زعيم المعارضة الصومالية يؤدي اليمين رئيساً للبلاد

أدى الرئيس الصومالي الجديد زعيم الإسلاميين المعتدلين الشيخ شريف شيخ احمد اليمين في حفل في جيبوتي أمس، بعد ساعات على انتخابه من قبل البرلمان الصومالي الانتقالي.

وأعلن شيخ احمد “ستقدم حكومتي خطة لتخطي المصاعب التي تواجهها البلاد”، وأضاف “سأستمر في خدمة الشعب وسأهتم بالحالة الإنسانية وسأعطي الأولوية للمهجرين في الحرب”.

وفاز زعيم تحالف إعادة تحرير الصومال جناح جيبوتي في الانتخابات الرئاسية التي أجراها البرلمان الصومالي في جيبوتي ليل الجمعة/السبت، وأعلن رئيس البرلمان الشيخ آدم مدوب في نهاية الاقتراع الذي استمر حتى الفجر أن شيخ أحمد حصل على “293” صوتا مقابل “126” لمنافسه في الجولة الأخيرة مصلح محمد سياد نجل الرئيس الأسبق، حيث انسحب رئيس الوزراء السابق نور حسن حسين ومرشحون آخرون شاركوا في الجولة الأولى، وهنأ مصلح الشيخ شريف بفوزه في الانتخابات التي أشار إلى أنها كانت نزيهة، فيما أعلن حسين “استعداده للتعاون مع الرئيس لجعل الصومال بلدا يعمه السلام”، وقال “إن الانتخابات هي جزء من الجهود التي ابذلها من اجل وضع حد للحرب الأهلية بصورة سلمية”.

ووصف الشيخ شريف الانتخابات بأنها نصر للشعب الصومالي، وأشاد بدور الأمم المتحدة وحكومة جيبوتي في إنجاح المصالحة الصومالية، مشيرا إلى أنهم سيشرعون بتشكيل حكومة وحدة في أسرع وقت ممكن تمثل الشعب الصومالي وتنهض بواجباتها، وتعهد ببذل جهوده في وقف الصراع الأهلي، ومد يده إلى التيارات الإسلامية المعارضة، ودعاها إلى المشاركة في العمل السياسي وأكد أنه سيحرص على جعل منطقة الشرق الإفريقي خالية من الصراعات وتصحيح الصورة الخاطئة التي قدمتها بعض الجماعات عن الإسلام متعهدا بمحاربة الاستبداد والفساد والتمييز، وأعرب عن أمله في إجراء الانتخابات المقبلة داخل الصومال.

وحث مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال أحمد ولد عبد الله على التكاتف ودعم السلام، وطالب الحكومة بالتركيز على حل المشاكل الأمنية.

وسادت أجواء بهجة العاصمة مقديشو بعد فوز الشيخ شريف، وأطلق أنصاره أعيرة نارية في الهواء، وأبدى الشارع الصومالي ترحيبا حذرا بانتخابه، وأوضح أن المهم أن ينجح النظام في حل المشاكل السياسية والأمنية ومواجهة المعارضين بحكمة.

 وأشار محافظ إقليم شبيلي السفلى (جنوب) عبد القادر شيخ محمد إلى أن صعوبات جمة تواجه الرئيس وفي مقدمتها استيلاء حركة الشباب والجبهة الإسلامية وغيرها على الأقاليم الجنوبية، وحث على فتح حوار مع الجماعات.

من جهته، وصف الشيخ حسن طاهر أويس رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال “جناح أسمرا” أن ما جرى مهزلة ولن يغير من واقع الصومال شيئا.

وقال المتحدث باسم حركة الشباب الإسلامية بمدينة كيسمايو (جنوب) شيخ حسن يعقوب “لا يجب دعم شيخ شريف وانتخابه في جيبوتي”، وأضاف أن هؤلاء الذين يقاتلون لفرض التطبيق المتشدد للشريعة الإسلامية في كل الصومال أساءوا تفسير الدين وانه سيحاول التصحيح، وتابع إن حكومته لن تتساهل إزاء أي انتهاك للسلطة أو الفساد ومعاملة الدول باحترام.

وقال عبد القادر فرح وهو قيادي محلي في مقديشو “يواجه شيخ شريف تحديا أمنيا من الشباب. لن يقيم هؤلاء الاسلاميون وزنا لهذه الانتخابات، ولن يحل أزمة الصومال ما لم يحظ بالدعم الكامل من المجتمع الدولي”.

الشيخ شريف شيخ أحمد في سطور
ولد الشيخ شريف شيخ أحمد شيخ محمود عام 1966 في مدينة “مهداي” بإقليم “شبيلي الوسطى” شمال مقديشو وينحدر شريف من قبيلة “أبقال” إحدى الفصائل الرئيسية لقبيلة “الهوية” الكبرى وينتمي إلى أسرة دينية شهيرة أتم شريف تعليمه الأساسي في مقديشو ثم درس في السودان وليبيا وشارك بعد عودته إلى البلاد في أنشطة المجتمع المدني كما احترف مهنة التدريس، وفي العام 2002 خطف مسلحون احد تلاميذه الشباب، فقرر أن يقف في وجه سلطة “أمراء الحرب” وميليشياتهم التي تهيمن على مدينة دمرتها المعارك، فأسس محكمة إسلامية وأدارها، وما لبثت المحكمة أن فرضت الاحترام وذاع صيت الشيخ شريف.

وانتخب عام 2005 رئيسا لاتحاد المحاكم الإسلامية الذي خاض في 2006 معارك شرسة مع تحالف مكافحة الإرهاب الذي أسسه أمراء الحرب بدعم أمريكي ثم فر إلى كينيا بعد اجتياح القوات الإثيوبية للصومال وإطاحتها بالمحاكم الإسلامية، واختير في سبتمبر سنة 2007 رئيسا لتحالف إعادة تحرير الصومال الذي أنشئ في العاصمة الإريترية “أسمرا” التي غادرها العام الماضي وتمركز في جيبوتي بعد خلافات مع طاهر أويس شريكه في تأسيس التحالف، حيث بدأ مفاوضات مع الحكومة الصومالية أدت إلى انسحاب إثيوبيا من الصومال وانتخابه في نهاية المطاف رئيسا للصومال.

المصدر: وكالات