مشاريع طالبيةمتميزة في سوريةتنقصها البطاقةالخضراءإلى عالم الصناعة
عندما تطأ قدماك مدخل المكان يخيل إليك أنك في اليابان أو إن اليابان في مدينة اللاذقية السورية. وعندما تصبح في داخله ينتابك شعور بأنك في عالم افتراضي لا يتدخل فيه الإنسان بشيء، فتارة تشاهد ذراع رجل آلي تتحرك في كل الاتجاهات، وتارة أخرى ترى كرسياً متحركاً يتسلق الأدراج، كما تشاهد كاميرا لمراقبة كل القطع الموجودة بجانبها. إنها مشاريع لطلاب سوريين موجودة في قسم الميكاترونيك في جامعة تشرين في مدينة اللاذقية. وتعتبر هذه المشاريع التي تُنجز بإشراف خبراء وكالة «جايكا» اليابانية فريدة من نوعها على مستوى سورية والشرق الأوسط.
تــختلف أسباب الإقبال على تطوير أفكار هذه المشاريع وتطبيقها لدى الطلبة المبدعين، فمنهم من يرغب في ابداع طرق جديدة لحل مــشاكل إنسانية مــثل مــحمد المصري الــطالب فــي الــسنة الخامــسة في قــسم الميكاترونيك: «فكرت في تصمــيم كرسي عــجزة يتــسلق الأدراج قــبل أن آخــذ قياسات الأدراج الشــائعة في ســورية، وقــد نــجحت في ذلك».
ويجمع الكادر التدريسي على ان فكرة محمد جديدة لم يسبقه احد عليها على رغم اختراع كرسي متحرك للعجزة: «منذ سنين لكن لم يتم اختراع كرسي يتسلق الأدراج» على حد تعبير الدكتور جورج إبراهيم، رئيس قسم الميكاترونيك.
وتتميز بعض المشاريع بأنها علمية بحته لا تهدف إلى التسويق في شركات محلية أو دولية.
ومن بينها مشروع لمعالجة الصورة من طريق المتحكم plc وشاشة Gld اعتماداً على نظام فرز يعتمد على أنظمة الهواء المضغوط: «معالجة الصورة علم جديد في سورية ويقوم التصميم الجديد على تمريرها تحت كاميرا لديها حساس يقوم بإعطاء أمر للكومبيوتر من طريق المنفذ التفرعي لتبدأ عمليات المعالجة»، كما يقول أحمد صقر، الطالب في السنة الخامسة في القسم المذكور في تعريف مشروعه، ويضيف: «نظام اختبار المعامل من اجل تمييز القطع الإنتاجية موجودة في الدول المتقدمة غير انه ليس موجوداً في المعامل السورية ويمكن اعتبار ذلك جوهر الفكرة».
وعلى رغم المستوى الأكاديمي المتميز لطلبة قسم الميكاترونيك في الجامعة، يعانون من صعوبات كبيرة أبرزها التكاليف المرتفعة للمشاريع وصعوبة توفير القطع اللازمة لها، إضافة إلى عدم وجود شركات تتبنى تصاميمهم. «لقد حاولنا مراراً تامين القطع لكننا لم نتمكن، حتى جاءتنا من الإمارات» على حد تعبير المصري. ويعود السبب في صعوبة توفير القطع إلى ان السوق السورية لا تصنع هذه القطع .
ويضاف إلى ذلك تكاليفها الباهظة بالنسبة الى الطالب. غير أن الجامعة تتحمل التكاليف في حال تقدم الطالب بتصور أو بخطة عمل مقنعة قبل البدء بتنفيذ المشروع كما يقول ابراهيم. وهناك إمكان لتقاسم تكلفة المشروع الواحد بين طالبين أو أكثر كما فعل الطالب أحمد صقر وزميلته هلا أبو كف.
غير ان غياب الشركات الحاضنة لأفكار الشباب يبقى من أكثر الصعوبات التي تعترض طريقهم. وهو الأمر الذي يدفع معظم الطلاب الى إنجاز مشاريع تخرج سطحية أو ليست ذات قيمة علمية كبيرة، ما يعني إضعاف خوافزهم لإنجاز مشاريع رائدة. وفي هذا السياق يسأل المصري: «لماذا لا تُقلب الآية وتُربط مشاريعنا بالصناعة ونصبح مصدرين للتقنيات العالية بدلاً من أن نستوردها في شكل دائم؟».
وفي ضوء ذلك يحاول الكادر التدريسي في جامعة تشرين في سورية وجهات معنية أخذ مساعدة الطلبة على عرض مشاريعهم المتميزة وتسويقها على عاتقهم عن طريق تنظيم ملتقى يجمع مشاريع الطلاب من مختلف أنحاء الوطن العربي.
«نحاول جاهدين جذب الشركات الخاصة وأصحاب الفعاليات إلى مشاريع الطلاب، وعليه سيقام خلال الشهر المقبل ملتقى الطلاب العرب الإبداعي بهدف نقل مشاريع الطلاب إلى عالم الصناعة والأخذ بأيديهم من قبل القطاعين الخاص والعام»، يقول ابراهيم.
عفراء محمد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد