علي محي الدين أحمد: كان هذا كل شيء لهذه السنة

28-12-2023

علي محي الدين أحمد: كان هذا كل شيء لهذه السنة

علي محي الدين أحمد:

قبل اقفال الدفاتر و نشر الميزانيات و عمل التسويات الجردية، وصلنا مجددا لنهاية عام كبر من عاش سنة أخرى وزاد فقد الراحلين وغيابهم مثلها أيضاً لا اعلم ماذا يمكن أن نسميها لكنها حقيقة كانت أشبه بشبكة تلفزيونية كل فترة فيها موسم و دورة برامج ، بدأت بعنف وتابعت بسخافة و مر صيفها أشبه بمرور ضيف ثقيل على منزل عجوز يحب العزلة وجاء شتاؤها وخريفها عديمي الشخصية كموظف لا صلاحيات له لكنه موجود و مستمر !!!
ابتدأ العام عاديا دون ضجيج يذكر الا همروجات المنجمين وتوقعاتهم والغريب أن الكثيرين يتعاملون معهم بمنطق صدق المنجمون ولو كذبوا  مر كانون الثاني بهدوء مريب سبق الزلزال الرهيب كل ما احفظه من ذكريات شباط انك مهم للاخرين بعد عوائلهم وأنفسهم وحياتهم وأشياءهم حتى ،كان عام الفشل الحكومي بإمتياز و تصاعد عواء الموظفين حد عقد جلسة طارئة لممثليهم افضت لزودة في الرواتب التي تضخمت كبروستاتا الرجال مع فقدها كامل القدرة الشرائية ، سنة صالت وجالت وزارة التنمية الإدارية بموضوع حوافز لم تقر وإن اقرت فإنها كانت أشبه بتقرير المراجع المالي للشركات الكبرى حيث أنه دائما ما يؤكد على عدالة المركز المالي ولكن بحدود ما اطلع عليه من وثائق كذلك التنمية وحوافزها بحدود امكانيات الدولة وبقايا مالها المنهوب باسم الصمود والتصدي ، تغير سعر المحروقات و مواد البناء و ارتفع الصعب من العملة اضعافا ،تسربت اسئلة الامتحان بشكل فضيحة دفع ثمنها دارم طباع ورحل عمرو سالم عن وزارة التموين او كما تسمى حماية المستهلك واصبحت كثير من العقارات تسعر بالمليار و الأجارات بالملايين!!!
سياسياً لم يتقدم اي حل على مستوى البلد و الآمال التي عقدت على قمة الرياض في أيار لم تكن كما في الواقع فالكباش الايراني الروسي الاميركي مستمر الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ،سنة عاشت فيها اللاذقية وحلب تداعيات الزلزال ودعمت بمساعدات اماراتية عراقية كانت تصل ولا تصل كأغنية فيروز تعى ولا تجي ،اصبح الهولندي فرانك أشهر من يوهان كرويف وبقر هولندا ،واكب الحدث رجل الأعمال السابق والدين حالياً رامي مخلوف ببوستات مكثفة ، حراك وغليان في السويداء و مأساة في الكلية الحربية و امل بمنحة نهاية العام لم يتحقق ،حملات واسعة للجمارك و مشتقاتها تبين تناسي الدولة لمقولة إبن خلدون اذا كثرت الجباية فإن الدولة في طور السقوط، كان عام ضرب المطارات فالعدو يريد أن يزيد بقعة البارود ليصل إلى انفجار المنطقة الكبير!!!
عربيا لا جديد يذكر ولا قديم يعاد فكما قال ادونيس اننا في بحيرة اسماك تجف و يتناول بعضها بعضا بعماوة كاملة ،زلزال في المغرب و إعصار في ليبيا و تجديد للسيسي و لبنان دون رئيس وصولا لإبادة في غزة ،اليمن سعيد بكرامته ودول الخليج تغترب لعقيدة اخرى كما قال محمود درويش وغالباً هي سنة اخيرة من استقرار المملكة الأردنية الهاشمية قبل خرابها فجيرانها لم يعودوا جميعهم بخير فكيف ستبقى كذلك ؟،العراق عاش مأساة حريق حفل زفاف في نينوى حول ليلة العمر إلى مأساة!!!
عالميا ما تزال روسيا تكشط الجلد الاوكراني و أميركا تحاول اطفاء لهب التنين الصيني فيما كيم جونج أون يستمر بالعيش خارج هذا الزمن مهددا بقنابله بإزالة الكوكب كله من على الخريطة ورحل هنري كيسنجر و بقي إرث حافظ الأسد في صورة جمعت العائلة بأجيالها المختلفة كنهاية لمرحلة وبداية لمرحلة اخرى!!!
فنيا كان الموسم الرمضاني رائعا وقفت الدراما السورية بزندها في وجه ابتسامة الجنرال ، كان عابد فهد و جورج خباز رائعين في النار بالنار و إذا كانت السنة السابقة قد اختتمت بتريو نايت فإن الرياض تابعت مواسم غناءها ورقصها على جراح هذه الأمة بحجة نشر ثقافة الحياة ،عاش الوسط الفني مآس كثيرة رحل نجل سلطان الطرب جورج وسوف وديع ورحل الكاتب مروان نجار والممثلون شادي زيدان ومحمد قنوع وفائق عرقسوسي والمخرج هشام شربتجي ،والرائع أسامة الروماني ،ايضا رحل ايلي شويري و نجاح سلام و محمد جمال وكريم العراقي والعظيم ياس خضر، ورحل طارق عبد العزيز وبطرس فرح وصديقنا تشاندلر بينغ وخسرت سوريا الاديب حيدر حيدر و خالد خليفه وربح نوبل نرويجي يكتب بلغة محلية جدا ،اهدانا ابو وديع اغنية نجم عالي و نص عمري و اصدرت اصالة البوما و ابدعت في غناء على رمش عيونها نانسي عجرم تألقت في حبك سفاح وعمرو دياب يختم السنة بألبوم مكانك فيما كانت اجمل اغانيه لهذا العام مضحوك علينا وبطمن عليك !!!
على مستوى الأفلام انتصرت السينما الكلاسيكية في قتل زهرة القمر و اوبنهايمر على فقاعات مارفل و جماعات قوس قزح وانفصل حبيبنا آل باتشينو عن عشيقته الكويتية بعد أن اعلنت حملها منه فواكبه صديق العمر دنيرو بالاعلان عن انتظاره مولودا !!!
رياضياً: الستي ربح دوري ابطال اوروبا الذي كان من حقه في السنة التي سبقت هذه أصلا وخسرت ايطاليا كل شيء وتأهلت بشق الأنفس إلى اليورو القادم، فيما ميسي رحل إلى بلاد العم سام و رونالدو الى بلاد النفط الخام في أكثر النهايات درامية لحقبة كروية،استمر لسنة اخرى تخبط تشيلسي واليونايتد والبايرن ،ربح برشلونة الدوري ليس لأنه جيد بل لأن الريال كان سيئاً، اوقف بوغبا لأربع سنوات ،اعتزل السوما المنتخب الوطني إلى الابد و مازلنا ننتظر معجزة كوبر التي لن تحدث،ربحت السعودية تنظيم مونديال 34 في حدث سيكون نهاية لكثير من صراعات المنطقة على الارجح ،اليابان تصنع لنفسها تاريخا في كرة القدم و مسلسل الانمي القفل الازرق يشهد على ذلك و على سيرة الإنمي كانت سنة انتهى فيها هجوم العمالقه في حلقة لم تعجب كثير من عشاق العمل ،البرازيل تنتظر مدربا و السوبر ليغ سيمنح الأبطال للريال هذه السنة ربما مرة أخرى !!!
على مستوى الترند كانت سنة فقيرة نسبياً لم يخرق ملل الناس من التواصل الاجتماعي والفيس بوك الا تغيير ايلون ماسك لاسم تويتر و انشاء مارك لموقع ثريدز الذي كان فقاعة لم تستمر ، ثم اتحفتنا نضال الأحمدية بثقافة الشوكولا مو وتصدر الفنان احمد رافع الترند بقصص مختلفة ، بيومي فؤاد خسر بسخفه معركته مع طيبة محمد سلام وقد يخسر ما راكمه طيلة سنوات ،خوارزميات الفيس أرقت ذبابه الأزرق الذين يقتاتون على اللايكات فيما شهد العام قرفا عاما من الفيسبوك فالجيل الجديد يستهويه التيك توك و البيغو لايف و ما شاكلها!!!
على مستواي الشخصي:كانت سنة عادية جدا لم اتقدم فيها قيد انملة ولم اتراجع، ابتعد عني كثيرون بسبب الملل او الانشغال او ثقل دمي غالباً ، بدلت نظارتي و رممت نابي المفقود بجهود الدكتور محسن زغبي والعزيز شادي عيسى ،وحصلت على قرض شخصي لشراء جوال بمعية الصديق ابو علي باسم، اصبح شقيقي الأصغر صديقي وأصبحت السنوات الثمانية عشر التي تفصلنا اقل بكثير ، زرت دمشق تسع عشرة مرة ، و الدريكيش مرتان قرأت تحرير العقل العربي للنبيل نبيل صالح على امل تحرير القلوب من الأحقاد عله عندها يتحرر العقل ،كان عاما مليئا بالأفراح تزوج فيه إبن خالتي عمار و ابنة العزيزة وفاء زينب و ابنة خالي زينب وابنة خالي سميرة و دخل جاد و علي عيسى كليتي الطب والحقوق ،سنة تحملتني خالاتي عاما اضافيا و تحملني زملائي ايضا سنة اخرى لم اكمل اي مشروع مؤجل شكرا لكل من شاركني قهوة الصباح و احاديث الدوام، تقاعد الزميلان العزيزان خليل حمد و ليلى حمدان و رئيس قسم الدخل الاستاذ صالح يحيى، و انتقل الزميلان محمد شنتير وكرام ديب الى دمشق ،وبقيت مكاني علي تبع الطوابع، سنة اضافية رفقة مرخصي الطوابع و تسليمها و استلامها ،شكرا لخالتي سميرة على كل ما تقدمه من حب ولخالتي ام عمار وزوجها الدكتور محسن على كل ما يمنحانه من فرح ولخالي محسن على كل ما يعطيه من حب للحياة ولشادي ورولا على كل ما ينشرانه من تفاؤل وشكرا لشقيقي وأمه على وجودهما كداعم من زمن أبي وشكرا لأعزائي فداء حسان مجد علي خضر فادي مصطفى   على رفقة عام اضافي وللزملاء محسن، مهند ايناس ابراهيم، امجد،فؤاد  و الجميع على الشراكة لسنة اخرى ، على امل لقاء آخر مع فراس و رلى حرفوش و رنيم العلي و على امل استمرار صداقة الرائعين الذين عرفتهم هنا عبر هذه الصفحة، والشكر الجزيل للعزيزة رانيا العلي  و  العزيزتان فتون عباسي و سلاف فواخرجي على كل شيء ،اجمل ما قيل في السنوات نيال اللي بتنعاد عليه كل عام وجميعكم تجعلون للأعوام شموعا تضيء عتم الذاكرة فيتوهج القلب بالذكريات كل عام و انتم في قلبي كالنبض و في عيني كالضوء ،كل سنة وأنتم طيبون
كان هذا كل شيء لهذه السنة نلتقي العام القادم اذا الله اعطانا عمر !!!!

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...