حماة: الإضراب مستمر لليوم الثامن وتهديد بتعطيل الامتحانات العامة

عاشت مدينة حماة هدوءاً أمنياً تاماً منذ الخميس الماضي، دون أن يسجل أي خرق أمني، سوى العثور على جثة عبد الحميد محمد البرم (تولد 1984)، بعد إصابته بعيار ناري بالرأس، ورميه في حي الفيحاء بحماة، في ظل إضراب عام دخل أمس السبت يومه الثامن على التوالي، استجابة لدعوات ما يسمى «تنسيقيات الثورة بحماة» أو نتيجة للتهديد والوعيد لمن لم يغلق محله ( إغلاق أو إحراق).
وظهرت المدينة أمس مقفرة، لا حركة تذكر في شوارعها وساحاتها العامة، وأسواقها التجارية والشعبية، باستثناء بسطات على قارعة الطريق في سوق 8 آذار الشعبي تبيع الخضار والفاكهة.
وقامت الجهات المختصة بحملة تمشيط واسعة النطاق في أحياء حماة الساخنة، بحثاً عن مطلوبين وإرهابيين خطرين، وفرضت طوقاً أمنياً في أحياء «الجراجمة- باب قبلي- الشيخ عنبر- كرم الحوراني- جنوب الثكنة- المرابط- شارع صلاح الدين» وأعادت نشر عناصرها، وأقامت حواجز متنقلة في العديد من الشوارع الرئيسية، وفتشت السيارات العابرة ودققت في هويات مستخدميها والركاب.
وأكد مصدر رسمي في معلومات أولية أن الحملة كانت مثمرة، وأسفرت عن العثور على كميات كبيرة من الأسلحة، كانت مطمورة تحت بلاط عدة منازل شملتها الحملة، كما تم القبض على العديد من المطلوبين.
وتمكنت الجهات المختصة في منطقة سلمية من قتل الإرهابي ياسر فاعور المسؤول ومجموعته المسلحة عن ارتكاب عدة جرائم في الحولة بريف حمص وفي مدينة سلمية وريفها والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.
وقبل أيام معدودة من امتحانات الشهادتين (الثانوية والتعليم الأساسي)، هددت المجموعات المسلحة، بتعطيلها أسوة بامتحانات العام الماضي، التي خسر فيها 14 ألف طالب وطالبة امتحاناتهم العامة في الدورة العادية والإضافية.
ودعت هذه التهديدات أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي جهاد مراد، والمحافظ أنس الناعم، وقائد الشرطة، إلى عقد لقاء للجان الأحياء والفعاليات المجتمعة في المدينة، لبحث السبل الكفيلة بتفعيل دور لجان الأحياء بحماية مراكز الامتحانات العامة، وتوفير الأجواء المناسبة لطلاب المدينة لتقديم امتحاناتهم، وتوعية المواطنين لحثهم على إرسال أبنائهم إلى المراكز الامتحانية، كي لا يخسروا سنة دراسية كاملة من أعماره، ويتضرر مستقبلهم.
وأكد مصدر رسمي في مديرية تربية حماة أن عدد طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة، الذين سيقدمون امتحاناتهم هذا العام يبلغ 60487 طالباً وطالبة، منهم 25181 علمي وأدبي، و31019 في التعليم الأساسي، و2466 طالباً وطالبة في الثانوية المهنية الصناعية والشرعية، و682 في المهنية التجارية، و880 في المهنية النسوية.
وبلغ عدد المراكز الامتحانية، 513 مركزاً، موزعة على مختلف أنحاء المحافظة، بالإضافة إلى مركز للطلاب المرضى والمعوقين يشرف عليه أطباء ومراقبون.
وفي ريف المحافظة نشطت المجموعات المسلحة أمس، في الخطف والسلب، وأقدمت إحداها على خطف العسكري المجند علي الدلة على طريق سلمية عقارب، أثناء قيام والده بإيصاله إلى قطعته العسكرية بسيارته الخاصة، وقد تركت الأب والسيارة.
كما أقدمت مجموعة أخرى على خطف المساعد أول عبد الباسط معراتي أثناء وجوده في صوران لشراء بعض الحاجات.
وخطفت مجموعة أخرى الشرطي أحمد شفيق الدباغ الذي يخدم بدرعا، وذلك أثناء وجوده في بلدته كرناز بريف محردة، واتصلت بوالده طالبة فدية مقدارها300 ألف ل. س، رفض الوالد دفعها.
وفي ريف محردة أيضاً اعترضت مجموعة إرهابية مسلحة سيارة ضمنها 4 عناصر من حفظ النظام، معهم رواتب وطعام، لزملاء لهم في حاجز الصياد، وفتحت النار عليهم، فاشتبكوا معها، ما أدى إلى جرح اثنين من المجموعة الإرهابية التي تمكن مسلحوها الآخرون من سرقة الرواتب وقدرها 350 ألف ل. س والسيارة، ولم يصب أي عنصر من حفظ النظام بأذى.
كما أقدمت مجموعة إرهابية أخرى، على سلب صاحب كازية النوير على طريق حماة حمص مفرق بسيرين، مروان النوير 210 آلاف ل. س وجهازه الخلوي، وسيارة بيك آب، ولاذت بالفرار.
وبعد صلاة يوم الجمعة خرجت مظاهرات مناوئة للنظام في بعض أحياء حماة وريفها كانت قليلة العدد وانفضت من تلقاء ذاتها بعد تصويرها لاستغلالها إعلامياً.
ففي منطقة الغاب خرجت مظاهرات محدودة أيضاً في قلعة المضيق وبريديج وكفرنبودة وقسطون.
وفي منطقة محردة، شهدت «اللطامنة وكفر زيتا وكرناز والتريمسة» مظاهرات مماثلة.
وفي الريف الشمالي خرجت مظاهرات في صوران وطيبة الإمام، وفي القسم الخارجي، خرجت مظاهرة في خطاب، دون أن تسجل في أي منها أي حادثة أمنية.
وعاشت حماة يوم الخميس، بشكل هادئ تماماً، وكذلك ريفها بكل اتجاهاته، ولم يسجل في ذلك اليوم أي خرق أمني سوى قيام مجموعة إرهابية مسلحة، بسلب سيارة سائحة كيا ريو وسلب صاحبها جهازه الخلوي و3 آلاف ل.س.
وأما المراقبون الدوليون فجالوا في شيزر ومحردة، وأحياء حماة «القصور، الجراجمة، الشيخ عنبر، جنوب الملعب، والطوافرة، وطريق حلب، والمحطة، والضاهرية».

المصدر: الوطن