ما هي حصيلة اجتماع كوندوليسا بالسنيورة؟

الجمل:  تناقلت وسائل الإعلام أخبار جولة وزيرة الخارجية الأمريكية  كوندوليزا رايس في أوروبا واجتماعها الذي استغرق ساعة ونصف مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والذي اعقبه مباشرة اجتماعها مع رئيس الجمهورية الفرنسي الجديد نيكولاس ساركوزي.
*  توقيت الاجتماع:
تزامن الاجتماع مع بعض التطورات الجارية ومن أبرزها:
- صعود نيكولاس ساركوزي (حليف أمريكا وإسرائيل الرئيس الحالي إلى رئاسة الجمهورية في فرنسا.
- اجتماع الاتحاد الأوروبي الأخير وبداية ما أطلقت عليه تسمية إصلاحات ميركل- ساركوزي للاتحاد الأوروبي والتي تؤدي إلى مزيد من انخراط الاتحاد الأوروبي في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية.
- استيلاء حركة حماس على قطاع غزة.
- تزايد الدعوات الغربية المطالبة بإدراج حزب الله ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية.
- بدء الإجراءات الدولية المتعلقة بتكوين المحكمة الجنائية الدولية.
- تزايد الخلافات السياسية بين السلطات التنفيذية والتشريعية ورئاسة الجمهورية اللبنانية.
- تورط الجيش اللبناني في عمليات عسكرية داخل لبنان.
- تورط زعماء قوى 14 آذار في تنفيذ مخططات الحرب السرية الأمريكية – الإسرائيلية داخل لبنان وفي منطقة شرق المتوسط.
*  الإدراك المتبادل في أطراف الاجتماع:
ينظر السنيورة وقوى 14 آذار  إلى وزيرة الخارجية الأمريكية باعتبارها الطرف القادر على دعم وبقاء على مقاليد السلطة في لبنان وإضعاف خصومهم داخل وخارج لبنان.
كذلك يعولون على وزيرة الخارجية الأمريكية وإدارة بوش في الضغط على الأطراف الأخرى وبالذات دول الخليج وغرب أوروبا لكي تقوم بتقديم الدعم المالي والاقتصادي لمساعدة لبنان في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي نشأت وعصفت بالاقتصاد اللبناني من جراء التجاوزات وعمليات الفساد المالي والإداري الواسعة وسيطرة الشركات ودوائر الأعمال الخاصة على الاقتصاد وقيامها بعملية (الاستحواذ) على الدولة اللبنانية بدعم الغطاء والمساندة التي وفرتها سيطرة (آل الحريري) على عملية صنع واتخاذ القرار في لبنان.
كذلك تنظر وزيرة الخارجية الأمريكية إلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار وهي مدركة تماما الموقف الحرج الذي يواجه هذه المجموعة داخل لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط ومن ثم فقد تدرك مدى ضعف السنيورة في هذه الظروف (وقابليته اللامحدودة للانقياد) على النحو الذي يجعل من السهل جدا توظيفه واستغلاله (مقابل القليل من الدعم والكثير من الوعود) في تنفيذ المخططات الأمريكية – الإسرائيلية داخل وخارج لبنان كذلك تدرك وزيرة الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية أن خبرة التعامل السابق أكدت حقيقة هشاشة وضعف السنيورة وحكومته فمقابل وعود مؤتمر باريس قام السنيورة وحكومته بتمرير 75% من عناصر المخطط والآن يمكن استغلاله بأكبر ما يمكن لأن حكومته أصبحت ضمن دائرة الانكشاف والابتزاز بعد أن تجاوز السيادة اللبنانية وقام بتسليم ملف المحكمة الدولية للأمم المتحدة وبكلمات فقد بات من الممكن فرض العقوبات على الحكومة اللبنانية نفسها.
• حصيلة وثمرة الاجتماع:
كالعادة لم يحصل فؤاد السنيورة والوفد المرافق له على شيء ملموس فلا معونات ولا مساعدات وكل ما هناك (وعود) بدعم الحكومة اللبنانية كذلك المساعدة الأخرى هي قيام وزيرة الخارجية الأمريكية بتوصية ساركوزي بأن يهتم بدعم ومساندة السنيورة وحكومته.
هناك ملاحظة تتمثل في أن اللقاءات بين مسؤولي الإدارة الأمريكية ومسؤولي حكومة السنيورة كانت في الفترة السابقة تتم في واشنطن ولكن اللقاء تم هذه المرة في باريس وفي هذه النقطة مؤشر واضح على أن فرنسا ساركوزي  سوف تقوم بدور الوكيل الأمريكي- الإسرائيلي في إدارة الأزمة  اللبنانية وبكلمات أخرى فإن السياسة الخارجية الفرنسية إزاء  لبنان سوف لن يتم وصفها على أساس اعتبارات المصالح الفرنسية و إنما على أساس المصالح الأمريكية وإذا تساءلنا ما هي المصالح الأمريكية في لبنان فإننا لا نجد شيئا، أي لا مبادلات تجارية ولا مبادلات نفطية ولا حتى مبادلات مالية عن طريق القروض والاستثمارات أو ما شابه ذلك، وكل ما هو واضح يتمثل في أن (نظرية المؤامرة) هي المذهبية الرئيسية التي جمعت بين قوى 14 آذار ومحور إسرائيل – أمريكا.. وقد بدأت خطط المصالح الجديدة تتضح أكثر فأكثر منذ عملية اغتيال رفيق الحريري وصدور القرارات الدولية المزدوجة المحتوى التي تظهر خلاف ما تبطن حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه الآن.
وعموما على خليفة الخراب والدمار الذي الحقته قوى 14 آذار بلبنان واللبنانيين فهل يا ترى ايهود أولمرت وبوش وكوندوليزا رايس وساركوزي يريدون حقا مساعدة لبنان في تجاوز محنته والتغلب على مشاكله الاقتصادية التي نتجت بفعل عمليات شركة سوليدير و(الأيادي السوداء) التي تحدث عنها النائب اللبناني نجاح واكيم... أم يريدون شيئا آخر!!! وهل هذا الشئ الآخر هو ما يريده زعماء 14 آذار..؟ أم ما يريده أولمرت وبوش وساركوزي.

الجمل قسم الترجمة والدراسات