«الأطلسي» يكثف غاراته على طرابلس ويدعم الثوار في معارك زليتن والبريقة
واصلت الطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي خلال اليومين الماضيين شن الغارات على طرابلس وضواحيها، مركزة قصفها بشكل خاص على مقر إقامة الرئيس الليبي معمر القذافي في مجمع باب العزيزية، في وقت تواصلت المعارك بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للنظام الليبي على أكثر من جبهة.
وشنت الطائرات الأطلسية غارتين على محيط مقر إقامة القذافي في وسط طرابلس، تلتهما انفجارات أخرى في الضواحي الواقعة في شرق وجنوب شرق العاصمة. وعلى الأثر شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية. وأعلن التلفزيون الليبي أن «منطقة عين زارة (الضاحية الشرقية للعاصمة) تعرضت لقصف استعماري صليبي». وكانت طرابلس وضاحيتاها الشرقية والجنوبية تعرضت لغارات مماثلة منذ فجر أمس الأول. وأكد الحلف الأطلسي أنه شن سبع غارات على طرابلس استهدفت جميعها منطقة واحدة، وأسفرت عن إصابة مركز قيادة وسيطرة.
وقبل ذلك، نفى النظام الليبي تصريحات تفيد بأن الثوار نفذوا يوم الخميس الماضي عملية في طرابلس استهدفت عددا من رموز النظام، بمن فيهم سيف الإسلام القذافي. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم في مؤتمر صحافي «لم يقع أي هجوم»، معتبراً أن الثوار «بصدد خسارة المعركة في شرق البلاد وجنوبها الغربي وأنهم يحاولون رفع معنوياتهم بهذه الأكاذيب عن انتصارات صغيرة».
ميدانيا، أعلن الثوار أنهم يواجهون مقاومة ضعيفة في البريقة، وذلك بعد أسبوع على بدء هجوم على المرفأ النفطي الواقع على بعد 800 كيلومتر شرق طرابلس. وقال المتحدث باسم الثوار في بنغازي احمد عمر باني إن «الأمر الوحيد الذي يمنع تقدم القوات الليبية الحرة هو الألغام»، مضيفا أن نزع الألغام «عملية ستستغرق بضعة أيام».
وفي جنوب غرب البلاد، خسر الثوار سيطرتهم على مدينة القطرون، بعد هجوم لقوات القذافي.
وتابع الحلف الأطلسي دعمه للثوار خصوصا في محيط زليتن على بعد 150 كيلومتراً شرق طرابلس، حيث أسفرت معارك عنيفة عن سقوط 16 قتيلا على الأقل و126 جريحا في صفوف الثوار خلال الأسبوع الماضي. وأعلن الحلف الأطلسي انه دمّر مستودعا عسكريا ودبابتين وبطاريتين مضادتين للطيران وآلية مدرعة قرب زليتن، بينما استهدفت غارات مستودعا وأربع آليات مصفحة في محيط البريقة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن برلين ستقرض المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض 100 مليون يورو (143 مليون دولار) لأغراض مدنية وإنسانية.
وقال فسترفيله في بيان «قررنا تزويد المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتمويل يحتاجه على عجل لأسباب مدنية وإنسانية»، موضحاً أنه «بسبب حرب العقيد القذافي على شعبه أصبح الوضع في ليبيا صعبا للغاية. يفتقرون للتمويل اللازم لبناء الكيانات اللازمة وللتغلب على نقص الإمدادات من رعاية طبية إلى غذاء». ولفت إلى أن «الناس يعانون بشكل متزايد من هذا النقص خاصة في شرق ليبيا»، مشيراً إلى أن القرض يمكن أن يسدد عن طريق أصول القذافي المجمدة بمجرد أن يفرج عنها مجلس الأمن لصالح الحكومة الليبية الجديدة.
يذكر أن برلين عارضت التدخل الغربي العسكري في ليبيا لكنها تعهدت بالمساعدة في حث القذافي على التنحي عبر سبل سلمية، كما اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي.
في هذا الوقت، نفت وزارة الخارجية الجزائرية الأنباء بشأن السماح لسفينة تحمل العلم الليبي ومحملة بالأسلحة لقوات القذافي بالرسو بميناء جن جن في ولاية جيجل الواقعة شرقي الجزائر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد