بلوغ سن الـ100 أسهل مما يعتقد
العيش حتى عمر المائة، مسألة أسهل مما قد يظن واحدنا، إذ أن أبحاثاً علمية حديثة أشارت إلى أنه حتى الأشخاص الذين قد يتعرضون لأزمات صحية مثل أمراض القلب والسكري في مرحلة متقدمة من حياتهم، لديهم فرصا ببلوغ 100 عام.
واستندت الدراسة، التي أشرف عليها خبراء من جامعة "بوسطن"، بإجراء اتصالات وتقييم صحي لأكثر من 500 سيدة و200 رجل بلغوا عمر الـ100، حيث وجدوا أن ثلثي العينة من الجنسين نجوا من الإصابات بأمراض ناتجة عن الشيخوخة، غير أن النسبة الباقية الذين وصفوا "بالناجين" أصيبوا بأمراض لها علاقة بالشيخوخة قبل بلوغهم سن الـ85، منها مرض ضغط الدم المرتفع والسكري وأمراض القلب.
إلا أن العديد منهم واصلوا حياتهم بشكل جيد كما الحال مع أقرانهم من "الأصحاء".
ووجدت الدراسة أنه بالإجمال فإن أمور الرجال المسنين في هذه العينة أفضل من فئة السيدات، فقرابة ثلاثة أرباع نسبة المسنين من الرجال، قادرون على الاعتناء بأنفسهم دون مساعدة مثل الاستحمام وارتداء اللباس، مقابل ثلث العينة لدى السيدات.
ويعتقد الخبراء أن ذلك يعود ربما أن الرجال يجب أن يتمتعوا بحالة صحية ممتازة أصلا لبلوغ هذه السن، وفق ما كتبت رئيسة البحث الطبيبة ديلارا تيري وزملائها.
ونجحت إحدى عينات الدراسة، المسنة روزا ماكجي في تفادي الإصابة بأمراض مزمنة وتبلغ حاليا 104 سنوات. ماكجي الطباخة والخياطة المتقاعدة هي واضحة التفكير بشكل ملفت، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وقالت في مقابلة معها في منزل نجلتها في شيكاغو "عاداتي في العيش جميلة، لا أتناول أي أدوية، ولا أدخن أو أتناول الكحول، لم أقم بذلك بتاتاً."
المسنة الأمريكية وحتى العام 2006 كانت تعيش لوحدها وتقوم بشؤونها دون مساعدة إلى أن سقطت، لتنتقل لاحقا بعد أن وهنت حركتها للعيش مع ابنتها، وإن كانت تقوم بالخروج والسير لبعض الوقت عدة مرات في الأسبوع خارج المنزل.
وتقول ماكجي إن صحتها تعود لإيمانها بالله كما تتلقى العناية اللازمة إذ يزورها باستمرار طبيب وممرضة.
إلا أن الخبراء يعتقدون ايضا أن الجينات التي تحملها ماكجي يعود الفضل فيها لبقائها حية حتى الآن، إذ أن والدي أمها عاشا حتى سن المائة والـ107 سنوات.
ورغم أهمية الجينات الوراثية، إلا أن الخبراء يعتقدون بوجود عوامل أخرى يعود فيها الفضل إلى طول العمر.
ففي دراسة ثانية أوسع لرجال مسنين في السبعينات من العمر- أشرف عليها خبراء من جامعة "هارفارد" - وجدت أن أولئك الذين تفادوا التدخين وقلة الحركة والإصابة بالسمنة وأمراض السكري وضغط الدم المرتفع، رفعوا من فرص حظوظهم بالعيش حتى سن التسعين، ووفق الخبراء، فإنهم في الواقع رفعوا هذه الفرص بنسبة 54 في المائة.
إلا أن فرص عيشهم تراجعت مع وجود كل عامل خطر، من العوامل الخمسة المذكورة آنفا، فيما الأفراد الذين لديهم الأعراض الخمسة فأن نسبة عيشهم حتى سن التسعين لا تتعدى 4 في المائة.
وشملت الدراسة 2357 رجلا متابعة أوضاعهم لفترة 25 عاما حتى وفاتهم، بادئة بذلك منذ كانوا في سن السبعين.
ووجدت الدراسة أن 40 في المائة منهم بلغوا سن التسعين، ونسبة 24 في المائة منهم لم يتعرضوا لأي من المخاطر الخمسة السابقة الذكر.
وقالت الطبيبة لوريل ياتس من جامعة "هارفارد بريغهام ومستشفى السيدات": "الأمر لا يعود للحظ الجيد، وليس الجينات.. إنه أسلوب حياة" وذلك يشكل فارقا كبيرا.
وقالت إنه لم يفت الأوان لاعتماد أسلوب حياة صحي مثل ممارسة المشي والتمارين، وإن كانت نتائج الدراسة لم تتطرق إلى ما إذا كان الانتظار حتى سن السبعين للإقلاع عن التدخين وخفض الوزن وممارسة الرياضة، قد يطيل عمر الفرد.
من جهته قال الطبيب ويليام هال من جامعة "روشستر" إن الاعتقاد العام إزاء العيش حتى عمر المائة، مسألة محصورة فقط بأولئك الذين لم يتعرضوا لأزمات صحية خطيرة وأمراض مزمنة.
وجاء في نظريته التي أوضحها في مقالة نشرت الاثنين في منشورة متخصصة، أن الفضل في امكانية العيش حتى المائة يعود بشكل رئيسي للمبادرات الجريئة التي يتخذها الأطباء إزاء الأمراض التي يعاني منها المسنون، وعدم اليأس والاستسلام بأن لا منفعة لهم من ذلك.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد