القذافي يستضيف قادة «س. ص.» بغياب العرب
دعا الرئيس الليبي معمّر القذافي، أمس، إلى اتخاذ مواقف حاسمة لمعالجة الخلاف بين السودان وتشاد «ولو بالقوّة»، معتبراً أنّ انضمام جزيرة مايوت في جزر القمر إلى فرنسا سيفتح المجال أمام جزر أخرى تابعة لدول أوروبية في المتوسط للانضمام إلى افريقيا وليبيا.
وقال القذافي، في افتتاح قمة تجمّع دول الساحل والصحراء (س. ص.) في مدينة صبراتة الليبية (56 كلم غربي طرابلس)، إنه سيطلب تشكيل وفد من مفاوضين ساميين في السودان وتشاد تحت إشراف تجمّع دول الساحل والصحراء من أجل وضع تفاصيل حلّ للخلاف بينهما اعتبارا من هذه القمة. وتساءل «كيف ينعقد هذا التجمّع ولا تحلّ المشاكل بين السودان وتشاد»، مضيفا «يجب أنّ نتدخل ولو بالقوة لفرض السلام وفرض العقوبات».
يذكر أنّ العلاقات بين تشاد والسودان تشهد توتراً حاداً، على خلفية الاتهامات المتبادلة بدعم حركات التمرّد التي تهدف إلى زعزعة النظام في كل من البلدين.
وأعرب القذافي عن استيائه بسبب عدم حضور عدد من رؤساء الدول الأعضاء في التجمّع إلى لقمة، معتبرا أن ذلك يعدّ دليلا على وجود مشاكل في التجمع «وهو ما يبعث على القلق». ورأى أنّ إبلاغهم ليبيا بعدم حضورهم قبل يومين من القمة «يعدّ أسلوبا غير محترم للتعهدات وللدولة المضيفة».
يشار إلى أنّ غالبية قادة هذا التجمع تغيبوا عن حضور أعمال القمة، وخاصة القادة العرب الذين لم يحضر منهم إلا الرئيس السوداني عمر البشير. ومن بين الـ 25 دولة عربية وافريقية الأعضاء في هذا التجمع، حضر القمة 10 رؤساء فقط، فيما أوفد الباقون من يمثلهم على مستوى رؤساء حكومات أو وزراء.
ونبّه القذافي الدول التي لا يحضر قادتها مؤتمرات القمة من أنها قد تحرم من البرامج الاقتصادية التي يعتزم التجمع تنفيذها، ومن بينها زيادة رأسمال مصرف التجمّع والمصرف الريفي، وبالتالي حرمان شعوبها من ذلك، إلى جانب عدم تمكين مبعوثي هؤلاء القادة من حضور اجتماعات الرؤساء على مستوى القمم.
واعتبر أن منح جزيرة مايوت في جزر القمر أحقية الاستفتاء في الانضمام إلى فرنسا هي شيء خطير، محذراً من أنه في حال فتح الباب في هذا الاتجاه «فقد تطلب حتى جزر في البحر المتوسط مثل سردينيا وصقلية وكورسيكا أو في البهاما أو الكاريبي أن تصوّت إلى جانب أفريقيا وتطلب الانضمام حتى إلى ليبيا».
وتطرق القذافي في كلمته إلى مشكلة الصومال والقرصنة البــحرية، حيث اقترح أنّ «يكون هناك من يمثل القراصــنة للتحدث عن حقهم»، موضحاً أنّ القرصنة نشأت بسبب سلب اسماك الصوماليين». وأضاف أنه سيتقدم باقتراح للعالم «بأن تكون هناك معاهدة دولية يتم بموجبها احترام المياه الدولية للصوماليـين والا يتـم اســتغلال ثرواتها الاقتــصادية في تلك المنطقة إلا بموافقة الصوماليين ويعتبر هذا الحق مشروعا قانونيا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد