جثث قتلى معارك كسمايو تهز هدوء المدينة بعد سيطرة الإسلاميين
شهدت مدينة كسمايو الساحلية الاستراتيجية جنوب الصومال أمس، حالة هدوء زعزعته مناظر الجثث المتناثرة وطائرات حلقت فوق الرؤوس بعد يوم واحد من سيطرة حركة الشباب الإسلامي، فيما دارت اشتباكات في مقديشو أودت بحياة 12 شخصاً، وخطف صحافيان أجنبيان.
وقال محمد فرح (55 عاما) أحد سكان المدينة “نجمع الآن الجثث الملقاة في الشوارع”، وأضاف “المدينة هادئة اليوم ونحن مشغولون بدفن ضحايا القتال”.
وهنأ متحدث باسم متشددي المعارضة الذين يتخذون من إريتريا مقرا لهم الحركة على استيلائها على البلدة الرئيسية، وقال إسماعيل أدو من تحالف إعادة تحرير الصومال سنواصل حربنا على رجال الميليشيات إلى أن نحكم البلاد بالشريعة، وأضاف “سنشكل إدارة لكسمايو في الأيام المقبلة”.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال أحمد ولد عبد الله عن أسفه لسقوط قتلى في كسمايو وقال إن القتال من أجل السيطرة على الميناء دافعه الموارد وليس السلطة السياسية، وأضاف “أدعو كل الأطراف إلى احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وأن تفي بتعهدات اتفاق جيبوتي”.
واعتبر مراقبون صوماليون سيطرة حركة الشباب على كسمايو انتصارا عسكريا للمعارضة وضربة موجعة للحكومة والقوات الإثيوبية، ورأوا فيها بداية عودة للميليشيات الإسلامية التي انسحبت من المدينة أواخر عام 2006 بعد الاجتياح الإثيوبي لمقديشو، وتوقعوا هجوما معاكسا.
واندلعت اشتباكات عنيفة لليوم الثالث بين قوات صومالية وإثيوبية وبين مسلحين معارضين في مناطق بالعاصمة مقديشو وأسفرت عن مصرع 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ،20 ودارت أعنف المعارك في حي “ورطيغلي” وسط العاصمة بعد إطلاق مسلحين معارضين قذائف هاون على القصر الرئاسي ردت عليه القوات الإثيوبية بقصف سوق “بكارو” بالمدفعية الثقيلة، وتسببت قذيفة سقطت قرب مسجد “أبو هريرة” بمصرع 7 أشخاص وإصابة آخرين، وسقط أكثر من 10 قذائف في مناطق مختلفة بالسوق ما أثار الفزع وتسبب في إغلاق المحلات التجارية.
وشهدت مناطق من حي “هروا” اشتباكات عنيفة بين قوات إثيوبية صومالية من جهة ومسلحين معارضين، بعد انتشار القوات في أنحاء واسعة من الحي بحثا عن عناصر متورطة في هجمات.
من جهة أخرى، خطف صحافيان مستقلان، كندية واسترالي، قرب مقديشو على أيدي مسلحين مجهولين، وقال مسؤول امني إن “الصحافيين، وهما كندية واسترالي، خطفهما مسلحون مجهولون”، وأضاف أن عملية الخطف “تمت تحت تهديد السلاح، وكانت مخططا لها مسبقا”.
وأكد مسؤول في الشرطة خطف الصحافيين على الطريق المؤدية من مقديشو إلى افغويي غربا.
على صعيد مختلف، قال المكتب الدولي للشحن البحري إن قراصنة فتحوا النار على سفينة شحن يابانية قبالة سواحل الصومال ولكن السفينة تمكنت من النجاة من محاولة الاختطاف.
وقال رئيس مركز الإبلاغ عن القرصنة في المكتب في كوالالمبور نويل تشونج إن قراصنة في زورقين سريعين طاردوا سفينة الشحن وعلى متنها 20 شخصا في خليج عدن، وأضاف “أطلق القراصنة النار وحاولوا الصعود إلى متن السفينة” ولكنها تمكنت من النجاة.
وفي سياق متصل، قال مسؤول إيراني إن شركة شحن إيرانية تسعى للاستعانة بالدبلوماسية لتأمين إطلاق سراح بحارة خطفهم قراصنة فرضوا سيطرتهم على سفينة شحن الخميس الماضي.
وقال المدير العام لخطوط الإبحار في إيران محمد حسين داجمار “نحاول استخدام الوسائل الدبلوماسية لإطلاق سراح السفينة التي تحمل 40 ألف طن من الحديد الخام وكانت في طريقها من الصين إلى هولندا”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد