حماس وحزب الله في مرمى المنسق الجديد لمكافحة الإرهاب
الجمل: أصدر الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الماضي قراراً بتعيين البلجيكي غيليز ديكيرشوف دوسيلقيم، في وظيفة منسق مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الأوروبي.
• طبيعة الوظيفة:
تم استحداث وظيفة منسق شؤون مكافحة الإرهاب بعد أحداث مدريد التي وقعت في 11 آذار 2004م، وحالياً أصبح البلجيكي دوسيلقيم بمثابة خليفة الخبير السابق غييس دوفراي المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي.
ظلت وظيفة منسق شؤون مكافحة الإرهاب خالية على مدى الأشهر الستة الماضية التي أعقبت مغادرة المنسق السابق غييس دوفراي. وتقول المعلومات بأن دول الاتحاد الأوروبي لم تكن راغبة في ملء هذه الوظيفة، وذلك لأن طبيعة هذه الوظيفة تعطي الولايات المتحدة الأمريكية اليد العليا في التدخل من أجل توجيه أنشطة مفوضية الاتحاد الأوروبي تحت مزاعم أولوية الحرب ضد الإرهاب.
• آلية التدخل الأمريكي- الإسرائيلي الجديدة:
الوصف الوظيفي لمهام (منسق شؤون مكافحة الإرهاب) يشير إلى وجود مهام وظيفية مفتوحة على كافة الهياكل والأنشطة الأوروبية، ومن أبرز هذه المهام:
- مهام سياسية: تتضمن التدخل في توجيه السياسات الخارجية والداخلية للدول الأوروبية.
- مهام اقتصادية: تتضمن التدخل في الشؤون الاقتصادية الداخلية، إضافة إلى توجيه العلاقات الاقتصادية الخارجية.
- مهام اجتماعية: وتتضمن التدخل في السياسات الاجتماعية مثل: قضايا الهجرة، والأنشطة الدينية والتعليمية وغيرها.
- مهام عسكرية: وتتضمن التدخل في الشؤون العسكرية بهدف توظيف القدرات العسكرية الأوروبية في الحرب ضد الإرهاب.
- مهام أمنية: وتتضمن التدخل في الشؤون الأمنية الخاصة بالدول الأوروبية، بهدف ترقية وتبادل المعلومات الاستخبارية والأمنية حول الإرهاب.
• بين علاقات عبر الأطلنطي وعلاقات عبر المتوسط:
ترتبط دول الاتحاد الأوروبي بعلاقات متينة مع الولايات المتحدة ضمن علاقات عبر الأطلنطي، وفي الوقت نفسه تحاول دول الاتحاد الأوروبي تعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط ضمن علاقات عبر البحر الأبيض المتوسط.
تتخوف دول الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي تفعيل وظيفة منسق شؤون مكافحة الإرهاب إلى حدوث المزيد من التوترات، أبرزها:
- توتير علاقات عبر الأطلنطي، لأن الأوروبيين يرفضون التوافق التام مع أمريكا في توجهاتها الخارجية.
- توتير علاقات عبر المتوسط، لأن الأوروبيين، برغم دعمهم لإسرائيل، فهم غير مستعدين للوقوف دائماً إلى جانب إسرائيل.
- توتير علاقات عبر أوراسيا بين دول الاتحاد الأوروبي، ودول آسيا الوسطى والقفقاس وروسيا.
• أبرز التداعيات المتوقعة:
سوف يقوم منسق شؤون الاتحاد الأوروبي الجديد لمكافحة الإرهاب ملفات حزب الله اللبناني، وحركة حماس، وتقول المعلومات بأن تشديد ضغط (منسقية) الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب سوف يكون ضغطاً مشدداً يهدف إلى إدراج حزب الله اللبناني ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية، وإغلاق الطريق أمام أي تفاهم حقيقي بين حركة حماس ودول الاتحاد الأوروبي.
كذلك، تقول المعلومات بأن منسق شؤون مكافحة الإرهاب الجديد، سوف يعمل من أجل تصعيد مواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة لحكومة السنيورة، وعلى وجه الخصوص إزاء عملية نزع سلاح حزب الله، وغير ذلك من الأجندة اللبنانية ذات التأثير الضار على سورية والعلاقات السورية- اللبنانية.
وعموماً، سوف تقوم منسقية مكافحة الإرهاب، بالعمل من أجل ضبط إيقاع علاقات عبر المتوسط، بحيث تكون الأولولية لعلاقات عبر الأطلنطي.
وعلى العموم سوف تكون دول الاتحاد الأوروبي هي الخاسر الوحيد من جراء التجاوزات التي سوف تقوم بارتكابها منسقية مكافحة الإرهاب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد