استراتيجية الدفاع اللبناني: الأجندة وبنود الحوار
الجمل: أشارت التقارير الواردة من بيروت إلى أن الفرقاء اللبنانيين سيجلسون مجدداً إلى طاولة الحوار والتفاهم الوطني اللبناني، وذلك من أجل استكمال عملية الوفاق الوطني التي أسس لها اتفاق الدوحة الأخيرة.
* ماذا تقول السردية؟
ستشرع القوى والأطراف السياسية اللبنانية خلال هذا الأسبوع في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية المتوقع أن تتضمن نقاشاً وحواراً لبنانياً حول دور حزب الله الذي تنظر إليه بعض الأطراف اللبنانية بأنه دور مثير للجدل.
سيقوم الرئيس اللبناني ميشال سليمان بافتتاح ورئاسة جلسة الحوار الأولى وبعدها سيغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعد عودته ستتم متابعة جلسات الحوار والتفاهم اللبناني – اللبناني حول استراتيجية الدفاع الوطني.
وتقول المعلومات بأن توسيع نطاق الحضور وتحديد الأجندة وبنود الحوار ستكون جميعها حصراً من اختصاص الأطراف المشاركة الرئيسية التي تتمثل في قوى 8 آذار التي يتزعمها حزب الله وقوى 14 آذار التي يتزعمها تيار المستقبل.
* منظومة الحوار والتفاهم الوطني اللبناني:
يمكن تحليل منظومة الحوار اللبناني وفقاً للأبعاد الآتية:
• البعد الهيكلي – البنائي: ستقتصر المشاركة في جلسات الحوار على 14 زعيماً لبنانياً، الذين وقعوا من قبل اتفاق الدوحة في شهر أيار الماضي إضافة للزعماء المدعوين سيشارك الرئيس سليمان ليس بوصفه الطرف الـ15 وإنما بوصفه راعي الحوار والمشرف عليه.
• البعد القيمي – الإدراكي: ستتم الدعوة للحوار والتفاهم بواسطة الرئيس سليمان إضافةً إلى أن جلسات الحوار ستنعقد في قصر بعبدا حيث مقر الرئاسة اللبنانية ويتضمن هذا في حد ذاته قيمة رمزية – إدراكية لجهة أن مؤسسة الرئاسة اللبنانية هي المعنية مادياً ومعنوياً بتوحيد اللبنانيين.
• البعد التفاعلي – السلوكي: النقاش هذه المرة سوف لن يركز على الأجندة المتفرقة وإنما سيركز على استراتيجية الأمن اللبنانية كسياق عام ضمن مناقشة قضايا الأمن والدفاع اللبناني التي لا بد من أن يأتي من بينها ملف مصير سلاح حزب الله وما شابه ذلك.
من المعروف أن الحوار اللبناني قد وصل إلى الكثير من النقاط المغلقة وكان السبب الرئيس وراء ذلك فشل جولات حوار وتفاهم ما قبل اتفاق الدوحة هو إصرار قوى 14 آذار على نزع سلاح المقاومة المطلب الرئيسي الذي يرفضه الحزب متمسكاً بمبدأ أن سلاحه هو بالضرورة سلاح المقاومة اللبنانية وقد أدت الضرورة الحرجة والمتعلقة بالحاجة اللبنانية الماسة للدفاع عن النفس في وجه العدو الإسرائيلي الذي ما زال يحشد خمس فرق عسكرية في مواجهة الحدود اللبنانية.
أبرز التوقعات تقول بأن الحوار الذي سيبدأ تحت إشراف ورعاية الرئيس سليمان سيكون هذه المرة في مواجهة العديد من المنعطفات الحرجة وبكلمات أخرى سيكون نجاح الحوار والتفاهم رهين حصراً بمدى :
• تخلي الأطراف الخارجية وتحديداً محور واشنطن – تل أبيب عن ممارسة الضغوط على قوى 14 آذار المتحالفة مع الغرب.
• تخلي قوى 14 آذار عن مفهوم أن إسرائيل لن تعتدي على لبنان إذا كان أعزلاً بلا سلاح ولا مقاومة.
إضافةً لذلك، فإن ما هو أكثر أهمية يتمثل في ضرورة عدم استجابة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان للضغوط الأمريكية خلال زيارة البيت الأبيض المتوقعة خلال الأيام القادمة وذلك لأن جماعة المحافظين الجدد قد رتبت أوراقها جيداً من أجل دفع الإدارة الأمريكية باتجاه الضغط على الرئيس اللبناني ومحاولة استغلال مؤسسة الرئاسة يتضمن الطريقة التي سبق أن استغلوا بها مجلس الوزراء والنواب اللبنانيين في تفجير وإشعال فتيل الأزمة السياسية اللبنانية السابقة وبكلمات أخرى فإن الأمل ما زال معقوداً على مدى صلابة الرئيس اللبناني ومؤسسة الرئاسة اللبنانية في القيام بعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد