اشتباكات بين الشباب وقوات كينية
وقعت اشتباكات وصفت بأنها عنيفة بين قوات حرس الحدود الكينية ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين الصومالية، إثر توغل الأخيرة داخل الأراضي الكينية.
وقال شهود عيان صوماليون إن مقاتلي حركة الشباب توغلوا مسافة كيلومتر واحد داخل تلك الأراضي.
وذكر مواطن صومالي من بلدة طوبلي رفض الكشف عن هويته، أن الاشتباكات اندلعت بين الجانبين أمس عقب تحرك مقاتلي الشباب من بلدة طوبلي الصومالية باتجاه الحدود الكينية.
وأضاف أن القوات الكينية أجبرت مقاتلي الحركة على التراجع نحو البلدة حيث يتخندقون حاليا في مدخلها الغربي تحسبا لهجمات قد تشنها عليهم القوات الكينية في وقت تسود البلدة حالة من الاضطرابات والترقب وسط المدنيين.
وتستدرج حركة الشباب المجاهدين وفق مصادر صومالية مطلعة، قوات حرس الحدود الكينية عبر توغل عناصرها داخل الأراضي الكينية، لإرسال رسالة إلى السياسيين الكينيين لطرد مقاتلي أحمد مدوبي الموالين للحزب الإسلامي من كينيا وهو ما يرفضه مدوبي جملة وتفصيلا.
وأضاف المصدر أن الاشتباكات المحدودة تحولت إلى حرب شاملة بين الجانبين غير المتكافئين، وهو ما ينعكس سلبا على المدنيين الصوماليين، الذين يواجهون ظروفا إنسانية صعبة.
وتعتبر هذه المواجهات المسلحة الأولى بين الجانبين منذ سيطرة حركة الشباب المجاهدين على بلدة طوبلي الإستراتيجية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.
وتأتي الاشتباكات المحدودة بين الجانبين إثر أنباء تفيد قرب تحركات القوات الصومالية الموجودة في كينيا باتجاه مدينة كيسمايو للسيطرة عليها.
كما تأتي عقب مقتل قائد العمليات العسكرية لحركة الشباب في بلدة طوبلي شيخ داود علي حسن بأيدي مجموعة مسلحة مجهولة الهوية في كيسمايو.
وفي الوقت نفسه يلف الغموض مصير نائب رئيس بلدة طوبلي شيخ محمد عرب، حيث تم اعتقاله بأمر من إدارة حركة الشباب في كيسمايو خلال الشهر الجاري، بتهمة التورط في مقتل قائد العمليات العسكرية للحركة في المنطقة الحدودية.
وقد ذكر أقارب عرب انقطاع الاتصال به، وأنهم لا يعرفون مصيره. وقد أثيرت شائعات بتصفيته جسديا غير أن مصادر مطلعة ذكرت أنه لا يزال على قيد الحياة.
وسبقت ظروف اعتقال الشيخ محمد عرب من قبل حركة الشباب، خلافات حادة بينه وبين شيخ داود، نتيجة تورط الأخير في مقتل أحد أقرباء محمد عرب ببلدة طوبلي بتهمة تعاونه مع مقاتلي أحمد مدوبي.
وفي شأن آخر عقد الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد لقاءات مغلقة أمس في نيروبي مع عدد من وزراء حكومته، أبرزهم وزير الدفاع، عبد الله بوس، وكذا قيادات عشائرية صومالية، لإنهاء الأزمة السياسية حول القوات الصومالية الموجودة في كينيا.
وذكرت مصادر رفيعة أن شيخ شريف أكد استعداد القوات الصومالية في كينيا للتوجه إلى مناطق جوبا وليست العاصمة الصومالية، كما روج له من قبل.
ويبدد هذا الموقف مخاوف الحكومة الكينية من نقل تلك القوات إلى مقديشو بدلا من زحفها باتجاه مناطق جوبا المجاورة.
وطلب الرئيس شريف مجددا من وزير النقل محمد عبده غاندي التخلي عن ملف تلك القوات وهو ما جعل هذا الأخير يهدد بالعمل ضد الحكومة الانتقالية الصومالية إذا لم تتراجع عن موقفها منه.
وقال "أنا على استعداد للتنازل حتى عن وزارة النقل، غير أنني لا أسمح بالتنازل عن إدارة القوات التي أشرف عليها الآن".
وفي المقابل أكد وزير الدولة للشؤون الأمنية عبد الرشيد محمد حدك أن القوات الصومالية في كينيا هي قوات وطنية صومالية، و"ليست مليشيات تابعة لعشائر، أو أمراء حرب جدد" مشيرا إلى أن الحكومة الانتقالية هي التي تقرر مصيرها.
عبد الرحمن سهل
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد