كيف تستخدم واشنطن الكارت السعودي – الخليجي في القوقاز
الجمل: تزايدت حدة المواجهات الدبلوماسية على خط موسكو – واشنطن ولم يعد ملف هذه المواجهات حصراً على صراع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وإنما انتقل إلى المجالات الأخرى الأكبر والأكثر تأثيراً في التوازنات الإقليمية والدولية.
* أبرز التطورات الجارية في الساحة الدبلوماسية:
وصلت المفاوضات الأمريكية – البولندية، والأمريكية – التشيكية إلى مرحلة متقدمة لجهة التوقيع على اتفاق نشر بطاريات مشروع الدفاع الصاروخي الذي تنظر إليه موسكو باعتباره يمثل خطراً مباشراً على أمنها.
وإضافةً لذلك، فقد صرح المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين بضرورة أن تعلن الإدارة الأمريكية رسمياً موافقتها على الاعتراف بإقليم الشيشان الروسي كدولة مستقلة تماماً على غرار اعتراف موسكو باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
وتقول التسريبات بأن زعماء الفصائل المسلحة الشيشانية يعقدون المزيد من المشاورات الهادفة إلى السعي من أجل تشكيل حكومة منفى شيشانية تقوم بأعباء إعلان الاستقلال وقيادة العمل السياسي والعسكري لإقامة الدولة الشيشانية المستقلة وتقول التسريبات أيضاً بأن زعماء المجاهدين الشيشان أصبحوا أكثر تفاؤلاً بسبب:
• الدعم الأمريكي الذي بات مؤكداً حصولهم عليه على خلفية تزايد التوتر على خط موسكو – واشنطن.
• التوافق والتفاهم بين زعماء الشيشان والسلطات الجورجية والأذربيجانية الداعمتان لواشنطن.
وتشير التسريبات إلى احتمالات أن تتزايد عدوى إعلان بعض الأقاليم الروسية الانفصالية بالأخرى الموجودة في منطقة القوقاز (القوقاز الشمالي) عن تشكيل حكومات منفى واحدة تلو الأخرى، طالما أن واشنطن مستعدة لتأمين الاعتراف الذي يتيح للحركات الإسلامية السنية الانفصالية الغطاء القانوني الدولي، وعلى وجه الخصوص عدم اتهامها بواسطة أمريكا والاتحاد الأوروبي بالإرهاب.
* واشنطن واستخدام الكارت السعودي – الخليجي في القوقاز:
الحركات السنية الأصولية الموجودة في مناطق القوقاز الشمالي: الشيشان، داغستان، أيداجيا - الشركسية، كاباردينو – بلغاريا، أنفوشيا، ترتبط بعلاقات وثيقة مع الجماعات الأصولية السنية الموجودة في السعودية والخليج العربي وعلى وجه الخصوص مع الزعماء الوهابيين والساسة السعوديين والخليجيين. الروابط القوقازية الشمالية - السعودية شملت الآتي:
• تقديم الملاذ الآمن لزعماء الحركات السنية الانفصالية القوقازية.
• تقديم الدعم المالي واللوجستي لهذه الحركات.
• تقديم المتطوعين من المجاهدين الراغبين في القتال إلى جانب الحركات الأصولية السنية القوقازية.
وتقول التسريبات بأن المخابرات السعودية لها اليد الطولى في مناطق القوقاز الشمالي وعلى وجه الخصوص في داغستان والشيشان وأنفوشيا، وتقول التحليلات بأن وكالة المخابرات الأمريكية تعتمد بقدر كبير على دعم المخابرات السعودية لها في هذه المناطق.
تشير التوقعات إلى أن تحركات وكالة المخابرات الأمريكية والإدارة الأمريكية في مناطق القوقاز الشمالي ستعتمد بقدر كبير على استخدام المخابرات السعودية للقيام بدور البروكسي المخابراتي الأمريكي في هذه المناطق، والتي ظلت الحركات الوهابية السعودية تنظر إليها كمناطق للجهاد الإسلامي المقدس منذ أيام حرب الجهاد الأفغاني التي رعتها المخابرات الأمريكية والباكستانية والسعودية ضد الاتحاد السوفيتي السابق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد