تنشيط خلايا داعش في البادية السورية
تسعى الحكومة الأمريكية إلى تمرير مشروع “السلام الأميركي في كل أنحاء الشرق الأوسط الكبير”، المشهور باسم “الباكس أميركانا”، بهدف تعزيز نجاح فرض “طريق الهند-حيفا” في إطار التحديات الاقتصادية المفتوحة مع الصين، وليس كخطوة إيجابية تجاه العرب، يأتي ذلك بعد الضربات التي شنتها المقاومة العراقية ضد قواعد الجيش الأمريكي وتجمعاته في سوريا والعراق احتجاجًا على الأحداث في غزة، حيث تسعى واشنطن للرد من خلال إعادة تنشيط تنظيم “داعش” بهدف التصدي لمحور المقاومة في المنطقة، يُظهر الوضع الراهن استعداد الولايات المتحدة للتورط في الشؤون المحلية، ومع ذلك، تبتعد عن إعلان الحروب الإقليمية، خاصةً في ظل التوترات الاقتصادية مع الصين.
وعلى الرغم من كل هذه الممارسات العدوانية، وتدهور الأوضاع في المنطقة، تظل الولايات المتحدة غير راغبة في إشعال نيران حرب إقليمية، حتى وإن تسببت في ذلك، ولكن دون الإعلان الرسمي عن ذلك، يظهر ذلك بوضوح بناءً على طلب واشنطن لإيران، باعتبارها لها تأثيرًا في محور المقاومة، للعمل على منع التصاعد الحربي، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يعكس هذا الطلب استراتيجية اقتصادية أميركية تستهدف فرض خط تجاري بين الهند وحيفا عبر المملكة العربية السعودية، للتنافس مع مشروع “الحزام والطريق” الصيني.
يظهر أن هذا المشروع الأميركي لا يمكن تنفيذه قبل تحقيق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، حيث ترفض المملكة إقامة علاقات ثنائية مع الكيان الصهيوني قبل تحقيق حل الدولتين، وبالتالي، يسعى واشنطن إلى تقديم مشروع “الباكس أميركانا” كجزء من استراتيجيتها، مع التأكيد على ضرورة التطبيع العربي مع إسرائيل كخطوة مسبقة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية المرسومة وفقاً للميادين .
في نهاية المطاف، يظهر أن نتنياهو يتطلع إلى توسيع نطاق الحرب مع مكونات محور المقاومة، سواء مع إيران أو سوريا أو حزب الله، في محاولة لجذب دعم الدول الغربية وتحقيق الدعم له في مشروعه العسكري، مما قد يتعارض مع المشروع الاقتصادي الأميركي المعروض أو خطة بايدن، التي تهدف إلى منافسة الحزام الشمالي أو “الحزام والطريق”.
إضافة تعليق جديد