة وقضايا الاختلاط
كما يمكن للمشاركين اقتراح محاور إضافية غير واردة في نداء المشاركة
موعد إرسال المقترحات المختصرة للمشاركة بالبريد الالكترونى
نهاية شهر نيسان 2007
موعد إرسال الورقات كاملة
نهاية شهر أيار 5 2007
عنوان المراسلات
منظمة المرأة العربية- القاهرة
برنامج مسابقات الشرق الأوسط- تونس
إضافة تعليق جديد