خلفيات انقلاب واشنطن الوشيك على الأكراد

الجمل:      دعمت الولايات المتحدة، وتحديداً البنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الامريكية، الحركات والفصائل المسلحة الكردية، حتى ظن زعماء هذه الحركات بأنهم يرتبطون بـ(تحالف استراتيجي) مع أمريكا على غرار تحالف أمريكا مع إسرائيل.. وقامت الحركات الكردية بتكوين ما عرف بـ(اللوبي الكردي) في أمريكا لكي يعمل على غرار (اللوبي الإسرائيلي) في التأثير على قرارات الكونغرس الأمريكي ومتابعة الملفات الكردية في أروقة الإدارة الأمريكية.
·       انقلاب واشنطن الوشيك في (كردستان):
كتب الصحفي الأمريكي روبرت نوفاك مقالاً جريئاً نشرته صحيفة الواشنطن بوست، حمل عنوان (مغامرة بوش التركية) أورد فيه معلومات زوده بها أحد كبار المسؤولين الأمريكيين، تقول بأن إدارة بوش قد قررت القيام بتنفيذ عملية سرية جديدة لا في لبنان هذه المرة، وإنما في كردستان، ويقوم حالياً بعض كبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والبنتاغون، ووزارة الخارجية الامريكية، بالتخطيط مع نظرائهم الأتراك من أجل تنفيذ عملية عسكرية- استخباراتية تركية- أمريكية مشتركة تهدف إلى ردع وقمع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
أضاف روبرت دي نوفاك، بأن هدف أمريكا من تنفيذ هذه العملية هو تفادي دخول الجيش التركي في شمال العراق.
·       ردود الفعل الأولية التركية إزاء الانقلاب الأمريكي الوشيك:
صحيفة زمان التركية أوردت بأن مستوى وزارة الخارجية التركية رفضوا الرد بالإيجاب أو السلب على استفسارات الصحيفة حول العملية العسكرية- الاستخبارية الأمريكية- التركية المشتركة.
والشيء نفسه حدث في السفارة الأمريكية بتركيا، فقد رفض الدبلوماسيون الأمريكيون التعليق على الاستفسارات وكل ما حصل عيه مندوب صحيفة زمان هو تصريح الملحق الإعلامي للسفارة الأمريكقة في أنقرا كاتراين شالو، والذي قالت فيه: انه لا تعليق لدينا، ونحن فقط ننظر بجدية إلى خطر تهديد حزب العمال الكردستاني، وسوف نواصل العمل مع السلطات التركية والعراقية من أجل التصدي لمواجهة هذا الخطر.
·       التحركات السرية في واشنطن:
أورد موقع تيركيش ويكلي الالكتروني بأن التحركات قد بدأت بواسطة الإدارة الأمريكية من أجل الحصول على الموافقات اللازمة لتنفيذ (العملية السرية داخل إقليم كردستان العراقي)، واستناداً إلى القانون الأمريكي الذي يمنح الاستثناء للإدارة الأمريكية بتنفيذ العمليات السرية المحدودة بشرط الحصول سراً على موافقة بعض أعضاء الكونغرس، فقد قامت إدارة بوش باختيار بعض أعضاء الكونغرس وأطلعتهم على مخطط (عملية كردستان السرية). وتدور حالياً بعض النقاشات حول المخاطر التي يمكن أن تترتب على هذه العملية، وعلى وجه الخصوص:
-         تأثيراتها على العلاقات الكردية- الأمريكية.
-         تأثيراتها على تعاون الفصائل الكردية العراقية مع قوات الاحتلال الأمريكي.
-         تأثيراتها على الرأي العام الكردي.
-         تأثيراتها على تحالف الأكراد- نوري المالكي.
·       تقييم تركيا للعملية السرية:
كذلك تقول المعلومات بأن تركيا برغم قبولها التعاون الأمريكي المحدود، إلا أنها ترى بأن هذه العملية لا تكفي وحدها لتحقيق أجندة تركيا حول شمال العراق، وذلك لأن العملية تهدف فقط إلى القيام بهجوم مفاجئ واعتقال أو اغتيال زعماء حزب العمال الكردستاني، وإذا كان ذلك مطلب تركيا، فإنه لا يحقق الهدف الكامل، والمتمثل في التدمير النهائي لكل قواعد حزب العمال الكردستاني وبناه التحتية الموجودة في شمال العراق، كذلك هناك موضوع ضم منطقة كركوك إلى إقليم كردستان، إضافة إلى سلامة التركمان والعرب الموجودين في كردستان، إضافة إلى التقليل من الصلاحيات الاستقلالية الواسعة لحكومة كردستان الإقليمية، وكل هذه الملفات لا يمكن حسمها إلا بالاقتحام العسكري التركي الواسع النطاق لشمال العراق.
·       ردود الأفعال على الجانب الكردي:
حذر الزعيمان الكرديان جلال الطالباني الرئيس العراقي وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومسعود البرازاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراقي إيران وتركيا من مغبة التورط في اقتحام عسكري لإقليم كردستان، وتحت وطأة ضغوط حلفائه الأكراد سوف يقوم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بزيارة تركيا خلال الأسبوع القادم لبحث ملف حزب العمال الكردستاني مع أنقرا.
وفي تطور جديد، عقد اجتماع برلمان إقليم كردستان العراقي اجتماعاً قرر فيه المصادقة على البنود الأربعة الأساسية المتعلقة بمصير منطقة كركوك، والتي وردت ضمن مشروع قانون النفط العراقي، وحول استفتاء كركوك، أعلن البرلمانيون والزعماء الأكراد العراقيون بأن عدم ضم كركوك لإقليم كردستان يعني بالنسبة لهم الحرب الأهلية.