عروض أميركية لإيران للعب دور قيادي اقليمي
هدد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ومسؤول الملف النووي علي لاريجاني بمعاودة النظر في السياسة التي اتبعتها بلاده في التعامل مع عرض الحوافز الغربي، اذا نفذ مجلس الأمن قراره بفرض عقوبات عليها في حال مضيها في تخصيب اليورانيوم. وقال إن قرار مجلس الأمن الذي يطالب ايران بوقف التخصيب «لن يؤثر على الارادة الايرانية وهم (الغربيون) على خطأ اذا كانوا يعتقدون بأن في استطاعتهم حرمان ايران من التخصيب والتكنولوجيا النووية».
واستبعد لاريجاني تعرض ايران لأي هجوم عسكري، مقللاً من اهمية التهديدات الاميركية بفرض عقوبات اقتصادية على بلاده، بما في ذلك معاقبة بعض الشركات التي تتعاون مع ايران. وقال ان تلك العقوبات «كانت موجودة دائماً وتفضح الوجه المغامر والرجعي لأميركا».
وشدد المسؤول الايراني على ان بلاده لا تريد استخدام سلاح النفط، معتبراً ان العقوبات «لن تؤثر» في سلوكها وأن لدى ايران «القدرة الجيدة على مواجهة هذه الامور». واستغرب «القصور في الفهم» لدى الأميركيين الذين يعتقدون بأنهم «بأسلوب كهذا يمكنهم التأثير على مواقف المسؤولين الايرانيين». ودعا الدول الغربية الى العودة الى مسار المفاوضات، مؤكداً ان ايران «على استعداد دائم لذلك»، لكنها ترفض المفاوضات في ظل «الضغط والعصا»، ومتسائلا: «اذا وافقت ايران على تعليق التخصيب لمدة قصيرة، فما الذي يبقى للتفاوض عليه؟».
وعن موعد الرد الايراني على الاقتراح الاوروبي، قال لاريجاني ان بلاده «سترد في التاريخ الذي حدده الرئيس» محمود احمدي نجاد (في 22 الشهر الجاري)، مشيراً الى انه ابلغ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان ايران ستكون «على استعداد للرد في حال انتهت من درس الاقتراح باكراً».
وعن البند المتعلق بالدور الإيراني في الأمن الإقليمي والذي ورد في رزمة الحوافز، قال لاريجاني: «المهم هو ظروف المنطقة والتي تعتبر مضرة لكل دولها»، في حين ان «العقيدة الامنية الايرانية تقوم على ايجاد الاستقرار والأمن الدائمين في المنطقة ولا نقبل بأن تفرض عليها مشاريع كالشرق الاوسط الجديد». وتحدث عن عروض أميركية لإيران للعب دور القيادة في المنطقة، شرط التخلي عن ادواتها، منتقداً الموقفين الروسي والصيني في مجلس الامن، ومضيفاً ان ايران «لا تعتمد الا على نفسها ولا يمكنها ان تحدد المسارات للآخرين الذين يعملون طبقاً لمصالحهم». واعتبر ان الموقف الروسي لن يؤثر على التسلح الايراني «لأن القدرة التسلحية لايران هي بالحجم الذي يجعل من مصلحة دول المنطقة التعاون معها».
الى ذلك، نفى لاريجاني مضمون تقرير لصحيفة «ذي صنداي تايمز» البريطانية عن محاولة ايران استيراد اليورانيوم من جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 2005. وقال: «لسنا في حاجة الى استيراد اليورانيوم ولدينا مناجم يورانيوم ومصنع» لاستخراجه.
حسن فحص
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد