المهرجان الثاني للقصيدة الشعبية

تم افتتاح المهرجان الثاني للقصيدة الشعبية في المركز الثقافي في مساكن برزة بمشاركة اكثر من 35 شاعراً وشاعرة من كافة المحافظات السورية وبمختلف اللهجات,وهذا المهرجان يعتبر تكريما لروح الكاتب ميخائيل عيد وقد ألقى الاستاذ عبد الناظر الحمد محاضرة بعنوان الشعر الشعبي السوري.

حيث ألقى باللوم في بداية محاضرته على الاعلام لعدم تغطيته لمثل هذه الندوات والمحاضرات وهو عتب من باب المحبة لما يكنه من مشاعر صادقة تجاه التطور الشعري الشعبي الذي كان وما زال رائجاً في مجتمعنا بكافة شرائحه وطبقاته وقد استهل الاستاذ محاضرته قائلاً:‏

تمتاز كل دولة من الدول العربية بلون من ألوان الشعر تقريباً فالقصيدة النبطية مثلا هي اللون السائد في الخليج العربي اضافة الى الزهيري الذي يكتب في بعضها مثل الكويت والبحرين وبنسب أقل في بقية الأقطار وهي تبث عبر أجهزة الاعلام وتقام لها المهرجانات التي تكون جوائزها بملايين الدولارات.‏

أما في سورية يتابع الاستاذ قائلا محظور على القصيدة الشعبية التواجد في الساحات الثقافية عبر اجهزة الاعلام المقروءة على الأقل إلا انها موجودة بقوة عبر الامسيات والسهرات ومثبتة نفسها عبر الاغنية التي تكاد تكون فاكهة الاعراس والمناسبات وفي سورية خليط عجيب من الشعر الشعبي فالقصيدة النبطية موجودة ومنتشرة في حوران وأرياف حمص وحماة والجزيرة والفرات ما بين قبائل العقيدات وشمر وعنزة والجبور اضافة الى الشعر الشعبي الفراتي والذي عدد له الباحث عبد القادر عياش اكثر من 85 لوناً من الميولة والممر والسوغلي والنايل ويستعرض لنا الاستاذ عبد الناصر انواع الشعر الشعبي.‏

ومنها العتابا وكانت من اكثر الألوان السائدة وما زالت سيدة السهرات في الكثير من المدن والأرياف ومن اشهر شعرائها ( عبد الله الفاضل).‏

والزجل وهو لون تلتقي فيه القصيدة الشعبية السورية بالقصيدة اللبنانية وهذا ليس غريبا لأن المنطقة العربية منطقة مفتوحة على بعضها البعض.‏

أما النوع الثالث يتابع الاستاذ قائلاً فهو:‏

الموال وله مسميات عدة منها الموال البغدادي والموال السوري والزهيري والابراهيمي وهذا الاسم مشتق من المواليا التي يعتقد الكثير من الباحثين بأنها اندثرت من العصر العباسي إلا انها مازالت تكتب حتى الساعة وبرأي الاستاذ عبدا لناصر ان سورية تحتوي على منجم هائل من الشعر الشعبي الذي لا يضاهيه شعر في المنطقة العربية إلا انه غير مرحب به في المحافل الرسمية وقد خطت وزارة السياحة خطوة جميلة وخجولة عندما أقامت مهرجان البادية لأنها لم تعط الشعر الشعبي حقه .‏

ويتساءل الاستاذ عبد الناصر في نهاية محاضرته متى سيأخذ الشعر الشعبي حقه ومتى سنفهم ان كل ما قدم من أغان في أجهزة الاعلام هو من الشعر الشعبي وكل ما يقدم من مسلسلات هو من الأدب الشعبي؟‏

هويدا سوركلي

المصدر: الثورة